اغتالت إسرائيل قائد كتائب عزالدين القسام في غارة جوية، ومنذ أيام والغارات متواصلة على القطاع في حين يشتغل العرب بإسقاط النظام في سوريا، ويعتبرون أن تحرير فلسطين يمر حتما عبر تدمير سوريا وتفكيكها وتدمير المقاومة اللبنانية، وتسليم المنطقة برمتها لأمريكا وإسرائيل. اختارت حركة حماس أن تتحالف مع العهد الجديد في مصر وفاء لحركة الإخوان، وهكذا تم التبرؤ من النظام السوري الذي طالما احتضن قادة الحركة وقدم لهم الدعم عندما ضاقت بهم الأرض بما رحبت، وبدل أن تركز الحركة على مقاومة إسرائيل، والسعي إلى كسر الحصار، راحت تعقد التحالفات التي قادتها إلى أحضان أمير قطر الذي زار القطاع ووعد ببناء مدارس ومساكن لن يستغرق تدميرها أكثر من دقائق معدودات هي الوقت الذي تجتاجه الطائرات الإسرائيلية للقيام بعمليات قصف مبرمجة، وفي مقابل ذلك تدفق الأموال القطرية سلاحا من كل الأنواع على المقاتلين في سوريا الذين جاءوا من كل مكان تلبية لنداء الحرية الذي أطلقه الأمريكان. مصر ماضية في توافقها مع إسرائيل، وأموال حكومات الخليج تتحول إلى سلاح في سوريا وإلى بناءات هشة في قطاع غزة، والطيران الحربي يجول ويصول يغير التوازنات على الأرض، ويستعد لإضعاف الفلسطينيين قبل استئناف المفاوضات التي لن تفضي إلا إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، ولعل الوصول إلى قائد كتائب القسام هو مؤشر على أن الاختراق الإسرائيلي وصل إلى حد غير مسبوق، وأن المرحلة القادمة ستكون عصيبة على القضية وعلى أهلها الذي يسندون ظهورهم إلى حائط هش لا يمكن أن يحميهم أبدا. لطالما أنكرت حماس على محمود عباس والسلطة احتكار القضية والتصرف في مستقبل الشعب الفلسطيني كملكية خاصة، غير أنها تسير اليوم على نفس الطريق، وتحالفاتها الخارجية المشبوهة توحي بأن بنادق المقاومة ستسكت إرضاء لسادة الحركة التي اكتشفت متأخرة أن الحكمة ليست في مقاومة أمريكا بل في التفاهم معها.