شدد محمد السعيد، رئيس حزب الحرية والعدالة، على ضرورة التغيير، مؤكدا أنه يجب على الطبقة السياسية أن تجدد وهذا التجدد »لا يكون من الأعلى بل من الأسفل، حين نختار منتخبين أكفاء في المجالس البلدية والولائية ثم يكون لنا نواب ووزراء جدد«، وقال: »إن لم ننجح اليوم سننجح غدا«، كما دعا إلى »استحداث جائزة وطنية« ل »أحسن بلدية« في الجزائر من حيث »النظافة وخدمة الصالح العام، والتضحية من أجل الآخر بغرض خلق المنافسة بين البلديات«. وكان رئيس حزب الحرية والعدالة قد تكلم مطولا في تجمع له بقاعة الحفلات لمدينة بودواو غرب ولاية بومرداس فقدان المواطن للثقة وعزوفه عن الانتخاب، مؤكدا أن هذا الأمر عبارة عن مرض يجب تشخيصه لمعالجته وإيجاد الدواء المناسب له، مشيرا إلى أن هذا الوضع مرده فقدان الثقة من طرف الموطن في الإدارة التي لم تحل مشاكله، ثم فقدان الثقة في المنتخب والسياسي الذي استعمل النفوذ لخدمة مصالحه الشخصية. وأكد رئيس حزب الحرية والعدالة أن هناك أشخاص يسعون لتثبيط عزائم المواطنين ويقولون للجميع أنه لا توجد إمكانية للتغيير فكل شيء فاسد »والكفر ملة واحدة«، معتبرا أن هؤلاء هم من يستفيدون من تعفن الأوضاع ويخافون من التغيير، وكحل لهذا المشكل قال محمد السعيد: »نحن في حملتنا نبحث عن الدواء من خلال اختيار الرجال وفي حزبنا حرصنا على تقديم من يؤمنون بالمصلحة العام«. وأبرز محمد السعيد على أن حزب الحرية والعدالة قد شدد في اختيار مرشحيه فكان أن شارك في 33 ولاية فقط و173 بلدية حتى »يكون هامش الخطأ ضيق« حسب قوله، فيما خاطب ذات المتحدث مسؤولي مختلف التشكيلات السياسية بضرورة التزام المنافسة الشريفة أثناء الحملة، بعيدا عن استعمال »الأساليب الرخيسة« والمساس بالآخرين، مؤكدا أنه من المفروض أن تكون المنافسة بين البرامج وأخلاق المترشحين والمواطن هو الحكم في النهاية وهو من يختار. وفي الفترة المسائية نشط محمد السعيد تجمعا شعبيا بقاعة المتعددة الرياضات بدلس الواقعة شرق ولاية بومرداس، حيث دعا فيه المواطنين بالتوجه نحو صناديق الاقتراع يوم 29 من نوفمبر من أجل تأدية واجبهم الانتخابي، والإقناع بأن أصواتهم لها قيمة، مطالبا مرشحي حزبه بأن يوفوا بوعودهم لإعادة الثقة للمواطن الذي فقدها في التشريعات الماضية. كما تطرق محمد السعيد خلال التجمع إلى تاريخ الجزائر قائلا: »الجزائر حضارة كبيرة ولها تاريخ عظيم، ولم توجد بفعل الاستعمار بل كانت موجودة قبله«، لافتا في ذلك إلى الميزة التي ينفرد بها المواطن الجزائري بقوله: »المواطن الجزائري له ميزة خاصة تميزه عن غيره وهي الغيرة عن الوطن، ولا نعتبر احتجاج المواطن هو كرهه لوطنه بل العكس حب لوطنه ووفاء لماضيه العريق«. وفي موضوع المصالحة الوطنية قال ذات المتحدث: »بالرغم أننا في منطقة تعاني مشاكل أمنية إلا أن المصالحة الوطنية تبقى مكسب أساسي نحافظ عليه بأي ثمن، لذلك يجب أن نرقيها، فهي لا تقتصر على إنهاء كل أنواع العنف فقط ، بل اليوم يجب أن تكون مصالحة مابين المواطن والإدارة«.