يتوجه اليوم وزير الخارجية مراد مدلسي إلى غزة ضمن وفد وزاري عربي يضمّ أربع وزراء خارجية إلى جانب أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي تعبيرا عن تضامنهم مع مواطني غزة في مواجهتهم لهمجية العدوان الإسرائيلي منذ الأربعاء الفارط، كما تحمل الزيارة رسالة سياسية واضحة إلى الكيان الصهيوني وحلفائه مفادها أن موقف العرب من هذا العدوان مختلف عن المرّات السابقة. حسب ما نقل عن مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية فإن الوفد الوزاري العربي يضم إلى جانب مراد مدلسي وأمين عام الجامعة العربية وزراء خارجية مصر وليبيا والسلطة الفلسطينية، وسيتوجه الوفد اليوم إلى غزة في إطار زيارة تضامنية لا تخلو من الدلالات والرسائل السياسية، حيث من المنتظر أن يقف الوفد على احتياجات قطاع غزة الذي يتعرّض لهمجية إسرائيلية منذ الأربعاء لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لسكان غزة تعينهم على تحمّل القصف الإسرائيلي. وقال المصدر نفسه إن الاستعدادات جارية بشكل جيد لاستقبال الوفد الوزاري العربي الذي أبلغ الجامعة العربية موافقته على الزيارة تلبية للدعوة التي وجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبومازن خلال خطابه أمس الأول، والتي دعا فيها القادة العرب لزيارة القطاع تضامنا مع مواطني غزة، مرجحا أن يرتفع عدد الوفود التي ستزور القطاع غدا خاصة أن الجامعة العربية مازالت تتلقى موافقات من وفود أخرى، مشيرا إلى أن العدد النهائي سيتحدد عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أمس، وليس غريبا أن تكون الجزائر من أوائل الدول التي أبدت تأييدا لمقترح الزيارة انسجاما مع مواقفها الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية. ويراهن المتتبعون لما يجري في فلسطين على زيارة الوفد الوزاري العربي المنتظرة اليوم إلى غزة في التأثير على مجريات الأحداث في الميدان باعتبارها سندا معنويا قويا للمقاومة الفلسطينية من جهة كما تعدّ رسالة صريحة للكيان الصهويني مفادها أن العرب هذه المرة لن يتخلوا عن غزة ولن يتركوها وحدها في مواجهة العدوان، وهو ما سيضطرّ نتنياهو الذي اعتاد على صمت عربي إزاء جرائمه في فلسطين لإعادة حساباته بشأن العدوان على غزة لا سيّما في ظلّ الرد الشرسة الذي لم يكن يتوقعه من كتائب المقاومة الفلسطينية. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد الوزاري العربي سبقها زيارة لوزير خارجية تونس والوزير الأول المصري وهو ما كان بمثابة صفعة قوية لإدارة الاحتلال.