أثارت سلسلة الاعتداءات الجديدة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من يومين على قطاع غزة موجة غضب وتنديد عالمية على المستويين الرسمي والشعبي تعالت في ظلها دعوات إلى تحرك دولي عاجل لحمل إسرائيل على وقف العدوان الهمجي الذي خلف حتى الآن استشهاد 24 فلسطينيا وإصابة أكثر من 260 بجروح متفاوتة الخطورة. ويواصل الطيران الإسرائيلي غاراته الجوية المكثفة على قطاع غزة في الوقت الذي يصعد فيه تهديداته بالقيام بعملية عسكرية برية واسعة داخل قطاع غزة. وبلغت حصيلة المحرقة التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة 24 شهيدا من بينهم 8 أطفال وأكثر من 260 جريحا. وفي خضم هذا الوضع الخطير أعلن اليوم بنيويورك أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور رام الله يوم الأربعاء المقبل للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث الوضع بقطاع غزة من تصعيد اسرائيلى خطير بالإضافة إلى الوضع في كافة الاراضى المحتلة كما ستتناول المباحثات التحرك السياسي الفلسطيني لنيل اعتراف دولي من الأممالمتحدة. كما أعلن أمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن اجتماع طارئ للجامعة سيعقد غدا لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة واصفا إياه ب "الحالة الخطيرة جدا" التي من الممكن أن تتدهور. وكان مجلس الأمن الدولي أنهى أمس جلسته العاجلة في هذا الصدد دون إصدار أي بيان غير أن مندوب الهند الدائم لدى الأممالمتحدة السفير هارديب بوري الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس الشهر الجاري أكد على ضرورة وقف أعمال العنف من قبل إسرائيل وممارسة الجانبين أقصى درجات ضبط النفس وذلك منعا لتصعيد الموقف في المنطقة. ومن القاهرة وصف الرئيس المصري محمد مرسي ما يجري في غزة بأنه "أمر خطير وعدوان سافر" على المدنيين مؤكدا أن هذا العدوان لا يعزز الاستقرار وسيدفع إلى تحرك شعوب المنطقة كاملة . وجدد الرئيس مرسي في كلمة يوم الجمعة بأحد مساجد القاهرة تضامن مصر مع أهل غزة ووقوفها معهم محملا إسرائيل مسؤوليات استمرار هذا العدوان وتبعاته. وكان الرئيس المصري محمد مرسي أوفد رئيس وزرائه هشام قنديل اليوم إلى غزة في زيارة تضامنية مع سكان القطاع . وأعربت المفوضة السامية للشئون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في قطاع غزة وعن أملها في أن تساهم الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل اليوم إلى القطاع في تهدئة الأوضاع هناك. وشددت اشتون على ضرورة المضي قدما في إيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط بحيث يستطيع الملايين من الناس العيش في سلام وأمن. من جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد مرسي إلى ضرورة وقف المواجهة المسلحة في قطاع غزة مؤكدا دعم الجهود المصرية لتطبيع الوضع. وقال المكتب الإعلامي للكرملين أن الرئيس الروسي "شدد على الحاجة لوقف المواجهة المسلحة ودعا الأطراف المعنية في النزاع لممارسة ضبط النفس ووقف استخدام القوة التي تؤدي إلى قتلى مدنيين" مشيرا إلى أن الرئيس المصري سيقوم بزيارة إلى موسكو. من جهتها أعربت نافى بيلاى المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة اليوم عن انزعاجها الكبير تجاه ما يجرى في غزة وطالبت الجانبين باتخاذ خطوات جادة لتجنب المزيد من التصعيد وكذلك احترام الالتزامات الدولية بموجب القانون الانسانى الدولي لضمان حماية المدنيين. أما تركيا فقد دعت على لسان رئيس وزراءها رجب طيب اردوغان المجموعة الدولية إلى "العمل لردع إسرائيل وارغامها على وقف هجماتها الوحشية فورا". واعتبر اردوغان في تصريح عقب صلاة الجمعة في اسطنبول أن حكومة الاحتلال توظف عدوانها الجديد في الانتخابات القادمة كما فعلت ذلك الحكومة السابقة عام 2008. كما نددت الحكومة التونسية بالعدوان السافر والمتكرر على قطاع غزة وأعلنت عن قرار إرسال وفد وزاري رفيع المستوى إلى قطاع غزة للتأكيد على تضامن تونس الكامل مع الشعب الفلسطيني المناضل ورفضها القطعي للاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها. ومن جهتها دعت الحكومة الموريتانية وهي تدين العدوان الإسرائيلي على غزة مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته واتخاذ الاجرءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من هذا العدوان الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة". أما العراق الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية فقد رأى في استخدام سلاح النفط بهدف تشكيل ضغط حقيقي على الولاياتالمتحدة ومع من يقف مع إسرائيل الأنسب لان يتم تفعيله حاليا لتأكيد الوقوف مع الشعب الفلسطيني. وقال قيس العزاوي مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية أن بلاده ستدعو أمام الاجتماع الوزاري العربي الطاريء الذي سيلتئم بمقر الجامعة غدا لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الوزاري إلى استخدام سلاح النفط مضيفا أن السلاح الاقتصادى هو الأنسب لان يتم تفعيله حاليا لتأكيد الوقوف مع الشعب الفلسطيني. ومن طهران دعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني في اتصالات هاتفية أجراها مع نظرائه في برلمانات الدول الإسلامية وباقي الدول إلى العمل لوقف جرائم الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة. ووصف لاريجاني في اتصال هاتفي مع الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي اندرس بي جونسون العدوان الإسرائيلي الواسع على السكان العزل في قطاع غزة بانه مخز ومؤسف. وقال من الأحرى بالاتحاد البرلماني الدولي بصفته مركز برلمانات العالم المنبثقة عن إرادة شعوب العالم أن يبدي تحركا في هذا المجال. في غضون ذلك تشهد العديد من عواصم ومدن العالم مظاهرات واسعة تندد بما يتعرض له أهل غزة من تقتيل وتشريد على يد الاحتلال. فقد نددت أحزاب سياسية فرنسية و جمعيات اليوم بالقصف الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة و دعت إلى عقوبات ضد إسرائيل. و طالب الحزب الشيوعي الفرنسي في بيان له ب"عقوبات ضد إسرائيل" داعيا إلى تنظيم تجمعات و "مبادرات احتجاجية" في فرنسا لاسيما غدا السبت في باريس "ضد هذه الحرب الجديدة التي تستهدف الشعب الفلسطيني". كما شهدت العديد من محافظات مصر اليوم تظاهرات ووقفات تضامنا مع جمعة " نصر غزة " التي يشهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة . وناشد الأزهر الشريف العرب والمسلمين بأن يقفوا صفا واحدا ويهبوا لنصرة إخوانهم في قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف والعدوان بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والهجمي على بلادهم . وانتقد الأزهر مواقف الدول الكبرى التي قال أنها "تخاذلت ونسيت واجبها الإنساني ومسؤوليتها الدولية وباركت العدوان".