قصفت إسرائيل أمس عشرات المواقع في قطاع غزة وقالت إنها استهدفت المواقع التي تسيطر عليها حماس فيما تراجعت الهجمات الصاروخية من القطاع مع استمرار الجهود الدولية ال مكثفة للتوسط في تهدئة بين الجانبين. قال مسؤولون طبيون إنّ أكثر من عشرة مدنيين استشهدوا إلى جانب اثنين من القادة الميدانيين من حركة الجهاد الإسلامي وأصيب 30 فلسطينيا آخر في غارات جوية جديدة ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى أكثر من 100 زيادة على أكثر من 900 من المصابين منذ بدء العدوان الصهيوني ضدّ قطاع غزّة والذي دخل أمس يومه السادس. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، إنّ وفدا من إسرائيل توجه إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن وقف القتال على الرغم من امتناع متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على الأمر، بينما ذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي أنّ تل أبيب أعطت حماس 36 ساعة كمهلة للقبول بشروط الهدنة. فتح وحماس تتباحثان بخصوص وقف إطلاق النار وفي السياق، قال نبيل شعث عضو اللّجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، الذي وصل صباح أمس إلى غزّة ليقود حملة مساعدات إنسانية إلى القطاع، إنّ رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس قام بالتنسيق مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، لبحث ما يجرى من مفاوضات لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وأوضح شعث أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تريد ضمانات إسرائيلية برفع الحصار ووقف الاغتيالات كشرط للتهدئة، وأوضح أنّ حماس تطالب بإنهاء الاستفزازات والحصار القاسي على قطاع غزة والذي يحول دون دخول أو خروج أي شيء منه وذلك من أجل استعادة الحياة الطبيعية للناس في غزة. كما لفت المتحدّث إلى أن حماس تريد من إسرائيل أيضا وقف استهداف قادة الفصائل الفلسطينية وزيادة المساحة البحرية التي يمكن للصيادين في غزة استخدامها، بحيث تصل إلى 30 ميلا بحريا عوضا عن ثلاثة أميال تسمح بها إسرائيل حاليا، واعتبر أنّ الهدف الفلسطيني هو الوصول إلى اتفاق لا ينهي القتال الدائر حاليا فحسب، بل إلى وضع أسس لاتفاق يوقف إطلاق النار لفترة طويلة بين إسرائيل وحماس. هذا وأعلنت أمس، قيادات من فتح وحماس والجهاد والتنظيمات الفلسطينية الأخرى عن الوحدة وإنهاء الانقسام من مدينة رام الله في الضفة الغربية، تضامنا مع غزة، وقال القيادي في حركة فتح اللواء جبريل الرجوب عبر مكبرات الصوت في مظاهرة بمدينة رام الله »من هنا نعلن إلى جانب قيادات أخرى إننا ننهي الانقسام«، فيما أضاف القيادي في حركة حماس محمود الرمحي في التظاهرة »مجرم من يتحدث عن الانقسام بعد اليوم«. وفد وزاري عربي يحلّ اليوم بالقطاع من جهة أخرى، قال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح، إن الوفد الوزاري العربي الذي يضم 9 وزراء خارجية سيتوجه إلى قطاع غزة اليوم للتضامن مع أهله الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي منذ الأربعاء الماضي، وحسبما نقلت تقارير إعلامية أمس، فقد أوضح صبيح أن 9 من وزراء الخارجية العرب أبلغوا الجامعة حتى الآن »لدى إدلائه بالتصريح« رغبتهم في زيارة غزة مع الوفد الذي سيترأسه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وبحسب صبيح فإن الوزراء ال9 هم من مصر ولبنان والعراق والسودان وتونس والمغرب والسلطة الفلسطينية والكويت، إضافة إلى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية. وقال المصدر، إنّ وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو سيشارك الوفد في زيارته إلى غزة، في وقت اتهم فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بارتكاب أعمال إرهابية بقصفها لقطاع غزة، وقال لمؤتمر المجلس الإسلامي الأورو آسيوي في اسطنبول إنّ من يربطون بين الإسلام والإرهاب يغضون الطرف عن عمليات قتل جماعي للمسلمين ولا يهتمون بقتل الأطفال في غزة، مضيفا أنّ إسرائيل دولة إرهابية تقوم بأعمال إرهابية. مساع ودعوات لوقف فوري لعملية »عمود السحاب« وفيما يخص المساعي الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزّة، أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ليلة أمس الأول اتصالا هاتفيا هو الثاني من نوعه مع نظيره المصري محمد مرسي، حيث بحثا المساعي المشتركة للتوصل إلى وقف فوري للقصف الإسرائيلي على غزة. وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان، أن هولاند، أكد خلال المكالمة دعم باريس الكامل للجهود المصرية الرامية لتفادي التصعيد وتحقيق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فورا، وأضافت أن الرئيس الفرنسي أبلغ نظيره المصري بالتحركات التي يقوم بها وزير الخارجية لوران فابيوس، الذي تواجد في المنطقة بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين. إلى ذلك، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي، أن قصف المناطق الجنوبية في إسرائيل والغارات الإسرائيلية غير المتكافئة على قطاع غزة أمر غير مقبول، كما أفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها، وقال الوزير إنّه تمّ التأكيد على موقف موسكو الرافض لقصف المناطق الجنوبية في إسرائيل والغارات غير المتكافئة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة وتسفر عن سقوط ضحايا أبرياء بين المدنيين. يشار إلى أنّ العضو الجمهوري البارز بلجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور جون مكين، قال إنّ الولاياتالمتحدة في حاجة إلى إيفاد مبعوث رفيع المستوى مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون للمساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين