كثفت، أمس، قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الجوية على قطاع غزة في عملية "عمود السحاب" التي بدأتها الأربعاء، مخلفة أزيد من 21 قتيلا في صفوف الفلسطينيين، وسط تنديد دولي ودعوات لوقف إطلاق النار من منظمات حقوقية. لقي أكثر من 20 فلسطينيا من بينهم مدنيون ومسلحون وخمسة أطفال حتفهم، منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية التي عرفت باسم "عمود السحاب" الأربعاء، كما قتل ثلاثة إسرائيليين من بينهم امرأتان، عندما أصاب صاروخ انطلق من قطاع غزة مبنى في مدينة كيريات مالاشي الجنوبية، الثلاثاء، بحسب مسؤولين إسرائيليين. وهزت عدة إنفجارات مدينة غزة طوال ليل الخميس وحتى فجر الجمعة، حيث استدعت إسرائيل 30 ألف من قوات الاحتياط بالجيش وسط أنباء عن هجوم بري محتمل. وقال مسلحون فلسطينيون إنهم أطلقوا نحو 350 صاروخ من قطاع غزة نحو إسرائيل خلال الأيام الماضية، بينما قالت إسرائيل إن 130 صاروخ فقط أطلقت من القطاع واعترضها نظام "القبة الحديدية" الدفاعي. زيارة لرئيس الوزراء المصري ووفد تونسي يصل اليوم وصل رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، صباح أمس، إلى غزة تعبيرا عن "التضامن مع الشعب الفلسطيني" بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع على مدى يومين، في حين تواصلت الانفجارات في غزة في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل من هجماتها على القطاع، فجر أمس، بالتزامن مع زيارة وفد مصري برئاسة رئيس الوزراء. من جهة أخرى قالت تونس إن وزير الخارجية التونسي ورئيس مكتب رئيس الجمهورية سيزوران غزة غداً ضمن وفد رفيع المستوى لتقديم المساندة السياسية لحركة حماس وتشديد الضغط على إسرائيل لتمديد الهدنة ووقف التصعيد العسكري. وقال بيان لرئاسة الجمهورية أرسل لرويترز، "تأكيداً لموقفها المبدئي في تقديم كل المساندة السياسية لغزة فقد أعلم رئيس الجمهورية رئاسة الحكومة الفلسطينية في القطاع أن وفداً رسمياً تونسياً يقوده السيد وزير الشؤون الخارجية ويشارك فيه مدير الديوان الرئاسي سينطلق إلى غزة غدا". أفاد مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي بأن جامعة الدول العربية ستعقد السبت اجتماعا طارئا بناء على دعوة مصر وفلسطين لبحث تطور الأوضاع في قطاع غزة، بعد الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن قتلى. وعلى صعيد آخر قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن الرئيس محمد مرسي قرر سحب السفير في تل أبيب، ردا على الغارات على غزة. اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم وبان كيمون في رام الله هذا الأربعاء من جهته أعلن مساعد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، لفرانس برس، أن الجامعة ستعقد السبت اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات في قطاع غزة الذي تعرض الأربعاء لسلسلة غارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين. وقال بن حلي "تمت الدعوة إلى الاجتماع السبت بناء على طلب مصر وفلسطين"، وذكرت مصادر فلسطينية أمس الجمعة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيزور رام الله يوم الأربعاء المقبل للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت المصادر إن بان كي مون والرئيس عباس سيبحثان ما يشهده قطاع غزة من تصعيد إسرائيلي خطير، بالإضافة إلى الوضع في كافة الأراضي المحتلة، إلى جانب التحرك السياسي الفلسطيني لنيل اعتراف دولي من الأممالمتحدة. وكانت صحيفة إسرائيلية قد ذكرت مؤخرا أن بان كي مون سيزور إسرائيل، الثلاثاء المقبل، للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبحث التهدئة مع الفلسطينيين وإحياء عملية السلام. ردود أفعال دولية منددة بالوضع في غزة توالت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالاعتداءات الصهيونية التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ففي القاهرة أدان الرئيس المصري محمد مرسي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبا بضرورة وقف هذا العدوان بشكل عاجل. وفي تونس، أدانت رئاسة الحكومة التونسية، أمس، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلية على اغتيال أحد القادة العسكريين الفلسطينيين في قطاع غزة ومرافقيه، ووصفته بأنه عنف ممنهج لتصفية القيادات الفلسطينية يتنافى مع المواثيق الدولية. وفي طرابلس، أدانت ليبيا أمس الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ووصفتها بالإجرامية. وفي بيروت اعتبر رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، أن "العدوان الإسرائيلي على غزة يشكل فصلا جديدا من مسلسل الإجرام الإسرائيلي وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، لكنه لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على التمسك بحقه في أرضه وكرامته". وفي كوالالمبور، طالبت ماليزيا مجلس الأمن باتخاذ تدابير فورية لوقف التصرفات العسكرية غير المسؤولة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة، وقال لوكاشيفيتش إن "روسيا قلقة من تدهور الوضع في غزة"، مؤكداً أن "زيادة استخدام العنف غير مقبولة". وفي روما، دعا رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ الإيطالي، بيترو مارتشينارو اليوم، المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف متفرجاً على المأساة التي تجري في غزة. وفي لندن، عبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس عن قلقه إزاء الوضع في غزة، معبرًا عن أسفه للخسائر في الأرواح من المدنيين ومطالبا جميع المعنيين بالأمر بوقف أي أعمال تعرض حياة المدنيين للخطر أو تؤدي إلى تصاعد الأزمة. وفي بروكسل، عبر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية البلجيكي، ديديه رايندرس، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في قطاع غزة. ودعا في بيان اليوم جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لتجنب التصعيد وضمان حماية المدنيين. وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال إن لكل دولة حق الدفاع عن النفس، في تعليق جاء بعد وقت قصير من حديث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الخميس عن تفهم بان كي مون لهذا الحق، في معرض تلخيصه للعمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد قطاع غزة.