يشرع وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، بداية من اليوم في زيارة إلى بريطانيا تدوم يومين، تتناول العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية، ويرتقب أن يشكل التعاون الأمني والوضع في شمال مالي، على خلفية التدخل العسكري المرتقب في هذه المنطقة، محور المحادثات التي سيجريها رئيس الدبلوماسية الجزائرية مع نظيره البريطاني وليام هيغ. كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، في تصريح خص به أمس وكالة الأنباء الجزائرية، أن رئيس الدبلوماسية الجزائرية، مراد مدلسي، يشرع بدءا من اليوم في زيارة تدوم يومين إلى المملكة المتحدة وهذا بدعوة من نظيره البريطاني، ويليام هيغ، وأوضح بلاني أن هذه الزيارة التي تأتي بعد تلك التي قام بها رئيس الدبلوماسية البريطانية إلى الجزائر في أكتوبر 2011 تهدف إلى »تجسيد الإرادة التي عبر عنها البلدان في تكثيف الحوار السياسي وترقية التعاون الثنائي«. ويرتقب أن يفتح مدلسي والمسؤولين البريطانيين عددا من القضايا الهامة وعلى رأسها ملفات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات البريطانية في الجزائر، خصوصا في قطاع المحروقات، وتم خلال السنوات الأخيرة تسجيل تطور استثنائي على الصعيدين الاقتصادي والتجاري، وباشر الطرفان نشاطات شراكة لا سيما في المجالات الصيدلاني والطبي والمالي والتكنولوجي والخدمات. ومعلوم أن الجزائر والمملكة المتحدة نصبتا في 2006 لجنة للعلاقات الثنائية عقدت دورتها السابعة في جوان 2012 بالجزائر العاصمة، وتسمح هذه الآلية بتأطير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وعلى الصعيد السياسي أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية، عمار بلاني، أن هذه الزيارة ستشكل فرصة لبحث المسائل ذات الاهتمام المشترك وكذا المسائل الإقليمية والدولية الراهنة، وتوجد على رأس القضايا التي سيتناولها لقاء مدلسي بوزير الخارجية البريطاني الوضع في شمال مالي والتدخل العسكري المرتقب في هذه المنطقة. وإذا كان الموقف البريطاني مرتبط أكثر بالموقف الأوربي والأمريكي المؤيد للتدخل العسكري والمتحفظ عن المشاركة في هذا التدخل، تظل الجزائر متمسكة بخيار الحل السياسي لتفادي تبعات عسكرة شمال مالي وجر كل منطقة الساحل الصحراوي إلى حالة من حرب المزمنة.