مدلسي يؤكد بأن العلاقات مع المجلس الانتقالي الليبي أضحت "رسمية" طلب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، من الجزائر "التعاون مع السلطات الليبية" الجديدة فيما يخص أي طلب تتقدم به حول أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر. ورحّب هيغ بالعلاقات الجديدة بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي قائلا "نحن نحيي العمل الذي جرى بين الجزائر والمجلس الانتقالي وهذا العمل مهم من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة". وأكد من جانبه وزير الخارجية، مراد مدلسي أن علاقة الجزائر ب"المجلس الانتقالي الليبي" أصبحت رسمية، مشيرا إلى "وجود اتصالات شبه يومية بين الجانبين، سواء مع رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل أو رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل. وتحدث مدلسي عن وجود خطوات إيجابية في شأن التعاون الأمني والعسكري بين الجزائر وبريطانيا لمواجهة الإرهاب أكد وزير الخارجية مراد مدلسي، أن العلاقات بين الجزائر و المجلس الوطني الانتقالي الليبي تسير في "الاتجاه الحسن". و أوضح مدلسي خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ "كانت لدينا علاقات غير رسمية مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي و أصبحت اليوم رسمية" مؤكدا أن "الأمور تسير في الاتجاه الحسن". و أكد أن الاتصالات "منتظمة" و هي "تقريبا يومية" بين السلطات الجزائرية و مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي الليبي سواء تعلق الأمر برئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أو برئيس مجلسه التنفيذي محمود جبريل. و في هذا السياق أعلن مدلسي أن سفير الجزائر بطرابلس قد استقبل أول أمس الثلاثاء من طرف عبد الجليل مشيرا إلى انه تم خلال هذا اللقاء الذي "كان بناء للغاية" التأكيد مجددا على "الاهتمام الذي يليه عبد الجليل لبناء تعاون متعدد الأشكال قوي و طموح". و أشار من جهة أخرى إلى أن الزيارة المرتقبة لوفد عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى الجزائر "قد أكدها عبد الجليل". ورحّب وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بالعلاقات الجديدة بين الجزائر والمجلس الانتقالي الليبي قائلا "نحن نحيي العمل الذي جرى بين الجزائر والمجلس الانتقالي وهذا العمل مهم من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة". بالمقابل طلب هيغ، من الجزائر "التعاون مع السلطات الليبية" الجديدة فيما يخص أي طلب تتقدم به حول أفراد عائلة القذافي الموجودين في الجزائر. وقال هيغ "نعتقد في المملكة المتحدة انه على الجزائر التعاون مع السلطات الليبية في حال تقدمت بأي طلب حول الأشخاص الذين جاؤوا إلى هذا البلد". وذلك في رده على سؤال حول موقف بريطانيا من وجود أفراد من عائلة القذافي على الأراضي الجزائرية. وأضاف هيغ" تقدمت بنفس الطلب في كل الدول التي زرتها في المنطقة بخصوص الأشخاص المطلوبين لدى المحكمة الدولية". وتابع "من المهم العمل مع السلطات الليبية والقضاء الدولي لضمان تسليم المطلوبين إلى العدالة". وأكد مراد مدلسي، من جانبه، أن الجزائر استقبلت عائلة القذافي لأسباب إنسانية وان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل "اعترف بحق الجزائر في فعل ذلك". وأضاف مدلسي "الجزائر كانت مثالا في احترام قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي"، مضيفا "الجزائر التزمت بكل واجباتها بصفة آلية باعتبارها عضو في المجتمع الدولي وستواصل الالتزام بالقرارات الحاسمة لمجلس الأمن الدولي". وبخصوص التعاون الثنائي بين الجزائر وبريطانيا، قال مدلسي "ليس هناك حد يرضي الجميع بخصوص التعاون في المجال الأمني والعسكري بين الجزائر وبريطانيا ولكن هناك خطوات جد إيجابية بخصوص هذا التعاون بين البلدين وتلك الخطوات سنبني على أساسها هذا التعاون". واعتبر دور بريطانيا الأمني في منطقة الساحل الإفريقي "كبير جدا"، مؤكدا أن بلاده تتعاون معها"من أجل تفادى آفة الإرهاب لأن الجزائر دفعت ثمنا كبيرا من هذه الآفة ونحن نسعى لاسترجاع الأمن في المنطقة وهناك تطورات خطيرة بسبب الوضع في ليبيا". ووصف محادثاته مع هيغ "بالهامة جدا" ونتائجها "بالإيجابية جدا"، مشيرا إلى أن هذه المحادثات "سمحت لنا بإجراء تقييم إيجابي للتعاون الأمني والعسكري والتجاري والمالي وأيضا التعاون الفضائي والصحي وكل المجالات بين البلدين". من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أن أولوية التعاون الأمني بين الجزائر ولندن هو مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. وقال هيغ " نحن لدينا تعاون قوي جدا مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وهناك فرص للتعاون العسكري بين البلدين ولكن الأولوية بالنسبة لنا هو التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي". وقال هيغ، أن بلاده تعطي الأولوية في مجال التعاون الأمني مع الجزائر للبلوغ إلى "تحرك فعلي" للتصدي للإرهاب في منطقة المغرب العربي. و أضاف "نحن نقيم تعاونا قويا في هذا المجال مع الجزائر ولكن هنالك الكثير من القدرات يجب تطويرها بين صناعات الدفاع لدى كلا البلدين".كما إستقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزير الشؤون الخارجية البريطاني وليام هيغ. و قد جرى اللقاء بإقامة جنان المفتي بحضور وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الافريقية عبد القادر مساهل. و في تصريح أدلى به للصحافة عقب المقابلة قال السيد هيغ " هناك عاملان هامان يميزان العلاقات بين الجزائر و بريطانيا وهما الطابع الوطيد واستعداد البلدين لتدعيمها". كما أوضح رئيس الديبلوماسية البريطانية أنه تطرق مع رئيس الجمهورية إلى نوعية العلاقات الثنائية بين البلدين و السبل الكفيلة بتحسينها أكثر. وأضاف يقول " أعتقد أن لدينا تصورا جيدا لتاريخ بلدينا و ثقافتهما وماضيهما يسمح لنا بإقامة علاقات جيدة و هذا يمكننا أيضا من تناول القضايا الدولية من هذه الزاوية". في نفس الاتجاه صرح المسؤول البريطاني أنه تطرق مع الرئيس بوتفليقة إلى مجمل القضايا التي تهم المنطقة لاسيما الوضع في ليبيا و بشكل أوسع الوضع السائد بمنطقة الشرق الأوسط. و اعتبر ذات المسؤول أن زيارته للجزائر كانت "مفيدة للغاية".و كان هيغ قد وصل إلى الجزائر مساء يوم الثلاثاء في زيارة عمل تدوم يومين بدعوة من مدلسي. و صرح رئيس الديبلوماسية البريطانية للصحافة بعد وصوله إلى الجزائر أن هذه الزيارة ستكون فرصة لتعزيز التعاون الجزائري-البريطاني في مجالي الطاقة و مكافحة الإرهاب.