نعيش هذه الأيام عز فصل الصيف حيث يزيد ا التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير، من خلال إقبال العديد من المصطافين على تعريض أنفسهم للأشعة بحثا عن سمرة البشرة، غير مكترثين بالأخطار التي قد تنجم عن هذه الظاهرة دون أن يدركوا بأنهم أخذوا جرعة من الأشعة فوق البنفسجية، التي تتفاقم مع مرور الوقت بحيث لا يزول مفعولها مع زوال احتراق الجلد واسمراره، وإنما يتراكم عاما بعد عام حتى تحين الساعة الحرجة ويقع المكروه فجأة. من باب ضرورة تقصي الأمر ونحن في عز فصل الصيف ارتأت »صوت الأحرار« أن تستطلع هذه الظاهرة وذلك من خلال الجولة التي قادتنا إلى بعض شواطئ غرب العاصمة، وخلالها سألنا بعض المواطنين حول الأمر وإن كانت لهم دراية بأخطار التعرض العشوائي لأشعة الشمس، فكانت أغلب الردود بأنها تجهل أخطار التعرض الطويل لأشعة الشمس. بمجرد دخولنا إلى شاطئ زرالدة وجدنا العديد من المصطافين في مواجهة مباشرة مع أشعة الشمس الحارقة والتي كانت تفوق ذلك اليوم 37 درجة مئوية تحت الظل، ودون حماية من أشعتها الحارقة، ولمعرفة السبب توجهنا إلى هشام الذي اخبرنا بأنه يريد من خلال تعريض نفسه للشمس ليكسب جلده اللون الأسمر، مؤكدا بأنه يبقى لساعات طويلة تحت الشمس في سبيل ذلك. في حين يلجأ العديد من المصطافين إلى استعمال المستحضرات الواقية البرونزاج، وذلك دون أدنى دراية بكيفية استمالها أو التأكد من صلاحيتها، حيث يتم اقتناؤها في الغالب من المحلات التجارية وفي أحيان كثيرة يتم اقتناؤها من الطاولات المعروضة على الأرصفة، وهو ما يؤكده إبراهيم الذي يعمل صيدليا حين قال إن استعمال هذه المستحضرات لا يعني الاعتماد الكامل عليها والتعرض للشمس لمدة طويلة جدا، بل يجب أن يكون ذلك تدريجيا، مع تفادي الأوقات ما بين الثانية عشرة زوالا والرابعة بعد الزوال. كما أن المنتوجات الواقية من الشمس لا تغني عن الوقاية بالملابس وتغطية الرأس خصوصا عند الأشخاص الحساسين كالأطفال أو كالذين يتوفرون على بشرة شديدة البياض. ونحن نطوف بين المصطافين التقينا بالصدفة حسين الذي يعمل طبيبا عاما الذي أثرى لنا الموضوع حين عرضنا عليه الحديث في هذا الخصوص فقال إن هناك علاقة وثيقة بين الشمس والجلد، فالجلد بحاجة إلى أشعة الشمس، حيث تفيد أشعة الشمس في تركيب الفيتامين دال الذي يحتاجه الجلد، كما تقضي على الجراثيم الضارة من على سطحه، ولكن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يسبب ضررا بالغا لطبقات الجلد، مؤكدا في هذا السياق على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم التهاون في أمر الحروق الشمسية، ولو خيل للمصاب بها بعد أيام، إنها قد شفيت لأن الأشعة فوق البنفسجية هي أشعة بالغة الضرر، تقع خارج مجال الرؤية البشرية، ولا تسبب فقط الحروق الجلدية البشرية المعروفة، بل إنها إلى جانب تسببها في سرطان الجلد، يمكنها أن تقتل خلايا العينين، وقد تؤدي إلى إلحاق الأذى بالاستجابات المناعية للجلد التي تحمي الإنسان من الآفات الضارة بل والقاتلة أحيانا، ومعها أيضا تأتي الزيادات المزعجة لدرجات الحرارة وخطورة التعرض لضربات الشمس والاضطرابات الجسمية الأخرى التي تنتج عن التعرض لدرجات الحرارة الزائدة، والتي قد تصل في مثل هذه الأيام إلى ما فوق 40 درجة مئوية. ومهما يكن فإن الاستمتاع بأشعة الشمس يولد الشعور بالراحة والغبطة، لكن إذا كان ذلك في حدود المعقول أو مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة، لأن اللامبالاة تؤدي إلى مشاكل صحية قد تصل إلى ما لا يحمد عقباه.