من الشائع أن نرى عديد الشباب والأطفال يطمحون للحصول على بشرة سمراء ولو على حساب صحتهم وسلامتهم الجسدية ،معرضين أنفسهم لمختلف الأخطار الجسيمة وصارفين من أجل تحقيق ذلك الأموال والوقت الكثير غير مبالين بما يضعوه على أجسادهم من "كريمات الصيف" والتي يطلق عليها إسم "البرونزاج" بالرغم من كل التحذيرات التي نسمعها من الأطباء والمختصين وحتى عبر وسائل الإعلام الثقيلة من الراديو للتلفزيون. يقبل الكثير من المواطنين بصرف النظر عن جنسهم وسنهم بصفة عشوائية على اقتناء مختلف الكريمات والدهون التي تجلب السمرة للبشرة غير آبهين بمصدر ولا جودة هذه المواد ولا حتى مصدرها أو مطابقتها للمعايير الدولية في حفظ سلامة المستعمل حيث نلاحظ أن أغلب المواطنين يقصدون عند سعيهم لشراء "البرونزاج" ومختلف الكريمات الواقية للجسم على طاولات البيع المنتشرة عبر مختلف الأسواق الشعبية وبعض أحياء العاصمة طاولات تفتقر لأسلوب عرض وحفظ هذه المنتجات بشكل سليم خاصة وأنها حساسة للحرارة والرطوبة العاليتين، هذا ما يؤدي إلى إتلافها وفسادها بشكل سريع ..ناهيك عن احتمال كونها سلعة مقلدة أو منتهية مدة الصلاحية. جولة قصيرة قادتنا إلى سوق بومعطي بالعاصمة أحد الأماكن الأكثر استقطابا للمواطنين من مختلف مناطق العاصمة والذي لا يتوانى أصحاب طاولات بيع عديد المنتجات والمتمرسين في مختلف أنواع التجارة الموسمية وما يحتاجه الزبون وتفرضه السوق في تحويل طاولاتهم التي خصصوها لفترات معينة في بيع الحلويات أو الملابس والأحذية "الصينية" إلى طاولات بيع "الديودورون" و"البرونزاج" بدعوى أنها تجارة تفرض نفسها. 99 بالمائة يقبلون على كريمات الوقاية من الشمس دون مراجعة الطبيب "حسام" شاب في 20 من العمر والذي وجدناه يبيع "البرونزاج" ومختلف الكريمات المخصصة للوقاية من أشعة الشمس في طاولته التي لا تقيها عن خيوط الشمس الحارقة سوى مظلة مهترئة أكد لنا أن الزبائن لا يتوانون عن اقتناء ما يبيعه فأثمانها تلائم المشترى البسيط خاصة وأن البعض يعتبرها من الكماليات ولا مجال لصرف أثمان باهظة عليها وليكشف لنا أن أسعارها تتراوح لديه بين 250 إلى 700 دينار وهي أثمان تغني الكثيرين عن التوجه إلى الصيدليات أو محلات بيع مستحضرات التجميل والتي تبيعها بأثمان جد باهظة ليست في متناول كل المواطنين. أما الصيدلي "حمزة" فقال لنا بأن المواطنين وخاصة من النساء هن الأكثر إقبالا على مستحضرات الوقاية من الشمس سواء من الكريمات أو الزيوت وكشف لنا أن تعامله مع هذه الفئة كشفت له بأن أغلب الزبائن المقبلين على هذه المستحضرات هم ليسوا على دراية بما يحتاجون اليه بالضبط فالاختلاف بين هذه المستحضرات كبير ودقيق، خاصة بالنسبة لمختلف أنواع البشرات ودرجة الحساسية من أشعة الشمس .كما أكد لنا بأن 99 بالمائة منهم يقبلون على مختلف مواد الوقاية من أشعة الشمس بدون مراجعة أي طبيب كما أنهم ينوعون في استعمال عديد منها. "الكريمات المقلدة" خطر كبير على مستعمليها وفي استشارتنا لطبيب الجلد "فريد. ب" أوضح لنا بأن أكبر حماية من أخطار الشمس هي الحماية التي توفرها النظارات الشمسية، وقبعات الرأس والملابس القطنية الفاتحة اللون مؤكدا أن أشعة الشمس فوق البنفسجية الخطرة على الجلد تبلغ ذروتها بين الساعة الحادية عشرة وحتى الثالثة بعد الزوال، الأمر الذي يجعل البقاء في الظلال خلال هذه الفترة أو على الأقل تقليل فترة التعرض المباشر للشمس أمرا مهماً، وأضاف أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن النظارات الشمسية التي توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية تساهم بنسبة 99 في المئة في الحد بشكل كبير من الأضرار التي تصيب شبكية العين. وقال إن استخدام كريمات الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية يجنب حروق الشمس، ولو حتى خلال التعرض لها لفترة طويلة مؤكدا على أن السوق تحتوى على كريمات مقلدة وتلك تعتبر خطر كبير على المواطنين ومستعمليها فالخطر فيها ذاتها وقد يتضاعف حال التعرض لأشعة الشمس الحارقة، وأشار المختص أن الأطفال هم الأكثر تأثرا بهذه الأخطار مقارنة بالبالغين، لذا ينبغي حمايتهم من الأشعة ما فوق البنفسجية أثناء قيامهم بنشاطات في الهواء الطلق، كما يجب الحرص دوما على إبقاء الرضع في الظل، موضحا أن أضرار أشعة الشمس لا تقف عند الحروق المتفاوتة الدرجة أو التسبب بتبقع الجلد بل قد يصل مدى هذا الضرر إلى ازدياد فرص تطور سرطان الجلد، كما نبه الدكتور إلى ضرورة الإكثار من تناول السوائل وشرب الماء تعويضاً عن فقدانه بسبب الحر، ومضاعفة الإجراءات الوقائية لدى الحوامل أو فترة العلاج عن أي مرض، واستشارة طبيب الجلد مرة في السنة لفحص البشرة .