أكد رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض مع المملكة المغربية خطري أدوه، أمس، أنه لا توجد دولة في العالم دعمت المغرب في عرقلته لمهمة المبعوث الأممي كريستوفر روس، وأوضح أن المغرب فشل في إقناع المجتمع الدولي بأطروحته القائمة على فكرة الحكم الذاتي، وفي سياق آخر، كشف السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي عن احتضان الجزائر للندوة الدولية الثالثة حول»حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي« يومي 15 و16ديسمبر الجاري. خاض رئيس البرلمان الصحراوي في مسار القضية الصحراوية منذ سنة 1975 إلى غاية اليوم خلال لقاء إعلامي نظم بمقر المركز الإعلامي الصحراوي بالجزائر، كما ذكر بتضحيات الصحراويين إبان الاحتلال الاسباني لأراضي الصحراء الغربية. وتوقف خطري مطولا عند المفاوضات التي باشرها الطرفان بعد وقف إطلاق النار والاتفاق على مخطط التسوية سنة 1991 بدء باتفاقيات هيوستن سنة 1997 وصولا إلى المفاوضات التي يديرها المبعوث الأممي كريستوفر روس، وركز على معاناة الصحراويين طيلة 37 سنة في ظل التضليل الإعلامي والصمت الدولي رغم أن القضية تدرج سنويا في مناقشة اجتماعات أممية، وأشار إلى العراقيل المغربية ورفضها التعامل مع الأوضاع بواقعية، مبرزا مواقف الدول المساندة لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي وعلى رأسها الجزائر، وأكد رئيس البرلمان الصحراوي ورئيس الوفد المفاوض أن »البوليساريو لن تقمع إرادة الصحراويين وخيارهم إذا كان ضد الاستقلال«، وشدد على ضرورة احترام حق تقرير المصير، مضيفا »لا يمكن إيجاد حل للقضية الصحراوية إلا بحل عادل ليكون نهائيا«. وعدد خطري المكاسب التي حققتها القضية الصحراوية، وجهودها القائمة على غلق »كل النوافذ التي أراد المغرب استغلالها لتمييع القضية«، وأشار إلى حالة الجمود التي تسبب فيها المغرب سنة 1999 حين تراجع النظام المغربي عن تحديد الهوية، مضيفا أنه أجبر من طرف مجلس الأمن على استئناف المفاوضات سنة 2007 بقيادة الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم ثم الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس. وقدم رئيس الوفد المفاوض استنتاجين من المفاوضات التي أجراها طرفا النزاع الصحراوي: البوليساريو والمغرب، الأول يتعلق بأن المقترح المغربي القائم على فكرة الحكم الذاتي والذي لايستند على أساس قانوني لم يستطع أن يقنع أحدا وفي مقدمتهم الصحراويين أما الثاني فيؤكد أن أي حل لا يقبل به الشعب الصحراوي ولا يكتسي صيغة العدالة لا يمكن أن يشهد النور. وحلّل خطري مضمون التقرير الشفهي الأخير الذي رفعه روس إلى مجلس الأمن الأسبوع الماضي، وقال بشأنه إنه أبرز مسألتين مهمتين، الأولى عندما حذر من استمرار حل القضية الذي يهدد بعودة التوتر في شمال إفريقيا والثانية حين أبرز الظروف التي يشهدها العالم العربي والتأكيد على ضرورة احترام الشعوب، مشددا على ضرورة تنظيم استفتاء ليقول الصحراويون الكلمة الفصل. من جهة أخرى، أوضح أن رفع تمثيل فلسطين في الأممالمتحدة كدولة مراقبة له انعكاسات معنوية وسياسية على القضية الصحراوية، وخاطب الدول التي تقف وراء المغرب قائلا »من يريد مساعدة المملكة المغربية فعليه أن يخلصه من مشكل الصحراء الغربية«، وأضاف أن حسابات المغرب خاسرة، وندّد بالإفراط في نهب الثروات الطبيعية الصحراوية، وحذر من فشل المسار السلمي، قائلا »لن يلغي الشعب الصحراوي أي طريقة من الكفاح«. من جهة أخرى، كشف السفير الصحراوي بالجزائر ابرهيم غالي، عن احتضان الجزائر للندوة الدولية الثالثة حول»حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي« يومي 15 و16ديسمبر الجاري، مشيرا إلى تنظيم سلسلة من المحاضرات ستلم بكل جوانب القضية الصحراوية.