كشف السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي عن عقد اجتماعات غير رسمية بين البوليساريو والمغرب تمهيدا لاستئناف الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة في النصف الثاني من الشهر الجاري، ورجح أن تتم في النمسا، مبديا استعداد القيادة للتعاون مع المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس لإحياء المفاوضات المجمدة منذ العام الماضي، إلا انه أضاف قائلا لا نريد أن تكون المحادثات غير المباشرة لإطالة معاناة الشعب الصحراوي". اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر ابرهيم غالي في ندوة "ضيف التحرير" أن زيارة المبعوث الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس تعبر عن اهتمام الدبلوماسي الأمريكي في تنشيط الملف الذي ظل يراوح مكانه مدة 34 سنة كاملة، واستدل في ذلك بتنظيم زيارتين في أقل من ستة أشهر، مثمنا الدور الذي يقوم به روس بعدما أوضح أن القضية الصحراوية اتسمت في وقت سابق بنوع من النسيان واقتصار فتحها عند رفع التقرير المتعلق بها. وأكد غالي أن زيارة روس مكنته من الاتصال بطرفي النزاع زيادة على موريتانيا التي قال عتها إنها دولة مهتمة وملاحظة باعتبار أن الصراع يدور على حدودها، ليشدد على ضرورة عدم تغييبها مثلما حدث في الزيارة الأولى التي قادت روس إلى المنطقة شهر فيفري الماضي، معتبرا طريقة روس هذه المرة صائبة. ورأى السفير الصحراوي أن خليفة بيتر فان فالسوم قد غير في طريقة التعاطي مع الملف، واستدل في ذلك بقيامه لأول مرة ببدء زيارته من الجزائر عكس الزيارات السابقة التي كانت تباشر من المملكة المغربية، معتبرا ذلك نوعا من التوازن. وبخصوص تصريحات روس التي اتسمت بالتفاؤل، عبر غالي عن أمله في أن يتوصل الدبلوماسي الأمريكي الذي اقترح لقاءات غير رسمية قبل استئناف المفاوضات إلى نتائج ملموسة تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، وقال إن "القيادة الصحراوية لا تمانع في إجراء محادثات مسبقة باعتبارها "ضرورية" على حد تعبير المبعوث الأممي. وبالمقابل حذر السفير الصحراوي من مغبة إطالة عمر النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي، حيث قال " يجب أن لا تكون هذه اللقاءات غير الرسمية لإطالة الوقت وإطالة معاناة الشعب الصحراوي". وفي هذا السياق، كشف غالي أن تاريخ المحادثات التمهيدية لم يحدد بالضبط بعد إلا أنه أكد أن إجرائها سيتم في النصف الثاني من الشهر الجاري، كما رجح النمسا لاحتضانها بعد جنيف التي تم طرحها أيضا. وأوضح السفير الصحراوي أن الوفد المفاوض لن يحافظ على تشكيلته المعروفة خلال اللقاءات غير الرسمية مع المغرب في حين يضيف أنه سيبقي عليها بنسبة 90 بالمئة خلال الجولة الخامسة المرتقبة من المفاوضات المباشرة وحيا السفير الصحراوي المجهود الأممي إلا أنه دعا المجتمع الدولي إلى تكثيف عمله من أجل الضغط على المغرب والدفع به للامتثال للقرارات واللوائح الأممية، قائلا إن عهد الفرض الاستعماري والبحث عن الحلول العرجاء قد ولى"، معتبرا سياسة التعنت التي تتمسك بها المملكة المغربية لا يساعد أبدا في استقرار وامن المغرب العربي.