اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي، أن اللقاء التمهيدي الأول للمفاوضات الرسمية المقرر عقده اليوم بين جبهة البوليساريو والمغرب بفيينا، هو محاولة لإعادة إطلاق مسار المفاوضات المباشرة المتعثرة بين طرفي النزاع خاصة من خلال محاولة تليين الموقف المغربي المتعنت الذي مازال يفرض شروطه، مضيفا أن »ثقتنا كبيرة في الأممالمتحدة من أجل الإسراع في إيجاد حل نهائي ودائم للقضية الصحراوية بما يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لكامل حقوقه في تقرير مصيره«. أوضح مسؤول الدبلوماسية الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي أمس، في تصريح أدلى به ل»صوت الأحرار«، أن اللقاء التمهيدي الأول غير رسمي للمفاوضات الرسمية المقرر عقده اليوم بين جبهة البوليساريو والمغرب بفيينا تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، سيكون بمثابة دفع مهم لمسار المفاوضات المتعثرة بين الطرفين المتنازعين، خاصة من خلال تليين الموقف المغربي الذي ما يزال يملي شروطه كأساس للمفاوضات. وقال السفير الصحراوي في هذا الصدد »نتمنى أن تكون هذه اللقاءات التمهيدية غير الرسمية بمثابة تمهيد هادف، ومرجع من مرجعيات الأممالمتحدة لتكون كأساس للمفاوضات الرسمية المستقبلية بين الطرفين تحدد فيه مستقبل الشعب الصحراوي بشكل عادل«، مضيفا أن مسؤولية الأممالمتحدة اليوم جد كبيرة في لعب دور في حل النزاع الصحراوي باعتباره مسألة تصفية إستعمار، متمنيا أن تكلل مجهوداتها في إحلال الأمن بالمنطقة انطلاقا من تطبيق قراراتها، وبهذه الطريقة تكون توصيات مجلس الأمن قد تم تفعيلها واحترامها -كما قال- بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. إبراهيم غالي قال إن »ثقتنا كبيرة في الأممالمتحدة وفي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، باعتباره قادرا على دفع المغرب نحو التعاون دون أي شروط مسبقة، رغم أننا لمسنا أن الإرادة لدى المغرب لا زالت غائبة من خلال خطابات وتصريحات ساسته، إلا أن إرادة الأممالمتحدة والقوانين الدولية فوق الجميع من خلال تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بعيدا عن كل الحسابات الضيقة التي لا تخدم أي طرف«. وأضاف السفير الصحراوي بالجزائر، أن أعضاء الوفد المفاوض من الطرف الصحراوي يتضمن رئيس البرلمان الصحراوي محفوظ على بيدب، ومحمد خدام وممثل الجمهورية الصحراوية في الأممالمتحدة بوخاري أحمد. للإشارة فإن هذا اللقاء الذي سيجمع جبهة البوليساريو مع المغرب بفيينا، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن الطرفين المراقبين الجزائر وموريتانيا، حيث سيتم تنظيمه على مدار يومين في شكل جلسات مغلقة وذلك بناء على طلب من المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس الذي يحاول إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، على أمل التوصل إلى حل عادل ونهائي لآخر مستعمرة في إفريقيا، علما أن عدة جولات من المفاوضات المباشرة عقدت بين طرفي النزاع برعاية الأممالمتحدة سنتي 2007 و2008 في نيويورك دون التوصل إلى اتفاق. وكان روس قد أكد سعيه من خلال زيارته المنطقة للوصول إلى ما أسماه حل متفق عليه وعادل يؤدي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي وفق ما تنص عليه قرارات مجلس الأمن، حيث أعلن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، أنه متفائل، إضافة إلى المستجد المتمثل في تبني إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لموقف جديد، من خلال إرسالها لعدة إشارات واضحة تفيد بابتعادها الكلي عن المقترح المغربي، وتغليبها لحل النزاع داخل إطار الأممالمتحدة، بما يتماشى وقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة.