نجح قطاع النقل خلال السنوات الأخيرة في تحقيق قفزة نوعية من أجل فك العزلة عن المناطق البعيدة وتعزيز إمكانيات النقل البري والبحري للمسافرين، من خلال إنجاز سلسلة من المشاريع التنموية التي تعكس الديناميكية التي يشهدها قطاع النقل لكونه شريان التنمية، وإرادة السلطات العمومية الجادة في عصرنة وسائل النقل وضمان نمو اقتصادي واجتماعي متوازن. أحدثت مختلف المشاريع التي أطلقها قطاع النقل في الآونة الأخيرة ضمن المخطط الخماسي الممتد على 2014، »ثورة« في عصرنة وسائل النقل والاستجابة لتطلعات المواطن ومتطلبات التنمية التي تطمح إليها الدولة الجزائرية وهو ما تؤكده الاستثمارات الكبيرة التي تم تخصيصها بهدف تعزيز القطاع بتجهيزات حديثة والاستجابة لتطلعات الزبائن وفك العزلة عنهم، وضمن هذا المسعى شهد قطاع النقل بالسكك الحديدية خلال السنوات الخمس الأخيرة تطورا ملحوظا وتعد منطقة الهضاب العليا والجنوب الكبير أحد أولوية القطاع بحصة معتبرة في مختلف المشاريع المسجلة في المخطط الخماسي الذي ينتهي في 2014. وفي 2012 تم إطلاق 13 مشروع للسكك الحديدية انطلقت بها الأشغال أو قيد ذلك عبر التراب الوطني بغلاف إجمالي قيمته 362 مليار دينار. وحسب تصريحات سابقة لوزير النقل عمار تو فإن هذا المخطط الذي ستتكفل به المؤسسات الوطنية للنقل عبر السكة الحديدية يشمل انجاز 643 كلم من خطوط جديدة للسكك الحديدية وترميم 225 كيلومتر وعصرنة هياكل السكك الحديدية بضاحية الجزائر.وتتضمن هذه المشاريع إنجاز 9 خطوط جديدة أطلق وزير النقل عمار تو أشغالها رسميا قبل أيام. ويتعلق الأمر بخط السكك الحديدية الجديدة توقرت-حاسي مسعود.كما تتضمن هذه المشاريع خط السكة الحديدية الجلفة-بوغزول وخط الأغواط-الجلفة وخط بوغزول-قصر البوخاري، خط مشرية-البيض خط حاسي مفسوخ بين وهران ومستغانم ، بالإضافة إلى خط أرزيو-أرزيو المدينة وخط باب الزوار-المطار الدولي هواري بومدين بالجزائر العاصمة إلى جانب الخط الجديد الرابط لمدينة بني صاف وسيتم من جهة أخرى إطلاق ثلاث مشاريع لتحديث 225 كيلومتر من خطوط السكة الحديدية وهي خط السانية (وهران)-عين تموشنت و خط قسنطينة- رمضان جمال (سكيكدة) فضلا عن خط السكة الحديدية المنجمي بالشرق الجزائري على طول 157 كيلومتر.كما سيتم إطلاق مشروع لعصرنة منشآت السكة الحديدية لضاحية الجزائر، بحسب ما أعلنت عنه وزارة النقل. وفي إطار هذه الديناميكية التي يشهدها قطاع النقل لتحقيق معادلة العصرنة، فك العزلة وكسب رهان التنمية صرح وزير النقل قبل أيام أن » مشاريع السكة الحديدية في عمومها قد دخلت حاليا مراحل الإنجاز بعدما كانت مقتصرة سابقا على الدراسات التقنية ومنها على سبيل المثال مشروع الجزائر - حاسي مسعود الذي بدأ يتحقق ميدانيا إذ أعطيت قبل أيام إشارة انطلاق الشطر الرابط بين ولايتي الأغواطوالجلفة ومنه إلى البليدة فيما لا يزال خط الأغواط-حاسي مسعود قيد الدراسة«، وتعكس هذه المشاريع المدرج في إطار المخطط الخماسي الجاري (2010 -2014 ) عزم القطاع على تسهيل تنقل المواطنين بين ولايات شمال وجنوب الوطن .وتمكين هذه الأخيرة من التموين بالبضائع وتسريع الحركية الاقتصادية بالجهة واستغلال الخط في نقل المحروقات وفي فك العزلة عن المناطق النائية. وخصصت الدولة غلافا ماليا قيمته 2 مليار دولار لاقتناء قطارات جديدة للمسافات الطويلة الجاري الإعداد لدفاتر الشروط المتعلقة بهذه العملية، بالموازاة مع تخصيص السلطات العمومية ل 127 مليار دينار للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لمرافقتها في انجاز برنامجها الخاص بالاستثمار في الفترة الممتدة ما بين 2012-2015.ويخص هذا التمويل تنفيذ المشاريع المتعلقة بتجديد عتاد الشركة وتطويره. وبالموازاة مع الاهتمام الذي يوليه القطاع لعصرنة النقل البري وتطويره، يراهن كذالك على تحديث النقل البحري ومده بالتجهيزات الحديثة باعتباره عصب التنمية وتحفيز الاستثمارات، حيث أعلن عمار تو أن المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين ستقتني سفينتين لنقل المسافرين من أجل الاستجابة للطلب المتزايد في مجال النقل البحري للمسافرين.وتندرج هذه الخطوة ضمن أهداف مخطط تطوير للشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين وتعزيز إمكانياتها للنقل، حيث يطمح القطاع للرفع من حصة الشركة في السوق من 72 بالمئة إلى أكثر من 78 بالمئة بحلول سنة 2016.