حذّر محمود قمامة كبير أعيان قبائل طوارق بمنطقة الأهقار المحاذية لشمال مالي من تداعيات التدخّل العسكري على دول المنطقة وعلى الحدود الجزائرية على وجه الخصوص، مؤكدا أن الجزائر مصرّة على رفض الحل العسكري لأنها تدرك تمام الإدراك حقيقة الوضع في هذا البلد المجاور، وهي مقتنعة بأن »المشاكل القائمة في دول الجوار لا تحلّها إلا شعوب دول الجوار بعيداً عن التدخّل الأجنبي الذي لا يرى سوى الحل العسكري«. أعتبر محمود قمامة أمين محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بتمنراست، وعضو المجلس الشعبي الوطني أن الموقف الصحيح هو رفض التدخل الأجنبي والإصرار على الحل السياسي وطلب الحوار، لأننا »نعرف وفق كل التجارب السابقة بداية التدخل الأجنبي، لكننا لا نعرف له نهاية«، وأضاف أن ما حدث في ليبيا خير دليل على ذلك وأوضح »عشت فترة من صغري في شمال مالي وأنا أعرف المنطقة وأدرك المخاطر التي تهددها«. وتساءل قمامة خلال إحياء الذكرى السابعة لرحيل الحاج موسى أخاموخ قائلا »إن كان الحل السياسي ممكناً فلماذا الخيار العسكري«، معتبرا أنه لا خير في الحروب لأنها لا تأتي لنا إلا بالخسائر، مؤكدا أن التدخل الأجنبي لن يؤدي إلى معاناة مالي فقط بل أن المنطقة كلها ستشتعل وعليه يجب على الجميع بذل الجهد لإحلال السلام من خلال الحوار الذي بين شعوب الدول الجوار لا غير. من جهته، كانت للأستاذ في التاريخ بجامعة الجزائر محمد لحسن زغيدي مداخلة حول شخصية أمين العقال التوارق والمجاهد الراحل، بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل هذه الشخصية الوطنية الفذة، أين تطرق إلى مختلف المعارك التي قام بها السكان التوارق بالمنطقة، مشيدا بالتضحيات الجسام التي قدمها هؤلاء السكان. وروى الأستاذ شهادته مع الراحل الذي قال له في أحد الأيام »أن ركبتي لم تعدا تحملا جسدي من كثرة الجلوس تحت قبة البرلمان لأبين أن الجزائر موحدة وأنا برمزي وزيي هذا»، وكشف أن الحاج موسى أخاموخ استطاع أن يجهض السياسة الديغولية في تقسيم البلاد وفصل الصحراء عنها في مناسبتين سنتي 1956و,1960 حيث عرضت على أخيه باي أخاموخ أن يكون رئيسا لجمهورية في الجنوب ولكنه رفض كل أشكال الإغراءات. وأضاف زغيدى في حديثه عن معركة »تيت« سنة 1902 في عهد القائد موسى أق أماستان، التي استشهد فيها 71 مجاهدا من أبطال المنطقة ومعركة »إيلمان« سنة 1917 والتي تلقت فيها القوات الفرنسية هزيمة نكراء عرفت استشهاد 10 مجاهدين، حيث أجبرت بعدها القوات الاستعمارية على طلب الهدنة من القائد موسى أق أماستان. كما دعا نجل المجاهد الفقيد محمد أخاموخ، الشباب إلى مواصلة الحفاظ على مبادئ الفقيد في العمل على صون وحماية الوحدة الوطنية، مؤكدا أنه يسير على خطى والده الذي أوصاه بالوطن ككل وليس تمنراست فقط، محمد أخاموخ، مؤكدا أنه يطبق وصايا والده في السير على وصاياه ومبادئه الحريصة على الحفاظ الشامل على التراب الوطني من الحدود إلى الحدود، كما حث الشباب على الاستمرار في هذا النهج المستمد من مبادئ ثورة نوفمبر ومن مواقف الحاج موسى أخاموخ البطولية والتي ما زال التاريخ يشهد له بذلك. وتندرج هذه الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد، كما جاء على لسان رئيسها محمد عباد، في إطار برنامج شامل أعدته الجمعية يهدف إلى المحافظة على الذاكرة الجماعية للأمة ومكافحة النسيان، كما يعتبر الحدث وقفة تكريم للمجاهد الراحل الحاج موسى أخاموخ، حيث 'تقوم الجمعية بمثل هذه المبادرات الفكرية والتاريخية إجلالا وعرفانا لكل رجل خدم الجزائر على غرار الفقيد الحاج موسى. وللتذكير، يعتبر المجاهد الراحل الحاج موسى أخاموخ الذي توفي عن عمر ناهز 84 سنة بمنزله بتمنراست قائدا وسلطان التوارق، وهو ينحدر من قبيلة »كيل غالا« النبيلة، وعرف عنه نضاله المستميت ضد القوات العسكرية الاستعمارية، أين كان عضوا في جيش التحرير الوطني بالولاية السادسة.