نظمت أمس بتمنراست ندوة تاريخية حول شخصية أمين العقال توارق الأهقار والمجاهد الراحل الحاج موسى أق أخموك بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل هذه الشخصية الوطنية الفذة. (و.أ) هذه الندوة التاريخية نظمت تحت شعار ''الحاج موسى أق أخموك الأب الروحي لتوارق الأهقار... مسيرة حياة'' بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد في إطار العدد السابع لمنتدى الذاكرة وجرت بدار الثقافة بحضور عدد من الباحثين والشخصيات ورفقاء الفقيد والأعيان ورؤساء القبائل بالأهقار والفاعلين في المجتمع المدني. وتندرج هذه الندوة التاريخية كما أوضح رئيس الجمعية السيد محمد عباد في إطار برنامج شامل أعدته الجمعية يهدف إلى المحافظة على الذاكرة الجماعية للأمة ومكافحة النسيان ويعتبر هذا الحدث وقفة تكريم للمجاهد الراحل الحاج موسى أق أخموك. و''تقوم الجمعية بمثل هذه المبادرات الفكرية والتاريخية إجلالا وعرفانا لكل رجل خدم الجزائر على غرار الفقيد الحاج موسى أق أخموك'' كما أضاف المتحدث. وبالمناسبة نوه المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي في مداخلة له حول حياة الفقيد بالمواقف البطولية التي اشتهر بها المجاهد الراحل وما كان يتميز به من وطنية أصيلة وما قدمه من تضحيات طيلة حياته دفاعا عن الجزائر. كما تطرق السيد شيخي إلى مسألة ''المعرفة التاريخية'' والتي تناول فيها جانبا من تاريخ الجنوب بصفة عامة مشيرا إلى ما وصفه ''بالتقصير'' بخصوص التعريف بتاريخ المنطقة و''نحن - كما أضاف - بصدد التأسيس لتاريخ الوطن''. وذكر المتدخل ''أن هناك العديد من الدراسات التي أعدت من طرف المستعمر موجهة للبحث وجمع المعلومات عن المناطق الجنوبية من أجل وضع ميكانيزمات للتحكم في هذه المنطقة إلا أن فطانة السكان المحليين حالت دون تحقيق أهداف السياسة الإستعمارية''. وأوضح السيد عبد المجيد شيخي ''أنه تجاوبا مع المبادئ التي آمن بها الفقيد الحاج موسى أق أخاموك من حب للوطن والإعتزاز بالتاريخ فإنه بات من الواجب طرح فكرة إنشاء مركز للدراسات الصحراوية يكون مقره بتمنراست وذلك بغرض استكمال جهود المحافظة على الذاكرة الجماعية من خلال جمع الوثائق وسوف يكون هذا المركز مرجعا مهما لإعادة توجيه الأعمال التاريخية التوجيه السليم''. ومن جهته، تطرق الأستاذ الجامعي الدكتور محمد لحسن الزغيدي في مداخلته إلى مختلف المعارك التي قام بها السكان التوارق بالمنطقة، مشيدا بالتضحيات الجسام التي قدمها هؤلاء السكان. وتحدث في هذا الصدد عن معركة ''تيت'' سنة 1902 في عهد القائد موسى أق أماستان التي استشهد فيها 71 مجاهدا من أبطال المنطقة ومعركة ''إيلمان'' سنة 1917 والتي تلقت فيها القوات الفرنسية هزيمة نكراء عرفت استشهاد 10 مجاهدين، حيث أجبرت بعدها القوات الاستعمارية على طلب الهدنة من القائد موسى أق أماستان. وقد برمجت ضمن فعاليات هذه الندوة -حسب المنظمين - زيارة إلى ضريح الفقيد الحاج موسى أق أخموك للترحم على روحه الطاهرة. للتذكير، فإن المجاهد الراحل الحاج موسى أق أخاموك الذي توفي عن عمر يناهز 84 سنة بمنزله بتمنراست يعتبر قائد وسلطان التوارق وهو ينحدر من قبيلة ''كيل غالا'' النبيلة وعرف عنه نضاله المستميت ضد القوات العسكرية الإستعمارية، حيث كان عضوا في جيش التحرير الوطني بالولاية السادسة.