دعا مختصون السلطات العمومية إلى تزويد المستشفيات بالبيولوجيا الجزيئية الضرورية لعلاج أمراض التهاب الكبد. وأكد البروفيسور نبيل دبزي رئيس قسم أمراض التهاب الكبد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا )العاصمة( أن تقنيات البيولوجيا الجزيئية لا بد أن ترافق علاج أمراض التهاب الكبد لتقييم الحمل الفيروسي للمرض والسماح بتكفل ناجع بالمرضى. و حسب ذات المختص فان الجمع الثنائي بين العلاجات لا يكفي لعلاج المرضى مؤكدا على أهمية الاختبارات البيولوجية التي تكشف عن مستوى تقدم المرض و نوعية الفيروس. و أوصى قائلا أنه بالنظر إلى الأعراض الجانبية الكثيرة للأدوية لا بد أن يكون الأطباء مطلعين على مدى تطور التهاب الكبد لتحديد فترة و مرحلة وصف الأدوية. للإشارة فان التهاب الكبد عبارة عن التهاب حاد أو مزمن في الكبد يتسبب فيه فيروس. و ينتقل هذا الأخير إلى الجسم من الحقن و العلاقات الجنسية غير المحمية و من الأم الحامل و يمكن أن يتحول في الحالات الخطيرة إلى مرض تليف الكبد أو سرطان الكبد. و هناك أشكال مختلفة من التهاب الكبد )أ ب س د( و يعد النوع س الأكثر خطورة. و تقدر نسبة انتشاره في الجزائر ب 15ر2 بالمئة مقابل 20ر0 بالمئة بالنسبة لفئة س. و تعتبر علاجات مرض التهاب الكبد ناجعة في أغلب الحالات و تسمح بشفاء شبه تام منه. في هذا الصدد أشار دبزي إلى أن الجمع الثلاثي للعلاجات الذي أدرج في أوروبا و الولاياتالمتحدة أعطى نتائج جيدة لدى الأشخاص الذين قاوموا العلاج الثنائي. و بدوره أوضح البروفيسور سعدي بركان رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى بولوغين )الجزائر العاصمة( أن الجمع الثلاثي للعلاجات غير متوفر بعد بالجزائر لكن السلطات أعطت موافقتها لتسويق هذا الدواء على المستوى الوطني. في ذات السياق ركز على ضرورة السهر على ضمان قواعد نظافة صارمة بمراكز العلاج و إنشاء مصلحة يقظة لمراقبة معايير تعقييم المعدات الجراحية. كما دعا المختص الذي تطرق إلى رفض بعض الممارسين علاج المصابين بمرض التهاب الكبد و غيرها من الأمراض المعدية المرضى ضحايا مثل هذه السلوكات إلى التنديد بهذه الممارسات لدى نقابة الأطباء أو السلطات المختصة. و نوه البروفيسور بركان بالمبادرة التي اتخذتها الدولة منذ 2003 لتلقيح المواليد الجدد إلا أنه اعتبر أنها تبقى غير كافية لا سيما بالنسبة للنساء و ذلك بالنظر إلى احتمال انتقال الفيروس من المرأة الحامل إلى طفلها الذي يبقى هاما.