طالب المختصون في أمراض الكبد بالعاصمة السلطات العمومية بدعم مصالح أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالقطاع العام بتجهيزات التناظر البطني (أندوسكوبي)، بحيث لا تتوفر مصالح أمراض الجهاز الهضمي إلا على جهاز واحد للتناظر البطني للكشف الدقيق في هذا الاختصاص لمعالجة 40 مريضا يوميا. وأوضح الدكتور نبيل دبزي مختص في أمراض الكبد بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ل ''الحوار'' على هامش يوم دراسي نظم لهذا الغرض، أن مصالح أمراض الجهاز الهضمي لا تتوفر إلا على جهاز واحد للتناظر البطني للكشف الدقيق في هذا الاختصاص لمعالجة 40 مريضا يوميا، مضيفا أن استعمال جهاز واحد لمعالجة 40 مريضا في اليوم غير كافٍ ولا يتيح المجال للأطباء لتعقيم هذا الجهاز، حيث تستغرق العملية 30 دقيقة بين مريض وآخر للتخلص من الجراثيم، مؤكدا بأن عدم احترام هذه المدة يعرض بعض المرضى إلى العدوى بأمراض أخرى تضاف إلى تلك التي يعانون منها. ولتفادي انتشار أمراض الكبد ولاسيما التهاب الكبد الفيروسي (ب) و(س) داعا أطباء الأسنان إلى استعمال الأجهزة المتطورة في مجال التعقيم والمتمثلة خاصة في جهاز ''الأوتوكلاف''. وتنتشر أمراض التهاب الكبد الفيروسي - حسب ما أوضحه الدكتور - خاصة بالأوساط التي تنعدم فيها النظافة والمستشفيات التي لا تحترم فيها عملية تعقيم العتاد الطبي، مرجعا ذلك إلى عدم تطبيق القوانين التي تم سنها في هذا المجال. وفيما يتعلق بالأدوية المعالجة لأمراض الكبد الفيروسي (س) و(ب)، أكد الدكتور دبزي أن المخابر العالمية تعمل على تطوير جزيئات جديدة ستنزل إلى الأسواق خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة، وبالنسبة لتلك التي تتواجد بالجزائر ولاسيما الموجهة لالتهاب الكبد الفيروسي (س) بصفة عامة، قال نفس المختص إنها أعطت نتائج مرضية وساهمت في تماثل المريض إلى الشفاء بنسبة 50 بالمائة. 5.3 مليار دينار غير كافية كما شرح المختص بالمناسبة أنواع الفيروسات الستة المتعلقة بالفيروس (س)، حيث إن الفيروس الثاني والثالث يستجيبان جيدا للعلاج المتوفر بالجزائر بنسبة 80 بالمائة وأن الفيروسين الأول والرابع يستجيبان بنسبة 40 بالمائة، أما بالنسبة لأنواع الفيروسات التي لا تستجيب جيدا للعلاج الخامس والسادس مع ضرورة المتابعة الطبية للمرض قبل تعقده وتطوره إلى تصلب الكبد وإصابته بالسرطان. ويتطلب علاج التهاب الكبد الفيروسي (ب) حسب نفس المختص عدة أدوية متوفرة بالجزائر وأدت إلى حماية المريض من تطور المرض إلى تصلب وسرطان الكبد، وذكّر المختص بالغلاف المالي الذي وضعته الدولة في البرنامج الوطني للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي والمتمثل في 5ر3 مليار دج، معتبرا إياه غير كافٍ ولابد من بذل المزيد من المجهودات لتحسين نوعية العلاج الذي وصفه بالمكلف جدا وتكوين الأطباء حول كيفية التكفل بالمرض. وأشار من جهته الدكتور سعدي بركان مختص في أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى بولوعين خلال هذا اللقاء إلى نوعين من المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، النوع الأول تقتضى حالته العلاج حسب الطلب والنوع الثاني إضافة نوع آخر من العلاج بعد تسجيل عدم الاستجابة للعلاج الأول، فبالنسبة للنوع الأخير يرى الدكتور بركان أن عدم الاستجابة للعلاج والأدوية الموصوفة راجع إلى إصابة المريض بأمراض أخرى مثل داء السكري والسمنة والإدمان على الكحول والتدخين. أما الفئة التي لم تستجب للعلاج دون إصابتها بأمراض أخرى فأكد المختص على المتابعة الجيدة لهذه الحالات، ويذكر أن الهدف من هذا اليوم الدراسي الذي جمع 200 طبيب من مختلف أنحاء الوطن علاوة على التكوين الطبي المتواصل، هو اطلاع الأطباء الجزائريين على المستجدات العلمية التي تناولها لقاء سان فرانسيسكو بالولايات المتحدةالأمريكية حول التهاب الكبد الفيروسي.