كشف البروفسور سعدي بركان أخصائي في علاج أمراض الكبد ورئيس مصلحة بمستشفى بولوغين أن الجزائر لا تتوفر سوى على نوعين من الأدوية الموجهة لعلاج مرضى الالتهاب الكبدي من النوع ب، من أصل 7 موجودة على الساحة العالمية منذ سنة .1990 وطالب بتوفير على الأقل النوع الثالث من الدواء الذي يوصي به الخبراء. فيما طالب من جهته البروفسور نبيل دبزي رئيس مصلحة أمراض الكبد بمستشفى مصطفى باشا بضرورة وضع نصوص تشريعية إلزامية لإجبار إجراء تحاليل خاصة بالالتهاب الكبدي في فحوص ما قبل الزواج. تطرق البروفسور سعدي، بمناسبة إحياء اليوم الوطني لالتهاب الكبد الفيروسي المصادف ل 12 جانفي الجاري، إلى التطور التاريخي لعلاج هذا المرض بالجزائر وتحديدا النوع ب. وأوضح البروفسور أن هذا الداء المصنف، حسب المنظمة العالمية للصحة في المرتبة ال 5 للأمراض القاتلة، قديم التشخيص بالجزائر إلا أنه حديث التكفل به، نظرا لعوامي مادية مرت بها البلاد. حيث كان يتم تشخيص المرض دون أن يتلقى المريض العلاج اللازم، فقد اكتفى الأطباء إلى وقت غير بعيد ضمن نشاطات الجمعية الوطنية لمكافحة هذا المرض والتي يرأسها عبد الحميد بوعلاق، بتنظيم حملات تحسيسية حول طرق انتقال المرض بين الأشخاص وسبل الوقاية منه. ومع الضغط الإعلامي الذي مارسته الجمعية على الجهات المعنية، أضاف البروفسور، تمكنت من قطع شوط كبير من نضالها حيث تم استقدام الأدوية التي واجهها واقع آخر تمثل أساسا في عدم وجود أطباء مختصين في علاج هذا الداء، وحتى مع اللقاءات والاجتماعات المتكررة التي تنظمها اللجنة الوطنية المنصبة من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمواجهة المرض سنة ,2007 لم يتمكن أعضاؤها من تحقيق مطالب المرضى، ولاسيما منها توفير تحاليل البيولوجيا الجزيئية التي يتم من خلالها التعرف على نسبة الشحنة الفيروسية في جسم الشخص المريض وبالتالي تحديد نوع أو بروتوكول العلاج الخاص به. 1 من 3 جزائريين مصابون بالتهاب الكبد من جهته، طالب البروفسور نبيل دبزي، في مداخلة له بمناسبة اليوم الوطني المنظم من قبل الجمعية الوطنية لمساعدة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، ممثلي وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والبرلمانيين الذين حضروا الفعالية، بضرورة وضع نصوص تشريعية إلزامية متعلقة بإجبار المقبلين على الزواج بإجراء التحاليل الخاصة بالتهاب الكبد، خاصة أن النوع ب من الأنواع المتنقلة جنسيا حتى عن طريق اللعاب. وقال في هذا الصدد إن 1 من 3 جزائريين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي، مع وجود مجموعة أو شريحة عريضة من المواطنين عرضة للإصابة، وأن قيمة التكفل بهذا النوع من المرض تكلف الدولة 120 مليون سنتيم لكل مريض. إلا أن 4 من كل 10 مرضى يشفون تماما إذا ما خضعوا للعلاج الضروري. مرضى التهاب الكبد لازلوا ينتظرون جهاز ال PCR كما طرح عبد الحميد بوعلاق، رئيس جمعية مساعدة مرضى التهاب الكبد '' أس. أو. أس إيباتيت''، في مداخلته بمناسبة إحياء اليوم الوطني للالتهاب الكبد الفيروسي، إشكالية اللاتوازن بين العرض والطلب على تحاليل البيولوجيا الجزيئية، حيث يوجد، وإلى حد الآن، 600 شخص على قائمة الانتظار لإجرائها قبل تلقيهم العلاج المناسب، ما يستدعي بحث أوجه توجيه الميزانية المخصصة من قبل الوزارة لمكافحة هذا الداء، مقارنا قيمة الميزانية المقدرة ب 350 مليار سنتيم مع قيمة جهاز قياس نسبة الفيروسات في الدم PCR التي لا تتجاوز واحد مليار سنتيم، مشيرا إلى ضرورة استقدام مثل هذه الأجهزة وبالتالي فك الخناق عن الطلب المتزايد على تحاليل البيولوجيا الجزيئية، مع تكوين الأطباء الممارسين الذين يصفون أدوية التهاب الكبد للمرضى في ظل قلة الأخصائيين. للإشارة توصيات اليوم البرلماني حول التهاب الكبد الفيروسي المنظم يوم 4 جوان الماضي، والتي لم تعرف التطبيق إلى حد اليوم. تمحورت حول أربع نقاط رئيسية إذا ما تم أخذها بعين اعتبار ستساهم في حل العديد من مشاكل المرضى، بوضع برنامج تحسيسي عن طريق وسائل الإعلام، تنصيب لجن وطنية وتفعيلها لتقوم بتحقيق ميداني في المناطق الأكثر تضررا، وكذا برنامج وطني للقضاء على الممارسات السلبية للعيادات التي لا تعنى بالنظافة والسير على الخطوات المرجعية للقضاء على هذا المرض، إضافة إلى توسيع إجراءات التلقيح إلى الفئات المولودة قبل ,2003 وضع منشور للكشف عن النساء الحوامل وتلقيح الحاملات للفيروس منهن، وكذا الكشف عن التهاب الكبد الفيروسي ب وس للمقبلين عل الزواج. وفي جانب الوقاية تمت المطالبة بتوفير الوسائل الخاصة بالتحاليل المتعلقة بالمرض وتوفير أجهزة PCR على مستوى الجهات الأربع للوطن، وضمان توفر التمويل والتموين بالمعدات وخاصة المواد الأولية، وبالنسبة للمحور الرابع من التوصيات والمتعلق بالتكفل طالبت الجمعية بتقديم دراسات وإحصاءات تقديرية سنويا. ومن جهة أخرى كانت الجمعية قد رفعت مطلبا هاما تمثل في رسكلة الأطباء المعالجين لتفادي الوصف الخطأ في البيولوجيا الجزيئية، وتكوين أخصائيين نفسانيين لمساعدة المرضى، لوجود عدد لا يستهان به من المرضى المصابين المعرضين للانتحار والانهيار العصبي. مع تكوين فريق طبي وشبه طبي لمرافقة المرضى على غرار التكوين في مرض السيدا ووضع دليل للعلاج، والسعي الحثيث والجدي من أجل تحقيق فعالية لزراع الكبد بالشراكة مع دول أخرى، مع التفكير في تحيين قائمة الأمراض المهنية وإدراج إلتهاب الكبد ضمنها.