تنظم وزارة الثقافة وفي إطار تكريم عمالقة الفن الجزائري وبالتنسيق مع المكتب الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، يوم الجمعة القادم الموافق ل18 جانفي الجاري حفل فني كبير على شرف واحد من أهم عمالقة الموسيقى الجزائرية، الفنان محمد خزناجي وذلك بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة. المبادرة تدخل ضمن سلسلة التكريمات التي تخص نخبة من عمالقة الفن الجزائري ، كما سيعرف الحفل أيضا تقديم وصلات غنائية هامة من قبل أوركسترا الوطنية، من إخراج مقداد زروق، كما سيشارك في هذا الحفل نخبة من الفنانين الجزائريين منهم الفنانة زكية قارة تركي، ونصرالدين شاولي وغيرهم، وتشرف على حفل التكريم وزيرة الثقافة خليدة تومي، ويعد الفنان محمد حزناجي من بين عمالقة الموسيقى الأندلسية بالجزائر، تخرج من مدرسة صنعاء للموسيقى الأندلسية ، وهو يعد كواحد من الرموز الجزائرية التقليدية والموسيقى العربية الأندلسية. ولد الفنان محمد حزناجي في 21 ماي 1929 بالقصبة في الجزائر، ترعرع في عائلة عاصمية تتنفس الموسيقي الأندلسية. ونظرا لإمتلاكه صوتا جميلا ساحرا، بدأ بتأدية النصوص الدينية من القرآن الكريم، ومن ثم تعلم الموسيقى من معلمه الشيخ عبد الرحمان بن الحسين الذي كان بدوره تلميذا للأستاذ أحمد السبتي . بحلول عام ,1946 صنع تميزه بأسلوبه الخاص، وسرعان ما شد اهتمام كبار الموسيقيين و الفنانين آنذاك مثل الفنان محمد بن شاوش، مراد بسطانجي، محمد و محي الدين لكحل الذين يعود لهم الفضل في تعليمه أصول النوبة، كما حصل على فرصة للانضمام إلى الجمعية الموسيقية» الحياة « مع عبد الرحمان بن الحسين الذي تعلم منه الكثير، و نهل منه القواعد الأساسية و أسرار المدارس الموسيقية خاصة مدرسة الصنعة، وقد كان ضمن الأوركسترا الكبيرة تحت قيادة الشيخ محمد فخارجي، ثم تحول للعزف و الغناء المنفرد، حيث استطاع أن يبرز إمكانيات صوتية و مهارة عالية في الآداء خاصة ما يسمى في النوع الأندلسي » التقليبة« ، مما مكّنه من الحصول على الجائزة الثانية لأكاديمية الجزائر في العام 1953 . كما تعاون مع معظم الفنانين الموهوبين والمشهورين، ليصبح معلما في جمعية » الفن والأدب« حتى سنة ,1975 أين تم تعيينه مدرسا في معهد الموسيقى بالجزائر. غنى محمد خزناجي في المهرجانات الثقافية في تونسوالجزائر والولايات المتحدةالأمريكية ، إيطاليا فرنسا، المغرب، هولندا ،... قبل إنشاء مجموعته الخاصة ، »أوركسترا خزناجي« ، والتي معها أصدر بعض الألبومات مثل »محمد خزناجي«، » أندلوسين ميوسيك فوليوم2«. يمتلك الفنان صوت و آداء رائعين لفنان مبدع هو مرآة للأصالة و التراث الأندلسي الراقي والذي يسافر بمحبيه عبر ثنايا طبوع الزيدان بين المصدر و الإستخبار وانصرافات والبطايحي و الخلاصات، التي أثرت خزانة الموسيقى الجزائرية الأصيلة .