أسدل أول أمس، بقصر الثقافة الإمامة بعاصمة الزيانيين ، الستار عن فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية الذي أقيم هذه السنة استثناء بتلمسان بمناسبة اختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية، وطيلة أسبوع كامل استمتع سكان تلمسان ومختلف الولايات المجاورة، بما أبدعته الفرق المشاركة من تراث فني يعكس ما وصل إليه هذا النوع من الفن، وقد عرفت ليلة الاختتام التي حضرها المنسق العام لهذه التظاهرة ومدير دار الثقافة مزيجا غنائيا بين جوق النموذجي لمدينة تيبازة و فرقة شيكارة فلامينكو من المغرب. حفل اختتام استهله جوق النموذجي لمدينة تيبازة تحت إشراف الشيخ إسماعيل حاكم، الذي أكد في تصريحه لصحافة أن هذه الفرقة تكونت خصيصا لتنشيط هذا الحفل، تظم أفضل موسيقيين و مطربين الذين ينشطون في أوساط الحركة الجمعوية لهذه الولاية منها دار الغرناطة ، فرقة الفن الأصيل، و البشطارزية من مدينة القليعة الذي تعد مهد المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية،إلى جانب كل من جمعيات القيصرية و الراشدية و نسيم الصباح من مدينة شرشال، و جمعية السليمانية من حجوط. هذا و قد توسط حفل الاختتام تكريم الفنان و الشيخ "محمد خزناجي" الذي يعد من أهم أعمدة الفن الأندلسي وعرفانا لما قدمه للموسيقى الأندلسية بصفة عامة. ويعتبر الفنان محمد خزناجي فنان جزائري معروف كواحد من الرموز الجزائرية التقليدية والموسيقى العربية الأندلسية.ولد في 21 مايو 1929 في قصباح في الجزائر، وعاش في عائلة تتمتع بالذوق الموسيقي. بدأ محمد في وقت مبكر بغناء النصوص الدينية من القرآن الكريم ، وتعلم الموسيقى من المعلم الشيخ عبد الرحمان بن الحسين. بحلول عام 1946، بات مميزا بأسلوبه الخاص ، وسرعان ما شد اهتمام السادة الكبار، وفيما بعد حصل على فرصة للانضمام إلى الجمعية الموسيقية "الحياة" مع السيد عبد الرحمان بن الحسين الذي تعلم منه الكثير.النكهة الباطنية والشعر الصوفي خلطها مع الموسيقى الكلاسيكية ، مما مكّنه من الحصول على الجائزة الثانية لأكاديمية الجزائر في العام 1953، كما تعاون مع معظم الفنانين الموهوبين والمشهورين، ليصبح معلما في جمعية "الفن والأدب" حتى سنة 1975 ، في العام الذي تم تعيينه مدرسا في معهد الجزائر. غنى محمد خزناجي في المهرجانات الثقافية عديدة منها تونسوالجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية ، إيطاليا ، فرنسا ، المغرب ، هولندا ،... قبل إنشاء مجموعته الخاصة ، "أوركسترا خزناجي" ، والتي معها أصدر بعض الألبومات مثل "محمد خزناجي"، "أندلوسين ميوسيك فوليوم2"،"كناء فروم ألجير"..... هذا يترأس محمد خرناجي فرقة تسمى باسمه "خزناجي"، الذي يحي إلى جانبها جميع حفلاته المنظمة داخل الوطن و خارجه، كما شارك من خلالها في العديد من المهرجانات و التظاهرات الثقافية لا سيما في تونس، المغرب ، فرنسا، إيطاليا ، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا و تواصل حفل الاختتام مع اوركستا شكارة فلامينكو من المغرب التي أبهجت الجمهور التلمساني الحضر بالقاعة. نسرين أحمد زواوي