طُويت أخر صفحة من الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي المغاربي، سهرة أول أمس بقصر الثقافة بعاصمة الزيانيين تلمسان، في حفل أحياه الجوق النموذجي لمدينة تيبازة الذي تشكل خصيصا لتكريم أحد أعمدة الطرب الأندلسي ويتعلق الأمر بالشيخ محمد خزناجي، وأعطي شرف الاختتام لجوق ''شكارة فلامينكو'' المغربية المعروفة بمزج الطابعين المغربي والإسباني واحتكاك الفنانين من البلدين كذلك. وخلال تسلم الشيخ محمد خزناجي شهادة التكريم من طرف محافظ المهرجان السيد عبد الحميد بلبليدية، قال إن موهبته في الغناء ما هي إلا نعمة من عند الله، ولم ينس فضل المشايخ الكبار وتمنى لو تم تكريمهم في حياتهم''مبديا عرفانه لهم، وتابع يقول''لولاهم لما كنت اليوم الفنان المعروف محمد خزناجي''. ودعا السيد محمد خزناجي الشباب للحفاظ على الأغنية الأندلسية الأصيلة، وصونها وإبقائها على ما هي عليه دون تغيير أي شيء فيها، في إشارة منه إلى الموجات الجديدة من الأغاني التي يؤديها بعض الشباب وينسبونها إلى الفن الأندلسي الأصيل. ولد محمد خزناجي سنة 1929 بالقرب من القصبة بالجزائر العاصمة، زاول دراسته بمدرسة ''ساروي''، ينحدر من عائلة مولعة بالفن، ولأن والده كان تاجرا يشتغل في بيع الآلات الموسيقية التقليدية؛ تأثر الطفل محمد خزناجي بالموسيقيين الذين كانوا يترددون على الدكان لاقتناء أوتار الكمان والمندولين، وتتلمذ لفترة قصيرة على يد الشيخ بلحسين ثم على يد عبد الرزاق الفخارجي، حيث نشط العديد من الحصص الإذاعية، ويبلغ اليوم 82 سنة من العمر، وقد كون العديد من التلاميذ ومازال ينصت إلى كل ما ينجز في حقل الموسيقى الأندلسية الجزائرية ويعتبر أحد أعلام الموسيقى الأندلسية في الجزائر، ويرأس فرقة تسمى باسمه ''خزناجي'' ويُحيي معها بانتظام جميع حفلاته، وقد شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، لاسيما في فرنسا، تونس، المغرب، إيطاليا، هولندا والولايات المتحدةالأمريكية. وأحيا الحفل الجوق النموذجي لمدينة تيبازة الذي قدم وصلات غنائية أطرب بها الجمهور التلمساني الذي توافد بقوة لدرجة أن هناك من بقي واقفا يتابع السهرة، وقد تشكل من أفضل الموسيقيين والمطربين الذين ينشطون في أوساط الحركة الجمعوية لولاية تيبازة، نظرا لرصيدها الفني والتاريخي الحافل-. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك