تتواصل المشاورات داخل مجلس الأمن الدولي وخارجه بشأن نشر القوات الإفريقية في مالي حيث تميل الكفة لصالح التعجيل بتطبيق هذا الخيار الذي تدعمه معظم الدول والأطراف في المجتمع الدولي. أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مباحثات مع الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا ايكواس حسن واتارا بشان الترتيبات الجارية لنشر القوات الإفريقية في مالي ومع وزير الدفاع الفرنسي لوران فابيوس حول التدخل العسكري الفرنسي، في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول التطورات في مالي بطلب من فرنسا والتقدم الذي أحرزته العملية العسكرية لمنع تقدم المتمردين نحو الجنوب، وعبرت الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع عن تفهمها ودعمها للتدخل العسكري في مالي وفقا لما أعلنه سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار ارو . وأكد السفير الفرنسي الدائم أن بلاده »حصلت على تفهم ودعم جميع شركائها في المجلس كما أن الأمين العام بنفسه أعلن دعمه للعملية التي تقودها فرنسا في مالي والتي تأتي بطلب من السلطات في البلاد«، وفي هذا الصدد قال الموفد الأممي الخاص إلى منطقة الساحل رومانو برودي إن العملية العسكرية الفرنسية ضد المتمردين في مالي »حظيت بترحيب كبير من جانب الدول الكبرى في الأممالمتحدة«. وأوضح برودي أن التدخل العسكري الفرنسي الذي فرضه تقدم المتمردين باتجاه الجنوب في مالي »أحدث توافقا في مجلس الأمن الدولي كان يصعب التوصل إليه في هذه الأيام«، مؤكدا أنه لم يكن ممكنا ترك هذه المنطقة كي تصبح حامية للإرهابيين. وفي إطار المشاورات الجارية لاحتواء الأزمة عقد وزير خارجية مالي تيمان كوليبالي الذي وصل إلى باريس جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حيث التقى مع عدد من المسؤولين الفرنسيين حول تطورات العملية العسكرية الجارية في بلاده، وأعلن كوليبالى عن سقوط نحو 100 متمرد منهم 60 متمردا في غاو منذ بدء التدخل العسكري الفرنسي الجمعة الماضي موضحا انه »في حال استمرار النزاع فإنه لا يستبعد طلب حكومة باماكو المساعدات من دول أخرى كالولايات المتحدةالأمريكية«. وأنهى الوزير الأول المالي ديانغو سيسوكو زيارة عمل إلى الجزائر تمحورت آخر تطورات الأزمة في بلاده مالي ونوه بالعناية والاستعداد الدائم الذي تبديه الجزائر تجاه مالي، وأشار في سياق متصل إلى تطابق وجهات النظر حول أهم جوانب تسيير الأزمة في مالي والسبل الكفيلة بتنفيذ وتعزيز التعاون الثنائي والتعاون شبه الإقليمي من أجل استئصال الإرهاب والجريمة المنظمة اللذين يشكلان أخطر تهديد على الاستقرار والأمن بمنطقة الساحل. في خضم هذه التطورات أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من أبوظبى التي زارها أمس أن 750 عسكري فرنسي متواجدون على الأرض في مالي قائلا »سنستمر في نشر القوات على الأرض وفى الجو« ومشيرا إلى أن »المزيد من الهجمات التي شنت خلال الليل أصابت أهدافه«.