تتواصل المشاورات داخل المجلس الأمن الدولي و خارجه يوم الثلاثاء بشان نشر القوات الإفريقية في مالي حيث تميل الكفة لصالح التعجيل بتطبيق هذا الخيار الذي تدعمه معظم الدول و الأطراف في المجتمع الدولي. و في الوقت الذي بدء فيه مجلس الأمن الدولي مشاورات مغلقة حول التطورات في مالي بطلب من فرنسا و التقدم الذي أحرزته العملية العسكرية لمنع تقدم المتمردين نحو الجنوب أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مباحثات مع الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا/ ايكواس/حسن واتارا بشان الترتيبيات الجارية لنشر القوات الافريقية في مالي ومع وزير الدفاع الفرنسي لوران فابيوس حول التدخل العسكري الفرنسي. وعبرت الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن الدولي بالإجماع عن "تفهمها ودعمها" للتدخل العسكري في مالي وفقا لما أعلنه سفير فرنسا لدى الأممالمتحدة جيرار ارو للصحافيين في وقت متاخر الاثنين. واكد السفير الفرنسي الدائم أن بلاده "حصلت على تفهم ودعم جميع شركائها في المجلس كما أن الأمين العام بنفسه أعلن دعمه للعملية التي تقودها فرنسا في مالي والتي تأتي بطلب من السلطات في البلاد". و في هذا الصدد قال الموفد الأممي الخاص إلى منطقة الساحل رومانو برودي اليوم الثلاثاء إن العملية العسكرية الفرنسية ضد المتمردين في مالي "حظيت بترحيب كبير من جانب الدول الكبرى في الأممالمتحدة". و اوضح برودي ان التدخل العسكري الفرنسي الذي "فرضه" تقدم المتمردين باتجاه الجنوب في مالي "أحدث توافقا في مجلس الأمن الدولي كان يصعب التوصل إليه في هذه الأيام"مؤكدا أنه لم يكن ممكنا ترك هذه المنطقة كي تصبح حامية للإرهابيين" حسب قوله. و في اطار المشاورات الجارية لاحتواء الازمة عقد وزير خارجية مالي تيمان كوليبالي الذي وصل إلى باريس أمس جلسة مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حيث سيلتقي اليوم مع عدد من المسؤولين الفرنسيين حول تطورات العملية العسكرية الجارية في بلاده. و اعلن كوليبالى عن سقوط نحو 100 متمردا منهم 60 متمردا في (غاو) منذ بدء التدخل العسكري الفرنسى الجمعة الماضى موضحا انه "في حال استمرار النزاع فإنه لا يستبعد طلب حكومة باماكو المساعدات من دول أخرى كالولايات المتحدةالأمريكية". و انهى الوزير الأول المالي ديانغو سيسوكو زيارة عمل إلى الجزائر تمحورت آخر تطورات الأزمة في بلاده مالي و نوه ب" العناية" و "الاستعداد الدائم" الذي تبديه الجزائر تجاه مالي. و أشار في سياق متصل إلى "تطابق وجهات النظر" حول أهم جوانب تسيير الأزمة في مالي و السبل الكفيلة بتنفيذ و تعزيز التعاون الثنائي و التعاون شبه الإقليمي من أجل استئصال الإرهاب و الجريمة المنظمة اللذين يشكلان أخطر تهديد على الاستقرار و الأمن بمنطقة الساحل. ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اجتماعا طارئا حول مالى في بحر هذا الأسبوع يهدف الى وضع حصيلة ل"أجراءات يمكن أن يقوم بها الاتحاد الأوروبى دعما لمالى وتتضمن "نشرا سريعا لبعثة تدريب وإرشاد من الاتحاد لدى الجيش المالى ومساعدة مالية ولوجستية لنشر بعثة الدعم الدولية فى مالى وأى دعم آخر مباشر للحكومة المالية للمساعدة على مواجهة الوضع الحالى"حسبما اعلنته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون. في اطار سلسة المباحثات في الشأن المالي التقى موفد الاممالمتحدة الى غرب افريقيا سعيد جنييت امس في ابوجا مع قادري ديزيري وادراوغو رئيس مفوضية /ايكواس/ ومع وزير خارجية بوركينافاسو جبريل باسولي ومن المقرر ان يتوجه في الايام المقبلة الى باماكو للقاء المسؤولين الماليين. في خضم هذه التطورات اكد الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند من أبوظبى التي يزورها اليوم ان 750 عسكريا فرنسيا متواجدون على الأرض فى مالى قائلا "سنستمر فى نشر القوات على الأرض وفى الجو" ومشيرا الى ان "المزيد من الهجمات التى شنت خلال الليل أصابت أهدافها". وبعد تراجع استراتيجي استولى المتمردون امس على مدينة"ديابالي" على بعد 400 كلم شمال العاصمة باماكو بعد ان فقدوا السيطرة على بعض معاقلهم في شمال اثر هجمات مضادة شنمها الجيش المالي المدعوم بقوات فرنسية كما قصفت المقاتلات الفرنسية امس بلدة"دونتزا "على بعد 800 كلم من العاصمة باماكو والتي يسيطر عليها المتمردون منذ سبتمبر الماضي. وقالت الاممالمتحدة ايضا ان اكثر من 30 الف شخص نزحوا بسبب القتال واتهمت المتمردون بمنع الالاف منهم من المغادرة جنوبا الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المالية. و من جهتها دعت منظمة" العفو الدولية اطراف النزاع في مالي إلى الحرص على حياة المدنيين محذرة من أن يؤدي الاقتتال الى هجمات"عشوائية" أو"غير قانونية" في المناطق التي يختلط فيها عناصر الجماعات الاسلامية المسلحة بالمدنيين.