واصلت القوات العسكرية المالية والفرنسية، أمس، عملياتها الأمنية الخاصة بتطهير المدن الشمالية لمالي من المجموعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي التي أخلت أول أمس منطقتي ديابالي ودوينتزا في انتظار تحرير مدينتي غاو وتومبوكتو خلال شهر واحد وهي المدة التي حددها قائد القوات العليا للجيش المالي. قال قائد القوات العليا للجيش المالي ابراهيما داهيرو، في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية »ار اف أي«، أن تحرير مدينتي غاو وتومبوكتو من أيدي الجماعات الإرهابية لن يأخذ أكثر من شهر من الزمن في حال ما تم توفير الدعم اللازم لذلك. إلا أن توفير الدعم اللازم لهذه العملية يبقى عاملا مهما لنجاح عملية تحرير المدينتين أحد أهم معاقل الجماعات المسلحة في الشمال حيث يبقى هدف وحدات القوات العسكرية المالية والفرنسية تحرير كافة مناطق شمال مالي، علما أن المدينتين تعد أحد أهم المدن التي يسيطر عليها الإرهابيون في شمال مالي منذ أزيد من تسعة أشهر. واعتبرت أوساط إعلامية أن هدف تحرير شمال المالي يتحقق شيئا فشيئا وهذا بعدما أخلت أول أمس المجموعات المسلحة المتشددة منطقتي ديابالي ودوينتزا بعدما تمكنت القوات العسكرية المالية والفرنسية من دخول المدينتين من دون أي مقاومة. وفي إطار إنجاح العملية الأمنية الواسعة الهادفة إلى القضاء على المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي الذين يحتلون جزءا كبيرا من مالي، أعلنت الحكومة المالية أن حالة الطوارئ التي أعلنت منذ 12 جانفي تم تمديدها لثلاثة أشهر إضافية لضمان حسن سير العمليات العسكرية المستمرة لتحرير المناطق المحتلة من مالي. وميدانيا يتقدم الجنود الفرنسيون ال 2150 الموجودون حاليا في مالي إلى جانب القوات المالية باتجاه الشمال لتحرير باقي المدن من قبظة الجماعات المسلحة. وقد أكد وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، استعادة السيطرة على ديابالى كما على دوينتزا الواقعة على بعد 800 كلم شمال غرب العاصمة باماكو. من جهته قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، إن بلاده ستوفر دعما إضافيا لفرنسا في عملياتها العسكرية في مالي مشيرا إلى جوانب النقل والمراقبة، مؤكدا على أن تعامل المجموعة الدولية مع هذا التهديد سيكون على رأس أولويات رئاسة بريطانيا لمجموعة الدول الثماني. إلا أنه أكد على أن بلاده لن يكون لها دور قتالي على الأرض في مالي ملحا على أهمية عملية محاصرة الإرهابيين أمنيا ودحرهم عسكريا. وفي سياق المساعي الدولية الرامية لاحتواء أزمة مالي عقدت خلية العمل الأوروبي الخاصة بمتابعة الموقف في مالي اجتماعا في بروكسل بحضور مسؤولي قسم العمل الخارجي الأوروبي وهيئة الأركان العسكرية الأوروبية وخلية إدارة الأزمات وعدد من الدبلوماسيين. وبحث المشاركون في الإجماع سبل تنفيذ توصيات الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية الأوروبيين والبدء في التدابير العملية لنشر المهمة الأمنية الأوروبية في مالي لإعادة تأهيل الجيش المالي والإعداد أيضا لانتشار القوات الإفريقية في هذا البلد. كما تطرق الاجتماع للتداعيات على الصعيد الإنساني للعمليات العسكرية الحالية في مالي. وبخصوص الوضع الإنساني السائد في مالي جراء الأزمة التي تعيشها البلاد قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، إن سكان وسط وشمال مالي يعانون من أزمة بدأت منذ عام يكابدون العواقب المباشرة الناجمة عن النزاع الذي دخل مرحلة جديدة في الأيام الثمانية الماضية,ولوحظ نزوح للسكان في المناطق المتضررة من القتال ولا سيما في وسط البلد. وفي هذا الإطار أكد فيليب مبونينغونغو رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في موبتي أن أكثر من 550 شخصا فروا من مدينة كونا وضواحيها وفر جزء من سكان »كونا« إلى الضفة الأخرى من نهر النيجر، فيما لزم الجزء الاخر مكانه. وقال إن مصير السكان المدنيين في منطقتي »كونا« و»ديابالي« يشكل مصدر قلق وستحاول اللجنة الدولية والصليب الأحمر المالي اللذان لم يتمكنا من الوصول إلى هاتين المنطقتين إلى الآن تقييم الوضع الإنساني في القرى القريبة من مناطق القتال.