ما يزال واقع قاعات السينما بالعاصمة يطرح أكثر من سؤال، بالخصوص بعد الوضع المزري الذي آلت إليه، وما زاد في تدهور وضعها حالة الغلق التي توجد عليه ،حيث لا يزال أطفال القصبة يحلمون بقاعة السينما »نجمة« الواقعة بين أحضان »دويرات« حي القصبة العتيق و ورشات الخياطة الواقعة بجانب الطريق المؤدي إلى حي مصطفى حجاجي رافضين زوال هذا الرمز. و في الحقبة الاستعمارية كانت هذه القاعة مخصصة ل»العرب« إلى جانب قاعتي »أوديون« و»الجمال« حيث ظلت هذه القاعة راسخة في أذهان السكان الذين دفع بهم الحنين إلى إطلاق على هذا الحي إسم »نجمة«. هذا المعلم الثقافي الشعبي لحي القصبة الذي مكن السكان من اكتشاف الأفلام التاريخية و أفلام »الويسترن«ثم الأفلام حول الثورة الجزائرية هو اليوم مقفل و محروس من قبل سكان »حي سينما نجمة« حتى لا تتحول القاعة إلى مفرغة للنفايات. و يذكر أحد سكان حي القصبة في عقده الثامن أن هذه القاعة تذكره بالخرجات العائلية و ذكريات اكتشاف أول الأفلام رفقة الأهل و الجيران. و استرجع ذكريات أيام العيد حيث كان جميع أطفال الحي يتوجهون في أبهى الملابس و حاملين علب الحلويات المصنوعة في المنازل إلى القاعة لمشاهدة الفيلم المبرمج بالمناسبة. و لا يزال هذا المولوع بالفن السابع يتردد على قاعات العاصمة مصطحبا أولاده بحثا عن فيلم يروق إعجابه. و يأمل سكان العاصمة الذين اكتشفوا السينما رفقة أوليائهم بالقاعات الشعبية مثل »نجمة« و »الجمال« أوتلك الموجودة بأحياء أرقى على غرار قاعتي »إفريقيا« و »الجزائرية« تلقين هذه الثقافة لأولادهم. و توجد قاعتا»نجمة« و »أوديون«اليوم ضمن القطاع المحفوظ للقصبة في إطار المخطط الدائم لحماية و تثمين حي القصبة. و يقضي هذا المخطط بإعادة تهيئة الأملاك الثقافية لحي القصبة التي لم تحدد طبيعتها بعد حسب السيد عبد الوهاب زكاغ ،مدير ديوان تسيير و استغلال الأملاك الثقافية. لقد اختفت بعض القاعات التي كان يتردد عليها العاصميون حتى قبل الاستقلال و لم تبقى منها إلا ذكرياتها عالقة في أذهان الذاكرة الجماعية لجيل من الجزائريين كونها حولت عن مهمتها الأساسية هل تستعيد أحياء العاصمة قاعات السينما التي كانت تشهد حركية كبيرة خاصة نهاية الأسبوع ، أين كانت تنتظر طوابير طويلة أمام أبوابها للضفر بتأشيرة للرحيل إلى عالم الفن السابع ، لفتح شهية الجمهور للسينما كما كانت في السابق خاصة في فترة السبعينيات.