رصدت السلطات العمومية مليار دولار أمريكي لترميم و إنقاذ بنايات أقدم حي في الجزائر وهو حي "القصبة" التاريخي بالعاصمة الجزائرية الذي صنفته منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة "اليونسكو" تراثا عالميا في عام 1992. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية كونا أمس عن المدير العام للديوان الجزائري لاستغلال الأملاك الثقافية و المحمية عبد الوهاب زكاغ في تصريح صحافي أن المرسوم التنفيذي لبدء ترميم حي (القصبة) العتيق سيصدر قبل نهاية نوفمبر الجاري. وأكد زكاغ اهمية هذا القرار خصوصا وأن عدة مبان عتيقة في (القصبة) مهددة بالانهيار موضحا انه يبقى من أكبر الأحياء القديمة في الجزائر التي تحافظ على مبانيها من دور وقصور وحمامات ودكاكينها القديمة. من جهته قال الأمين العام لجمعية مالكي عمارات القصبة احمد وعدة في تصريح مماثل أن الكثير من المنازل التقليدية للحي التي بنيت ما بين القرنين ال18 و19 تشكل محل نزاع قانوني بين الورثة بالإضافة إلى وجود تحديد المالكين الحقيقيين. وأوضح أن هذه الوضعية تمثل احدى العوامل المعرقلة لعملية إطلاق أعمال الترميم بحيث صرح في هذا الشأن "لقد أكدنا دائما بصفتنا كجمعية المالكين أن أعمال الترميم لا يمكنها أن تبدأ إلا إذا كانت البناية ذات وضعية قانونية بحيث طالبنا بمراجعة الملكية للتحديد المالكين الحقيقيين". وأعرب عن أسفه بأن هناك عقودا ملكية تعود إلى القرنين 18 و19 حيث لا يوجد هناك اتفاق بين الورثة كما أن السلطات العمومية لم تحرك ساكنا لتسوية هذه الوضعية. وتعني تسمية القصبة وسط المدينة ترتبط في أذهان الجزائريين بفترة الثورة التحريرية حيث أرهقت جنود الاحتلال الفرنسي بأزقتها الضيقة التي مكنت مجاهدي الثورة الجزائرية من تنفيذ مخططاتهم ضد العدو و الاختفاء فيها بعد تنفيذ كل عملية ضد الفرنسيين. كما يرتبط الحي بالفترة العثمانية التي دامت أكثر من ثلاثة قرون حيث تبدأ في سنة 1516 وتنتهي في 1830 حيث كان خلال هذه الفترة هي عاصمة الحكام العثمانيين في الجزائر حيث تعد اليوم متحفا مفتوحا على الجمهور. ومن بين المعالم الراسخة في حي "القصبة" مسجد "كتشاوة" الذي بني عام 1792 في الفترة العثمانية وهو الآن رهن الترميم إضافة إلى مساجد أخرى ذات طابع معماري عثماني مثل مسجد "بتشين" الذي بني في عام 1622 فضلا عن قصور الدايات الذين تناوبوا على حكم الجزائر