دعا ممثلو الجمعيات المهتمة بالقصبة، السلطات إنقاذ المعلم الحضاري من الاندثار وإعادة له مكانته العريقة، طالبين بإنشاء أحياء ثقافية واقتصادية للأعمال اليدوية من فضة ونحاس واستغلال المحلات المغلقة لفائدة الشباب العاطل من الحي، مع فتح مراكز تكوينية لهم لإعدادهم للمشاركة في ترميم القصبة لتصبح جوهرة الجزائر ومفخرتها. شكل اللقاء الذي جمع مختلف الجمعيات بمركز الصحافة «المجاهد» أمس فضاء للتفكير والمناقشة حول مستقبل القصبة وكيفية ترميمها وإعادة هيكلتها، وهو المطلب الذي التزم به الجميع، مؤكدين على ضرورة تنظيم سهرات فنية وثقافية للتعريف بها أكثر. وأكد المتدخلون أن الحفاظ على القصبة يلزم جميع المؤسسات الإدارية والجماعات المحلية والحركات الجمعوية والسكان. وطالبوا الاتحادات المهنية بتنظيم ندوات لأحياء لشخصيات الحي العاصمي العتيق في عالم الآداب والفنون والسياسة والمقاومة وتقاليد وعادات القصبة . وكشف في هذا الإطار السيد زكاغ عبد الوهاب المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية أن مصالحه شرعت في استقبال ملفات سكان المدينة العتيقة بهدف تسوية وضعية البيوت التي يشغلونها منذ سنوات بعد قرار الحكومة إنقاذ القصبة. و شملت ملفات عدة خيارات منها الموافقة على انتقال السكان إلى أحياء أخرى في انتظار انتهاء أشغال الترميم، أو التنازل عن المسكن بالقصبة، مقابل الحصول على مسكن جديد بحي آخر بالعاصمة. وأضاف المتحدث أن هذا المخطط جاء بعد سنوات من معارك خاضتها جمعيات مدنية وصرختها التي أطلقتها للوقوف أمام الانهيارات المهددة للمدينة العتيقة بالاندثار خاصة بعد إعلان الديوان عن سقوط حوالي 80 بيتا سنويا بها، داعيا الحكومة إلى تقديم إعانة مالية بقيمة 9 مليون دينار لإعادة الاعتبار للقصبة. و ما أثار الوضعية المزرية لبيوت القصبة حسب ذات المتحدث الترميمات العشوائية التي يباشرها يوميا سكان هذا الحي لبيوتهم، وغايتهم ليس الترميم من اجل الترميم وإنما لحماية العائلات من الانهيارات المفاجئة. زادت عمليات الترميم العشوائية الوضعية سوء مشوهة الجانب المعماري والعمراني للعديد من البيوت وطمس روحها التراثي. ذكر ذات المسؤول أن من أهم مشاكل عمليات الإحصاء ، عدم حيازة العديد من ساكني القصبة لعقود الملكية، بسبب شرائها أو استغلالها بعدما كانت بيوتا مهجورة. من جانبه عبر بلقاسم باباسي رئيس مؤسسة القصبة عن تفاؤله بمخطط ترميم وحماية القصبة مبرزا استعداده للمساهمة في تحقيقه من خلال توعية المواطن المقيم بالحي بأهمية هذا التراث . وعبرت حورية بوحيرد رئيسة جمعية «أصدقاء العاصمة أنقذوا القصبة» عن تفاؤلها بالمخطط الذي وصفته بالأول من نوعه،لحماية وترميم الحي العاصمي العتيق، داعية إلى وضع استراتيجية ذكية لمرافقته ومتابعته ، وتكوين لجنة تضم ممثلين عن مختلف القطاعات للسهر على تطبيقه بشكل فعال.