أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، أمس، حكما يقضي ببراءة المتهم "ش.محمود" وعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا للمتهم الثاني المدعو "عاقب.م" لارتكابه جناية تكوين جمعية أشرار والاختطاف بالتهديد ومحاولة هتك عرض. تعود تفاصيل القضية إلى 04 ماي2007 على الساعة العاشرة صباحا عندما أخطرت مصالح الشرطة لدائرة الأمن الحضري العاشر لأمن حسين داي عن قضية اختطاف الضحية "بو.ليلى" في أمسية 03 ماي على الساعة الرابعة زوالا بعدما نزلت من سيارة أجرة بحي بلكور قادمة من مقرها السكني ببني ورثيلان لزيارة أختها ببئر خادم، ولأنها غريبة عن المنطقة بقيت تستفسر عن مقر محطة المسافرين "تافورة" للتوجه إلى عائلتها وأثناء مرورها بشارع محمد بلوزداد على مستوى معهد باستور توقفت سيارة من نوع "رونو كليو" سوداء اللون وقام من كان بداخلها بإرغامها على الصعود وانطلقوا بها في اتجاه مجهول وأخذوها إلى منطقة معزولة عبارة عن غابة وأوقفوا السيارة ووضعوا قطعة قماش على فمها وعينيها. وعند حلول الليل توجهوا بها إلى مكان تجهله كائن بالطابق الأخير بإحدى العمارات وأدخلوها شقة بها غرفة صغيرة ثم نزعوا لها القماش الذي وضع على فمها وعينيها، وبحسب تصريحات الضحية فإن سائق السيارة لم يصعد معهم إلى الشقة وغادر المكان مباشرة بعد نزوله من السيار، مضيفة أنه بعد دخولهم إلى الغرفة بلحظات جاء طفل قاصر لا يتجاوز عمره 17 سنة وبقي معهم لقضاء الليلة. وأشارت في شهادتها إلى أنه أثناء تواجدها بالغرفة حاول الاثنان ممارسة الجنس عليها إلا أنها رفضت وبقي المتهمان يستهلكان الخمر وأقراصا حمراء مهددين إياها بإحضار مجموعة أخرى لممارسة الجنس عليها، كما أكدت أيضا أنها لم تتعرض لأي اعتداء جنسي لأنها استغلت فترة شربهما الخمر. وعلى الساعة الخامسة صباحا تمكنت من فك خيوط رجليها وفتحت الباب وخرجت إلى الشارع عارية بعدما غطت نفسها بالفراش، وأثناء مرور دورية للشرطة استوقفتهم وقاموا بفك خيوط يديها وحولوها إلى مركز الشرطة، كما أنها أكدت أنها أثناء حجزها تعرضت إلى التهديد بواسطة السكين بحيث وضع أحد المتهمين السكين على رقبتها مما أحدث لها جروحا. وأثناء تواجد الضحية بمركز الشرطة شاهدت سائق السيارة الذي كان موقوفا للتحقيق معه في قضية أخرى تتعلق بالمتهم "عاقب.م"، مضيفة أنه هو الذي كان يقود السيارة، كما تنقلت برفقة مصالح الشرطة لمعاينة الشقة التي احتجزت فيها أين تم التعرف على المتهم الثاني "ش.محمود" الذي أكد أثناء التحقيق الابتدائي معه أن الضحية جاءت برفقة شخص آخر ودخلوا إلى غرفته وتناولوا وجبة العشاء ثم غادروا المكان على الساعة العاشرة ليلا دون أي اعتداء على الضحية، مضيفا أنه شاهد الضحية وهي مصابة بجروح على مستوى العين إلا أنه لم يعتد عليها ولم يقم باختطافها. ومن جهة أخرى أكد المتهم "عاقب.م" أنه فعلا في ذلك اليوم تم إيقافه من قبل مصالح الشرطة بشارع مير أبو "العناصر" بسبب سرقة توابع السيارات وكان في حالة سكر، وأثناء تواجده بالمصلحة تعرفت عليه الضحية وقالت إنه سائق السيارة من نوع "رونو كليو" التي استعملت في اختطافها، مؤكدا أنه لا يملك سيارة ولا يحوز على رخصة سياقة إطلاقا. النيابة العامة أثناء مداخلتها كانت متشددة بخطورة الجريمة التي ارتكبها المتهمين تكوين جمعية أشرار والاختطاف بالتهديد ومحاولة هتك عرض لهذا طالب بتسليط أقصى عقوبة المؤبد في حقهما، وبعد المداولات القانونية نطقت هيئة المحكمة ببراءة المتهم الأول "ش.محمود" وعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم الثاني "عاقب.م".