اتفق أعضاء المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني في اجتماع أمس الأول على تكثيف اللقاءات والمشاورات بين الأعضاء من أجل ضمان التسيير العادي للحزب والتحضير الجيد لدورة اللجنة المركزية المنتظرة في الأسابيع المقبلة لانتخاب أمين عام جديد للحزب العتيد. اجتماع المكتب السياسي للحزب العتيد هو الأول من نوعه منذ سحب الثقة من الأمين العام الأسبق عبد العزيز بلخادم في الدورة الأخيرة للجنة المركزية نهاية الشهر الفارط، وجاء تتويجا لسلسلة اللقاءات التشاورية التي باشرها منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط مع قيادات الأفلان لبحث منهجية العمل المشترك لتسيير الحزب في المرحلة الراهنة إلى غاية انتخاب أمين عام جديد حيث لم تقتصر مساعي بلعياط على أعضاء المكتب السياسي بل تجاوزها إلى بعض أقطاب ما كان يعرف بالحركة التقويمية من أجل تقريب وجهات النظر وتوحيد الرؤى بشأن طريقة التحضير للدورة الطارئة للجنة المركزية. وقد تضمن جدول أعمال لقاء الخميس الفارط حسب البيان الصادر عن المكتب السياسي مناقشة بعض القضايا ذات الصلة بمهام المكتب بوصفه القيادة الحالية للحزب إلى غاية اجتماع اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد وقرّر المكتب تكثيف اللقاءات والمشاورات في الأيام المقبلة لضمان التسيير العادي للحزب العتيد، موجها في الوقت نفسه دعوة إلى المناضلين لنبذ كل ما من شأنه بث الفرقة والانشقاق داخل الحزب. وفي المقابل لم يحسم أعضاء المكتب السياسي في تحديد موعد الدورة الطارئة للجنة المركزية على اعتبار أن الموضوع لا يقبل أي استعجال مثلما سبق وأن أكده منسق المكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط في تصريح سابق ل»صوت الأحرار« وقال إن الأفلان سيأخذ الوقت الكافي والضروري للتحضير الجيد للموعد قبل الذهاب إلى اللجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد دون تسرّع، مشيرا إلى أن شغور منصب الأمين العام وإن كانت حالة مستجدة لم يشهدها الحزب سابقا إلا أنها ليست بالأمر الخطير الذي يستوجب التسرّع خاصة في وجود مكتب سياسي هو بمثابة قيادة جماعية تتولى تسيير الحزب مثلما ينص عليه القانون الأساسي للأفلان. وتجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين بعض قيادات الحزب العتيد يكمن في طريقة انتخاب الأمين العام الجديد بين مصرّ على الذهاب إلى الصندوق للحسم بين المترشحين لهذا المنصب وبين متمسك بمقترح المرشّح التوافقي أو رجل الإجماع، بيد أن المقترح الأخير بات صعب التحقيق خاصة بعد وفاة المجاهد عبد الرزاق بوحارة الذي كان من أكثر الأسماء المطروحة لقيادة الأفلان وكان يمكن الوصول إلى توافق بشأنه، حيث أبدت مؤخرا عديد من الشخصيات في الحزب العتيد نيّتها في الترشح للمنصب.