تقاطعت تصريحات أغلب قياديي الأفلان في الأيام القليلة الماضية حول موعد اللجنة المركزية الطارئة المزمع تنظيمها قريبا، لكنها اختلفت حول طريقة اختيار الأمين العام، هل عبر الصندوق أو التزكية، وإن طل الحرص على طي صفحة الخلافات والتجاذبات التي غرق فيها الحزب منذ عدة أشهر. بلعياط: الوضع الحالي للأفلان لا يقبل الارتجال أو الاستعجال اختتم أمس عبد الرحمان بلعياط منسق قيادة الأفلان سلسلة لقاءاته التشاورية التي جمعته بأعضاء المكتب السياسي منذ نهاية الدورة الأخيرة لبحث طريقة العمل لتسيير الحزب العتيد في المرحلة الراهنة إلى غاية اجتماع اللجنة المركزية وانتخاب أمين عام جديد، وخلص إلى أن الحلّ هو ما تتفق عليه اللجنة المركزية للحسم في اختيار أمين عام جديد للحزب.ويؤكد بلعياط في حديث ل»صوت الأحرار« أن هناك تفهما من قبل أعضاء المكتب السياسي للوضعية التي يمرّ بها الحزب باعتبارها وضعية مستجدة فلم يسبق أن حدث شغور لمنصب الأمين العام وتولى المكتب السياسي مهمة تسيير شؤون الحزب، مشيرا إلى أن هذه الوضعية تفرض على أعضاء المكتب السياسي تقاسم الرؤية بحثا عن القاسم المشترك بين جميع الآراء.وبعد سلسلة من اللقاءات بدأها بلعياط منذ تكليفه من قبل اللجنة المركزية بدور منسق المكتب السياسي، خلص إلى القول »وجدت أن هذا الوضع الذي يمرّ به الأفلان يرفض الارتجال ويبتعد عن الاستعجال ولا يستهين بعامل الوقت حتى لا تطول المرحلة الحالية وأن البحث عن الحل يمرّ حتما عبر الصندوق« وعن موعد الاجتماع المقبل للمكتب السياسي، أجاب محدّثنا أن الاتفاق مع الأعضاء في اللقاءات التشاورية التي جمعته بهم حسمت في منهجية العمل، وبناء على اجتماع المكتب السياسي الذي يتولى حاليا تسيير شؤون الحزب سيتحدّد موعد الدورة الطارئة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد. ويؤكد بلعياط أن لقاءاته التشاورية التي تهدف بشكل أساسي إلى لم الشمل ووحدة الصف وتجاوز الخلافات لا تقتصر على أعضاء المكتب السياسي، بحيث أنه التقى قبل أيام محمد بوخالفة بمكتبه بمجلس الأمة في حضور الفقيد عبد الرزاق بوحارة عبد الكريم عبادة والتحق باللقاء كل من صالح قوجيل وشوقي مزيان، وأن هناك إجماعا لدى قيادات الأفلان وأعضاء اللجنة المركزية على ضرورة لم الشمل دون القفز على ما هو موضوع اختلاف.ويبرز محدّثنا ضرورة التريث قبل الذهاب إلى الدورة الطارئة للجنة المركزية التي يخوّل القانون الداخلي في مادته 9 صلاحية استدعائها إلى أعضاء المكتب السياسي »الأكبر سنا والأصغر سنا« وهما عبد الرحمان بلعياط وعبد القادر زحالي، لأن الأمر يتعلق بحزب له حجمه وثقله على الساحة السياسية وأن الخطأ غير مقبول خاصة في المرحلة الراهنة والبلاد مقبلة على استحقاقات ومواعيد سياسية حاسمة ومصيرية. سي عفيف: نحرص على احترام الممارسة الديمقراطية خلال انتخاب الأمين العام الجديد أعلن القيادي عبد الحميد سي عفيف أن اجتماع اليوم سيكون »لدراسة وضعية الحزب وكذا قضية عقد دورة طارئة للجنة المركزية« إضافة إلى »الآليات والوسائل التي تسمح بمواصلة المسار الانتخابي الذي شرع فيه خلال الدورة الماضية للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد بعد أن تم سحب الثقة من الأمين العام السابق«. وتابع: »إننا نحرص على ضرورة احترام الممارسة الديمقراطية خلال عملية انتخاب الأمين العام الجديد للحزب والتي لا بدّ وأن تتم عن طريق الاقتراع السري حتى لو تمّ التوافق حول شخصية تتولى هذا المنصب إلى غاية المؤتمر القادم للحزب«. ونفى المتحدّث إجراء أية مشاورات بخصوص »تزكية شخصية« من أجل خلافة عبد العزيز بلخادم، مستطردا في الوقت نفسه بأنّ»اللجوء إلى الصندوق لانتخاب الأمين العام الجديد سيمنح لهذا الأخير الشرعية داخل الحزب وخارجه خاصة بعد انضمامه مرة أخرى إلى الأممية الاشتراكية«. وفيما يتصل بعمل لجنة الترشيحات التي تمّ تشكيلها خلال الدورة الماضية للجنة المركزية أورد القيادي أن الأخيرة »تلقت ثمانية طلبات للترشح لمنصب الأمين العام وهي تزاول حاليا نشاطها«. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن عبد الحميد سي عفيف فإنه »عندما يتمّ استدعاء الدورة الطارئة القادمة سيكون لدينا خياران: إما أن نتمسك بهذه اللجنة أو نشكل لجنة أخرى تسند لها مهمة استلام طلبات جديدة للترشح«. وفي تصوّر عضو المكتب السياسي »المرحلة الحالية تتطلب فتح المجال أمام الشباب لتسلم المسؤوليات في هياكل الحزب«، مبرزا بالمناسبة أن 80 في المائة من أعضاء اللجنة المركزية سنهم أقل من 60 سنة وأغلبهم جامعيون. عبادة :لم يتم لحد الآنالوصولإلىالتوافق بشأن الرجل الذي سيقود الحزب ولا يتقاطع تصوّر عبد الكريم عبادة مع سابقه على اعتبار أنه تحدّث عن »مشاورات واسعة« تجرى حاليا بين أعضاء اللجنة المركزية »للوصول إلى التوافق والإجماع حول الشخصية التي يسند لها منصب الأمين العام للحزب خلال الدورة القادمة للجنة المركزية«، لافتا إلى أنه »من الممكن أن يتمّ التوافق بشأن تزكية هذه الشخصية خلال الأسبوع القادم«. وبحسب عبادة: »هناك عدة أسماء تتداول داخل الحزب للاضطلاع بهذا المنصب إلا أنه لم يتم لحد الآن الوصول إلى التوافق بشأن الرجل الذي سيقود الحزب والذي لابد وأن تتوفر فيه عدة شروط«. ومن بين هذه الشروط التي يراها عضو اللجنة المركزية ضرورية في مواصفات الأمين العام المقبل »السلوك النظيف« و»القبول من قبل القاعدة النضالية للحزب«، إضافة إلى »استعداده للعمل من أجل لمّ الشمل ورأب الصدع داخل صفوف الحزب« وكذا »القضاء على تداعيات ومخلفات الماضي واستئصال آفات المحاباة والولاء والفساد«. وعن المشاورات التي أجراها عبد الرحمن بلعياط مع عدد من أعضاء من اللجنة المركزية والمكتب السياسي لتحديد تاريخ الدورة الطارئة لانتخاب أمين عام جديد، يعتقد عبد الكريم عبادة أن »تحديد موعد عقد هذه الدورة هو من اختصاص وصلاحيات المكتب الذي تشكل خلال الدورة الماضية«، وبرأيه: »بلعياط مكلف بالتحضير التقني والمادي للدورة القادمة للجنة المركزية فقط«.