أورد الأمين العام للاتحاد العمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد أن الهدف من اختيار المركب الغازي لتيقنتورين لاحتضان احتفالات ذكرى تأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد هو »تعبير عن التزام العمال والعاملات بالتصدي لأي هجوم مهما كان نوعه ضد الجزائر«، كما يُعبر عن »تضامن العمال مع قوات الجيش الوطني الشعبي والأمن« في سياق متصل، شدد سدي السعيد على تأييد المركزية النقابية لقرارات رئيس الجمهورية الخاصة بدعم »الجهاز الإنتاجي الوطني«. الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي كان يتحدث في تصريح أورده لوكالة الأنباء الجزائرية عشية الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين المصادفة ليوم 24 فيفري من كل سنة، أكد أن إقامة هذه الاحتفالات بتلك المنطقة هو أيضا تعبير عن »تضامن العمال مع قوات الجيش الوطني الشعبي والأمن التي نجحت في تركيع فلول الإرهاب وإصرارهم على الوقوف ضد كل تدخل أجنبي في شؤون الجزائر«. وجدد المتحدث عزم وإصرار العمال الجزائريين على »مواجهة الإرهاب البربري«، وسجل تأييد المركزية النقابية لقرارات رئيس الجمهورية الخاصة بدعم »الجهاز الإنتاجي الوطني« مؤكدا في نفس الوقت تجند العمال من »أجل تطوير الاقتصاد الوطني«، معبرا عن مساندة الاتحاد للجهود التي تبذل من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل رفع »مكانة الجزائر على الساحة الدولية في كل المجالات« وكذا عمله من أجل تكريس »السلم الاجتماعي الذي ساهم في تجسيد العديد من الانجازات خلال السنوات الأخيرة«، كما شدد على أن الاتحاد »يرفض بصورة قاطعة تلقي الدورس من أي جهة كانت« وأنه »يستمد مرجعيته من خبرته وتجربته الميدانية«.في سياق متصل، وبمناسبة هذه الذكرى المُزدوجة، أكد بدر الدين محمد لخضر، الأمين العام السابق للفدرالية الوطنية لعمال الطاقة والبترول، أن الجزائر تمكنت بفضل تجند عمال وإطارات سوناطراك من رفع التحدي بعد توقف الشركات الفرنسية عن استغلال آبار البترول بجنوب البلاد جراء صدور قرار تأميم المحروقات سنة,1971 موضحا أنه »بمجرد أن أعلن الرئيس الراحل هواري بومدين يوم 24 فيفري بدار الشعب عن القرار الخاص بتأميم المحروقات تجند عمال وإطارات سوناطراك وطلبة معهد بومرداس للبترول لسد الفراغ الذي تركته الشركات الفرنسية التي كانت تستغل الآبار البترولية بالجنوب الجزائري«، وأوضح بأن الجزائر لم »تتلق أية مساعدات تقنية من الخارج بل اعتمدت على عمال وإطارات سوناطراك في استغلال آبار البترول بعد مغادرة الشركات الفرنسية لها« مشيرا إلى أن الشركات الفرنسية كانت »تراهن على فشل شركة سوناطراك في مواصلة عملية الإنتاج من تلك الحقول«. وذكر بدر الدين أنه »بالرغم من الإعلان المفاجئ لعملية تأميم البترول التي لم تكن تنتظرها الشركات الأجنبية وكذا الدول فإن نقابة البترول تمكنت من تجنيد العمال والإطارات لرفع التحدي« مشيرا إلى »رفض هؤلاء العمال والإطارات للإغراءات التي قدمت لهم من طرف شركات أجنبية للعمل بالخارج«، موضحا بأن »الهدف من تلك الإغراءات هو تجريد سوناطراك من الكفاءات لكي تصبح عاجزة عن استغلال آبار البترول في الجنوب الجزائري« الأمر الذي »يؤدي إلى توقف عملية الإنتاج بهذه الحقول وفشل قرارا التأميم« مذكرا أنه »بفضل الحس الوطني وإصرار وعزم العمال وإطارات سوناطراك فشلت هذه المؤامرة وتواصلت عملية الإنتاج وتصدير البترول بصورة عادية«.كما أورد المتحدث أن قرار تأميم المحروقات كان له »الصدى الايجابي« لدى مختلف فئات الشعب وخاصة عمال وإطارات هذه الشركة الذين »تجندوا لكسب الرهان المتمثل في ضمان السير العادي للإنتاج« منوها بدور نقابة البترول في توعية العمال وإطارات سوناطراك »بضرورة رفع التحدي وكسب الرهان خاصة وأن الجزائر كانت ثاني دولة بعد إيران تقدم على تأميم محروقاتها من أيادي الشركات المتعددة الجنسيات«. وحسب المتحدث، فإن نقابة البترول ناضلت منذ تأسيسها ضد الشركات الأجنبية المحتكرة للنفط في الجزائر حيث نظمت عدة إضرابات في حقول البترول ومصانع التكرير للمطالبة بضرورة إلغاء التمييز الذي كانت تطبقه هذه الشركات بين الجزائريين والأجانب في مجال الترقية والعلاوات والأجور، كما ذكر بدر الدين أن الكنفدرالية العامة للعمال الفرنسية هي »المنظمة الوحيدة في عالم الشغل التي أيدت قرار تأميم المحروقات في الجزائر«.