استفاد المستشفى الجامعي بوهران، من محرقة جديدة هي الثانية من نوعها على المستوى الوطني باستعمالها للتكنولوجيا الجديدة في تحييد النفايات الطبية ومعالجتها بطريقة صحية، حيث سيجري العمل بالمحرقة الجديدة ابتداء من شهر أفريل المقبل. بعد الشكاوى العديدة للسكّان المقيمين بجوار المستشفى الجامعي بحي البلاطو بوسط المدينة، بفعل إنتشار الدخان الناتج عن حرق النفايات الطبية، لجأ المستشفى الجامعي إلى اقتناء التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال بالاستعانة بالخبرة السويسرية بعدما كان حرق النفايات سابقا بطرق تقليدية على مستوى محرقتين، بمعدل 450 كلغ يوميا و162 ألف كلغ في السنة، وتجري التجارب بالمحرقة الجديدة وهي التي تستعمل البخار والحرارة العالية من أجل تحييد النفايات الطبية وتبسيطها وإزالة المواد السامة منها بحيث يمكنها أن ترمى فيما بعد هذه المعالجة التقنية المتطورة مع النفايات الأخرى العادية، ومن المنتظر أن يشرع في استغلال المشروع في شهر أفريل المقبل بعد الإنتهاء من التجارب التقنية حسب ما أفادت به مصادر طبية من المستشفى، وبالتالي سيتخلص سكان الجوار من السموم المنتشرة في الجو والتي تهدد حياتهم بالخطر من خلال الإصابة بمختلف الأمراض التنفسية، في حين لا يزال الإشكال نفسه مطروحا بحدّة على مستوى سكنات عدل المجاورة لمستشفى الفاتح نوفمبر بإيسطو تحديدا بحي 1063 مسكن، أين يعاني السكان من إنتشار رهيب لدخان حرق النفايات الطبية يوميا بمعدل 36 طنّا في السنة، وهو الأمر الذي أثار حفيظتهم ودفعهم لرفع عدة شكاوى والاحتجاج على هذا الأمر، من أجل تجسيد مشروع مماثل لذلك الذي استفاد منه المستشفى الجامعي والذي يعّد الثاني من نوعه على المستوى الوطني بعد مستشفى تيزي وزو، وتبقى الرقابة ضرورية على مستوى كافة المراكز الاستشفائية الجوارية والعيادات الخاصّة تحديدا لكشف مصير نفاياتها الطبيّة، خصوصا بعد العثور على كميّات بالأطنان من هذه النفايات ضمن النفايات العادية في المزابل العمومية، وفضيحة رمي أعضاء بشرية التي تخص عيادة خاصّة بولاية مستغانم والتي تم غلقها مؤخرا بقرار من والي الولاية، إذ يشكل هذا النوع من النفايات مخاطر كبيرة على الصحّة العمومية ومن دون مبالاة من المؤسسات الاستشفائية خصوصا العيادات الخاصّة التي تبحث عن الربح فقط.