أكّدت الغرفة الفلاحية بوهران، أنّ مخزون البطاطا الذي يقدّر هذا العام بأزيد من 185 طنّ كفيل بتخفيض أسعارها خلال شهر رمضان، فيما ينتظر أن تنخفض أسعار الدواجن كذلك بعد الإجراءات التي خرج بها اجتماع وزارة الفلاحة الثلاثاء الماضي. فنّدت غرفة الفلاحة، توقّعات الكثيرين بأن يصل سعر البطاطا إلى سقف 100 دج للكيلوغرام في رمضان استنادا إلى مؤشّرات ذلك بارتفاع أسعارها هذه الأيّام إلى 60 دج في مختلف الأسواق وهو مستوى لم يسبق تسجيله على الصعيد الوطني منذ حوالي أربعة أشهر، حيث ظلت قيمتها مستقرة في غمرة الغلاء بين 40 دج إلى 45 دج في أسواق التجزئة، وقد أكّدت مصادر من الغرفة الفلاحية أنّ المخزون الذي تحوز عليه وهران لهذا الموسم يكفي لإغراق السوق بمادّة البطاطا وبالتّالي تخفيض أسعارها في رمضان لتستقّر في حدود 30 دج، إلاّ أنّ هذه التطمينات لم تجد طريقها إلى آذان المواطنين في ظلّ المضاربة من قبل التجّار خصوصا في الشهر الفضيل والتي قد تطال حتّى السلع المدعّمة من قبل الدولة والتي تراقب أسعارها من قبل فرق مديرية التجارة، وقد تفاعل العديد منهم مع ارتفاع سعر المادة الأساسية في طبق كل الجزائريين باللجوء إلى أسواق الجملة للخضر والفواكه التي تعرف هذه الأيام إقبالا غير معهود من طرف المستهلكين لاقتناء أكياس البطاطا وبالقناطير طمعا في الاستفادة من تخفيضات أسعار البيع بالجملة. من جانب آخر خرج الاجتماع الذي عقدته وزارة الفلاحة الثلاثاء الماضي مع كلّ الفاعلين فيما يتعلّق بقطاع اللّحوم البيضاء، بجملة من التدابير التي سيجري العمل بها لتخفيض أسعار الدواجن، حيث تمّ التخفيض من أسعار الضرائب على المربيّن مقابل إبرام عقود ما بين المربيّن والمذابح لشراء جميع إنتاجهم من الدواجن حتّى يجنّبهم ذلك تكبّد الخسائر ويدفع العديد من المربيّن المتردّدين على زيادة الاستغلال في هذا المجال وبالتّالي وبناء على هذه التدابير المتّخذة من المتوقّع أن تنخفض أسعار الدجاج إلى ما دون 240 دج للكيلوغرام، إذ تصل حاليا إلى 340 دج للكيلوغرام، ويرجع المربون هذا الارتفاع الجنوني الذي لم يسبق وأن تمّ تسجيله من قبل إلى الخسائر التي تكبّدوها بسبب الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة خلال موسم الصيف الجاري، ما تسّبب في هلاك الآلاف من الكتاكيت عبر عدّة مزارع، فضلا عن الحرائق التي خلّفت هي الأخرى خسائر مماثلة مسّت بخطّ إنتاج الدواجن ودفعت إلى رفع أسعارها بسبب قلّة العرض وزيادة الطلب، بينما لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تبرئة يد المضاربة والاحتكار من الظاهرة خصوصا وأنّ شهر رمضان ككّل موسم لا يخلو من هذه الممارسات التي تلهب جيوب المستهلكين. وبالنظر إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء حيث تجاوز سعر الخروف على سبيل المثال 800 دج للكيلوغرام، ظلّت لحوم الدواجن إلى وقت ما البديل المفضّل لذوي القدرة الشرائية الضعيفة، لكنّ مع ارتفاع أسعارها تزداد الأمور تأزّما خصوصا وأنّ اللّحوم المجمّدة التي يتوجّه نحوها غالبية المستهلكين لا تشكّل مأمنا على صحّتهم استنادا لعمليات حجز مصالح مديرية التجارة لكميّات معتبرة من اللّحوم المستوردة الفاسدة خصوصا في الأسابيع التي تسبق شهر رمضان.