حذر وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله الأئمة من ترك أموال الزكاة بالصناديق المخصصة لها بالمساجد، مؤكدا ضرورة جمعها وتسجيلها وحفظها في أماكن خصصت لهذا الغرض، فيما أعلن الوزير إلغاء طلب رخصة أداء صلاة التهجد التي كانت الوزارة فرضتها العام الفارط على الراغبين في أداء هذه النافلة، تاركا صلاحية ذلك لإمام المسجد على أن يتحمل وحده كامل المسؤولية، شرط أن يعلم مديرية الشؤون الدينية بمنطقته. أبدى الوزير بوعبد الله غلام الله خلال افتتاحه الندوة العلمية بدار الإمام أمس، حول »ضبط المواقيت الشرعية حسب الرزنامة الزمنية الرسمية للدولة ومواقيت الإفطار والإمساك«، حرصه الكبير على ضرورة تقيد الأئمة برزنامة مواقيت الصلاة التي وضعتها الوزارة في خدمتهم خاصة فيما يخص مواقيت الإفطار والإمساك في رمضان، مضيفا أن دور الأئمة اليوم أكثر من مهم في تثقيف وتوعية المصلين بأهمية التقيد بهذه الأوقات، وقال الوزير في هذا الشأن »لا نقبل أي مخالفة لمواقيت الصلاة التي حددتها الوزارة بالتعاون مع علماء وباحثين فلكيين، ولا نرضى أن تكون مساجدنا هي مصدر الاختلاف والفتن، وما على الأئمة إلا أن يلعبوا دورهم في توحيد المصلين وترشيدهم وتهذيب سلوكهم وفق الشريعة الإسلامية«. وأوضح الوزير أن الهدف من الإلحاح على إحترام الرزنامة الرسمية لمواقيت الصلاة يمثل ردا على بعض الإشاعات التي كانت تروج هنا وهناك والتي تزعم بأن الرزنامة التي تنشرها الوزارة هي رزنامة سياسية، مفندا ذلك بتأكيده أن الرزنامة المعمول بها هي قائمة على العلم وعلى حسابات دقيقة. كما أثنى الوزير على اجتماع الأئمة الذي عقد العام الفارط قبيل شهر رمضان والذي أعطى مفعوله على حد قوله، من خلال تقيد الأئمة بتعليمات الوزارة، خاصة من خلال توسيع ثقافة تقديم زكاة الأفراد على مستوى المساجد ليستفيد منها الفقراء والمحتاجون، باعتبارهم حسب الوزير ليسوا في حاجة إلى أطعمة من دقيق وسميد كما ينادي بعض السلفية، بل إلى أموال تغنيهم عن السؤال أيام الأعياد ودون ذلك، مضيفا أن وزارة الشؤون الدينية تحرص على تقديم زكاة الفطر نقدا خاصة أن معظم العلماء المعاصرون أفتوا بذلك. وأستطرد غلام الله بقوله »أبواب المساجد فتحت لجمع وتحصيل أموال الزكاة بسبب الكثافة السكانية والذي تطلب منا جمعها بالمساجد أياما قبل موعدها في عيد الفطر وإيصالها إلى أهليها في وقتها للتنفيس عن أوضاعهم وقضاء احتياجاتهم«، وعليه حذّر الوزير الأئمة من إبقاء أموال الزكاة المجمّعة في صناديقها نظرا لبعض العمليات السلبية التي مست هذه الصناديق، حيث أكد ضرورة جمعها وتسجيلها وحفظها في أماكن خصصت لذلك، وفي هذا الشأن قال الوزير »رغم أن عملية تحصيل أموال الزكاة تسير بطريقة محتشمة إلا أننا سنسير في ذلك تدريجيا، وسيلعب الأئمة دورا مهما في غرس هذه الثقافة لدى المصلين«. وبخصوص اجتماع هيئة الأهلة لتحديد رؤية هلال رمضان، أكد الوزير أن علماء الفلك أثبتوا استحالة رؤية الهلال ليلة الجمعة لأن القمر يغيب قبل الشمس يوم الخميس، أي تحت الأفق وهذا ما يدعم أن يكون أول أيام رمضان يوم السبت. أما مسألة منح رخص للمصلين من أجل أداء صلاة التهجد التي كان معمولا بها العام الماضي، قال الوزير »مساجدنا مجهزة بتجهيزات حديثة اليوم وتتطلب إجراءات أمنية لحمايتها، وفي هذا لا يمنع أي إمام من فتح المسجد أمام الراغبين في أداء صلاة التهجد لكن عليه تحمل كامل مسؤولياته، مع ضرورة إعلام مدير الشؤون الدينية والأوقاف بمنطقته«، وفيما يخص قراءة القرآن الكريم خلال صلاة التراويح، أشار الوزير أن الأولوية تعطى للحفظة بدل من تلاوته بقراءة المصحف الشريف، مشيرا إلى إمكانية إعطاء تراخيص بفتح قاعات مخصصة لهذه الصلاة إن دعت الحاجة إلى ذلك.