ولجنا قبّة البرلمان، أين استقينا آراء ممثّلات الشّعب حول أهمّ مشاكل النساء الجزائريات، لنعرف ما تحويه أجندة عملهنّ بداخل الهيئة التشريعية، ما هي النقاط المحورية التي سيتطرّقن إليها في تدخّلاتهنّ دفاعا عن حقوق بنات جنسهنّ، وكيفيّة مشاركة نساء شكّلن نسبة 32% من نوّاب البرلمان، في سنّ القوانين، وكذا جهودهنّ الحثيثة المبذولة على مستوى المجلس.. اختيارنا لبعض النائبات تمّ بطريقة تلقائية، كون تواجدنا بالبرلمان صادف عطلة النوّاب عقب انتهاء الدّورة الخريفية، كما باءت اتصالاتنا الهاتفية مع بعض النائبات المنتميات لبعض التشكيلات السياسيّة بالفشل، فكان هاتفهنّ إمّا مغلقا أو يرنّ دون الردّ عليه، غير أنّنا متأكّدون أنّ كل امرأة اعتلت كرسي البرلمان لها ما تفيد في مجالها، وأنّها ستثبت حتما جدارتها في نقل انشغالات منتخبيها دون كلل أو ملل. النائب عقيلة رابحي: المرأة تشكو عنف الشارع والأسرة ¯ أشادت عقيلة رابحي، نائب حزب جبهة التحرير الوطني، عن ولاية البليدة بما حقّقته النساء من مكاسب بفضل كفاءاتهنّ ووجود إرادة عليا فاعلة للاستفادة منها، ومنحهنّ فرصة لإثبات أنّهن قادرات، مضيفة أنّ النسبة الكبيرة للنساء في البرلمان الجديد في الجزائر، سمحت للبلاد بأن تتصدر بلدان العالم العربي، متفوقة بذلك على تونس التي صنفت ضمن المرتبة 43 عالميا بنسبة مشاركة قدرت ب7,62 بالمائة، العراق ذات المرتبة 83 بنسبة 2,52 بالمائة، السودان التي احتلت المرتبة 14 بنسبة مشاركة للمرأة قدرت ب6,42 بالمائة، وموريتانيا صاحبة المرتبة 55 بنسبة 1,22 بالمائة. اليوم وبعد مرور ما يقارب العام، تقول رابحي، نلاحظ أن النتائج جد إيجابية وهو ما نلمسه في النشاط الكبير للنساء البرلمانيات، سواء من خلال اجتهادهن في مراجعة وتحليل القوانين التي تعود بالفائدة على المواطن أو من خلال اهتمامهن الكبير بانشغالاته، مؤكّدة مشاركتها الفعّالة في مناقشة جلّ المشاريع المطروحة على النوّاب وبذلك مساهمتها في سنّها لفائدة الوطن والمواطن، وإذ تؤكّد البرلمانية أنّ»الوقت لم يحن بعد لنحكم على تجربة المرأة في البرلمان « غير أنها كشفت أنّ »البداية جد مشجعة« . عقيلة رابحي قالت أن مشاكل النساء في المجتمع لا تكمن في المساواة المطلقة بين الجنسين، وإنما في العنف الأسري وفي الشارع، التسوّل، ضرب الأصول، التحرّش الجنسي وغيرها، وبخصوص نشاط البرلمانيات كذّبت المتحدّثة ما يتداوله بعض الذين لم يريدوا للمرأة أن »تزاحمهم« كما قالت، حيث يدّعون أن البرلمان مليء ب »الحفّافات« وعاملات النظافة، واعتبرتها »مغالطة مغرضة«، قبل أن تضيف »أنا سعيدة بكوني حفاّفة برتبة كاتبة وإعلامية متحصّلة على جوائز في الإبداع وترأست منتدى ثقافي أقام منذ عام 8002 ما يزيد عن ثلاثين نشاطا ثقافيا«، مؤكّدة أنّ البرلمان يضم نساء ذوات مستوى عال، على غرار الدّكتورة والمحامية والطبيبة والمهندسة والقاضية، »فهل عمي هؤلاء على هذه الحقيقة« تختم حديثها معنا ممثّلة الشّعب كاشفة أنّ أجندة نشاطها بالبرلمان تحوي ما يخدم المرأة والرّجل في ذات الوقت... النائب دريس مسعودة: الأميّة والطلاق ..مشاكلعديد النساء ¯ أكّدت النائب دريس مسعودة عن كتلة الأحرار، عن ولاية باتنة، عضو لجنة الصحّة والشؤون الاجتماعية والضمان الاجتماعي والتكوين المهني بالبرلمان، أنّ مشاركتها كانت جدّ فعالة في سنّ العديد من القوانين، على غرار مناقشة عرض الوزير الأوّل عبد المالك سلاّل لمشروع عمل الحكومة، سنّ قوانين المالية والميزانية لسنة 3102 ، المحروقات والمعاشات العسكرية وغيرها ضمن أجندة عمل المجلس منذ بدايته، وذلك بالمواظبة على حضور الجلسات واقتراح نقاط أخذت بعين الاعتبار، منها منح امتيازات للعسكريين كالنّقل والسّكن في إطار مشروع قانون معاشاتهم. مشاكل بنات جنسي عديدة تضيف ممثّلة الأحرار، أغلبها اجتماعية كالطّلاق وما ينجم عنه من تبعات قضائية، نفسية واجتماعية، ناهيك عن تحمّل المطلّقة مسؤولية ما أسمتهم النائبة دريس » يتامى الطّلاق«، إلى جانب معاناتها في الحصول على »سكن الحاضنة« أمام تنصّل بعض الأزواج من مسؤولية إعالة أطفالهم بعض الطلاق أو بالتحايل على قرارات العدالة التي تكون لصالح الزّوجات. النائبة دريس أكدت في سياق ذكرها لمشاكل عديد النّساء، تخبّطهنّ تحت ثقل أميّة، تفشّت في أوساطهن لعدّة أسباب، رغم الجهود التي تبذلها الدّولة والمجتمع المدني لمحاربة الظاهرة وسط النّساء بوجه خاص، ممّا انعكس سلبا حتى على أسرهنّ، لتؤكّد النائب ضرورة وقوف المرأة جنبا إلى جنب مع أخيها الرّجل لحلّ مشاكل المجتمع، الرّقيّ والسير به نحو الأمام، كون »يد وحدة ماتسفّقش« وكليهما في خدمة الوطن. الدكتورة أمّ السعد بن تركي:النساء وثلاثي التحرّش الجنسي، الأميّة والفقر ¯ تعتبر الدّكتورة أمّ السّعد بن تركي، عضو حزب جبهة التحرير الوطني، عن الجزائر العاصمة، أن دراستها مشاريع القوانين كتجربة أولى، حفّزتها كثيرا على النّشاط بداخل البرلمان، من خلال مداخلاتها الشفوية والكتابية المستمرّة، ومشاركتها الفعّالة في سنّ قوانين على غرار مخطّط الحكومة لسنة ،3102 مشروعي المالية والميزانية للسنة الجارية، وكذا مشاركتها في النقاش حول الميزانيات القطاعية، إلى جانب مشروع قانون المعاشات العسكرية وتصويتها على مشروع قانون المحروقات، الذي اقترحت بخصوصه تعديلات أخذت بعين الاعتبار، إلى جانب لقائها بعديد الوزراء. أمّ السّعد أضافت أن اتصالها دائم بالنساء وكذا الجمعيات التي تعنى بشؤونهنّ، حيث عايشت عن قرب معضلاتهنّ التي تعمل جاهدة على حلّها وإيجاد مخارج قانونية واجتماعية لها، مشيرة إلى أن عديد النساء »مقهورات« في مجتمعنا، وهنّ يكابدن بشكل يومي مشاكل افتقادهنّ سقفا يأويهنّ، مصدر رزق يوفّر عليهنّ ذلّ السّؤال في مجتمع لا يرحم مثيلاتهنّ، إلى جانب تخبّط عديد الحاضنات لأولادهنّ تحت وطأة الفقر المدقع من جهة، وافتقارهنّ للرّعاية، خاصة فئة الأميّات، وكذا معاناة المرأة »غير الواعية« من ليس لديها مستوى ثقافي يحول دون وقوعها في المحظور، في إشارة من المتحدّثة إلى أولئك النّسوة التي اضطرتهنّ ظروف معيّنة وبحكم لا وعيهنّ إلى الاسترزاق بأجسادهنّ، ضمانا لقوتهنّ اليومي رفقة أسرهنّ. التحرّش الجنسي، تدنّي المستوى التعليمي، التسوّل وغيرها عديد المشاكل الاجتماعية تؤكّد أمّ السّعد معاناة شريحة كبيرة من الجزائريات منها، بينما اعتبرت المتحدّثة قضية المساواة المطلقة بين الجنسين »قضية مفبركة« تجاوزها الزّمن، كون المرأة الجزائرية تخطّت خطوات كبيرة في مجال تساويها في الأجر مع أخيها الرّجل، كون الاختيار بينهما يتمّ حسب الكفاءة لا الجنس. الدكتورة بن تركي ختمت حديثها معنا بالقول »وجودي كامرأة في البرلمان نقطة مهمّة، أنا ممثّلة لكلّ شرائح المجتمع، وكوني امرأة أحسّ بمشاكل كلّ النساء أكثر من غيري«. النّائب سميرة كركوش:أغلب معضلات بنات جنسي اجتماعية من جهتها كشفت النّائب عن جبهة التحرير الوطني، كركوش سميرة، أن احتكاكها المسبق بالمواطنين في إطار عملها كمكلفة بالشؤون الاجتماعية، الثقافية والرياضية ببلدية حسين داي، ساعدها كثيرا في الوقوف عن قرب على أهمّ انشغالاتهم وتطلّعاتهم، وبذلك نقلها إلى قبّة البرلمان للعمل على إيجاد حلول فعلية لها، مؤكّدة أن أهم مشاكل النساء في المجتمع تكمن في الطلاق والفقر، التسوّل وعديد المشاكل الاجتماعية. الخبرة الميدانية التي اكتسبتها، تضيف محدّثتنا سمحت لي بالمشاركة في كلّ المشاريع التي طرحت على المجلس الشعبي منذ بداية العهدة الحالية، وكذا»دفاعي المستميت« عن مشاريع فعّالة عديدة، » أنا صاحبة أوّل تعديل خاص بقانون المالية الذي يسمح بإنشاء صندوق للتكفّل بالمرأة المطلّقة والحاضنة لأطفال، ومساعدة العائلات المعوزّة، الذي ساندني زملائي بخصوصه« تقول ممثّلة العاصمة، مشيرة إلى طرح اقتراحها على لجنة الشؤون المالية بالبرلمان، التي وافق أغلب أعضائها المنتمين لمختلف الحساسيات عليه بعد دراسته، غير أن فكرة إنشاء الصندوق أجّلت بقرار من الوزير إلى غاية إجراء إحصاء، ووعده لنا تقول كركوش بالتكفّل بهذه الشريحة على مستوى وزارة الأسرة والتضامن بتخصيص ميزانية لها. مشاريع عديدة تهمّ المواطنين ومنهم المرأة أنوي طرحها للنّقاش بالبرلمان تقول محدّثتنا التي فضّلت التكتّم عليها لحينها، غير أنها أكدت أنها اجتماعية ستخدم شرائح عديدة من المجتمع هي الآن »منسية«...لتختم حديثها معنا بالقول » أنا ضدّ المساواة المطلقة بين الجنسين، لأنّنا مجتمع مسلم، لكلّ مكانته، فالمرأة مكمّلة للرجل، لبناء مجتمع منسجم« مطالبة بتساويهما في الحقوق السياسية مع إعطاء الفرصة لهما حسب الكفاءة والمصداقية والأولوية أيضا لمن يتحلّى بالأخلاق السياسية.