نفت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بشكل قطعي، أن تكون سفارة السعودية بالجزائر قد أقدمت على توزيع عدد من المصاحف المترجمة إلى الأمازيغية بمنطقة القبائل دون استشارة السلطات الجزائرية، مؤكدة أن هذه العملية قد تمت بشكل قانوني وبالتنسيق مع وزارتي الشؤون الدينية والخارجية، كما أوضحت من جهة أخرى أن هذه المبادرة بعيدة كل البعد عن أية خلفيات سياسية. رد عدة فلاحي المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على المشككين في أن تكون مبادرة توزيع المصاحف المترجمة إلى الأمازيغية التي بادرت بها قبل أيام سفارة المملكة العربية السعودية لها خلفيات سياسية، حيث وصف المبادرة في تصريح ل »صوت الأحرار« بالعمل الخيري الإيجابي البعيد عن كل الحسابات السياسية. ونفى فلاحي، من جهة أخرى، ما روجته بعض الأوساط من أن سفارة السعودية بالجزائر قد أقدمت على توزيع هذه المصاحف مجانا دون استشارة السلطات الجزائرية، مؤكدا أن توزيع هذه المصاحف قد تم بشكل قانوني بالتنسيق بين كل من سفارة السعودية بالجزائر، وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف التي أشرفت بشكل مباشر على العملية. وعن التساؤلات التي أثيرت مؤخرا حول سبب توزيع هذه المصاحف بالأمازيغية في منطقة القبائل بالذات، دعا فلاحي إلى الابتعاد عن تأويل هذا العمل الخيري على أنه عمل سياسي، مضيفا أن سبب خص منطقة القبائل وخاصة تيزي وزو بهذه المبادرة يعود إلى أن بها عددا من المواطنين الذين لا يعرفون القراءة باللغة العربية، كما أوضح من جهة أخرى أن مثل هذه المبادرة لا تعني أبدا التشكيك في هوية منطقة القبائل الإسلامية. وعلى الرغم من أنه شدد على ضرورة الابتعاد عن قراءة هذه المبادرة بطريقة سلبية حتى لا يتم إفراغها من محتواها الخيري، لم يستبعد المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تسهم هذه الأخيرة في توفير مزيد من الحصانة لسكان منطقة القبائل ضد حملات التنصير التي تستهدفها. مبادرة ترجمة أجزاء من القرآن الكريم إلى الأمازيغية التي أشرف عليها مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف، والتي ترجمها الجزائري محمد بلحاج تأتي ضمن برنامج عام يقوم على ترجمة القرآن الكريم إلى عدة لغات وتوزيعه في عدة مناطق مختلفة من العالم، وقد أشرفت سفارة السعودية بالجزائر بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية على توزيع 300 مصحف عبر مساجد منطقة تيزي وزو أياما قليلة قبل حلول شهر رمضان المبارك، في انتظار توزيع ألف نسخة أخرى في الأيام القليلة القادمة، كما أكد مدير الشؤون الدينية بتيزي وزو أنه سيتم أيضا توزيع أقراص مضغوطة تحوي أجزاء من القرآن الكريم مترجمة إلى الأمازيغية.