فتحت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تحقيقا وطنيا لمعرفة الأسباب الحقيقة التي دفعت ببعض المتطرفين إلى تدنيس وتمزيق المصاحف في عدد من المساجد على المستوى الوطني· وكشفت مصادر مطلعة أن الوزير بو عبد الله غلام الله قد اجتمع مع أعضاء المجلس العلمي التابع لوزارته لتدارس هذه الظاهرة التي اتسعت رقعتها في السنوات الأخيرة، بغية تسليط الضوء على هذه الوقائع ومعرفة ما إذا كانت هذه الإساءة التي تتعرض لها المساجد ومصاحف القرآن الكريم تتم نتيجة أفعال معزولة أو منظمة لغايات معينة، قد تتزعمها وتقودها جماعات طائفية· وأوضحت مصادرنا أن غلام الله أمر بتشكيل لجنة استعجالية لمتابعة هذه القضايا، تتكون من ممثلي مصالح الأمن ومدير الشؤون الدينية بالولاية، التي تأسست طرفا مدنيا في ملف القضية·وأضافت مصادرنا أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ستنسق في المستقبل مع مصالح الأمن في كل الولايات التي سبق أن سجلت فيها مثل هذه الحالات التي تسيء إلى كتاب الله وبيوت العبادة، خاصة أن مثل هذه العملية تكاد تتكرر بالأسلوب نفسه في ولايات أخرى، حيث أعطى الوزير غلام الله تعليمات صارمة إلى كل ممثلي وزارته على المستوى المحلي لمتابعة هذه الظاهر بكل جدية، خاصة أن ظاهرة تدنيس بيوت العبادة والقرآن الكريم بدأت في الانتشار النسبي وطنيا· هذا ودعت وزارة الشؤون الدينية، مديرياتها الولائية إلى ضرورة تشديد إجراءات الرقابة والحراسة خاصة مع ساعات الفجر الأولى وما بعد العشاء وفي أوقات الظهيرة أيضا، حيث تكون المساجد فارغة من المصلين، وهي الأوقات التي يفضلها هؤلاء المرتزقة لتنفيذ خططهم الجهنمية، التي تسيء إلى كتاب الله وبيوت العبادوتأتي هذه الإجراءات، التي اتخذتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لتعيد إلى الواجهة الدور المنوط للقائمين على شؤون المساجد، من الموظفين الذين يتقاضون لرواتب منتظمة لخدمة بيوت الله، خاصة إذا علمنا أن الكثير من عمليات تدنيس لكتاب الله تعالى وبيوت العبادة تمت داخلها، مثلما توضحه الأخبار الواردة من ولاية سطيف التي سجلت في شهر واحد تقريبا أكثر من خمس عمليات تدنيس لكتاب الله تمت جميعا داخل المسجد·