حذرت سكينة بن كشيدة أخصائية في طب الجلد، الأولياء من اقتناء بعض اللعب التي تباع على الأرصفة والأسواق وتعرف اقبالا كبيرا بسبب انخفاض أسعارها، منها علب تحوي مستحضرات التجميل والزينة للأطفال ولعب أخرى مختلفة الأشكال والأحجام، لاحتوائها على مادة الرصاص، التي من شأنها أن تتسبب في إصابة الطفل بالتسمم والحساسية، إلى جانب مضاعفات صحية أخرى، مؤكدة أنها لعب ذات نوعية رديئة جدا أو ما يسمى بلعب الصنف الرابع . المتجول بالأحياء الشعبية،عبر أسواقها وأرصفتها يلاحظ انتشار السلع الموجهة للأطفال ومنها اللعب، حيث يعرض الباعة الفوضويين والمتجولين ألعاب الأطفال بأشكال متنوعة ومتعددة وبألوان مختلفة ومزركشة، تجلب أنظار المتجولين خاصة الأطفال، الذين لا يمكن أن يمروا عليها دون اقتناء على الأقل لعبة واحدة، بعد أن يرضخ أولياءهم لمطالبهم خاصة مع انخفاض أسعارها، مقارنة بتلك التي تباع بمحلات لعب الأطفال، التي غالبا ما تكون أسعارها مرتفعة لا تتوافق مع ميزانيات معظم الأسر. عامل انخفاض الأسعار يحفز على اقتناءها دون طرح مجرد سؤال على خضوعها للرقابة من المصالح المعنية، مصدرها، أو البلد المنتج، ناهيك عن طبيعة المواد التي تدخل في صناعتها وكذا مدى تطابقها للشروط الصحية، فبالنسبة للأولياء لا يمكن حرمان الطفل من لعبة جلبت انتباهه، وفي الوقت ذاته لا يسمح ارتفاع أسعارها بشكل فاحش على مستوى المحلات الخاصة بلعب الأطفال على الإقبال عليها حتى ولو في المناسبات الدينية وأعياد الميلاد. وهذا رأي معظم الأولياء. وبالنسبة لأصحاب محلات بيع لعب الأطفال فإن ارتفاع أسعار معروضاتهم له ما يبرره، وفي هذا الإطار أكد زغلامي يزيد صاحب محل لبيع لعب الأطفال والهدايا بشارع ديدوش مراد بالعاصمة، أن » للنوعية ثمنها« و»للمحافظة على الصحة ثمنها أيضا« كما يقول ، حيث يضيف قائلا أن إغراق الأسواق بأطنان من اللعب مختلفة الأشكال والأحجام باستيرادها أساسا من الصين، جعل من المنتجين المحليين يتوقفون عن الانتاج وتغيير النشاط التجاري، مما أدى إلى تقلص عدد المحلات المتخصصة في بيع لعب الأطفال. وأكد محدثنا أن كل ما يباع على الأرصفة وبالأسواق من هذه السلع هو مستورد من الصين ، وهي ألعاب من الصنف الرابع أي الرديء، أما السلع التي تعرضها المحلات فهي مستوردة من فرنسا واسبانيا، لهذا من الطبيعي أن تباع بأسعار مختلفة عن تلك التي يعرضها باعة الأرصفة، ولا مجال للمقارنة بين النوعيتين المعروضتين يقول محدثنا، فالأولى تجدها ذات جودة عالية ومطابقة لمقومات السلامة الدولية المتعارف عليها، ويتم توضيح كل شيء على علبة اللعبة ويمكن للطفل أن يلهو بها كما يشاء دون أن يعرض نفسه للأذى، كما أنه يمكنه الاحتفاظ بها طول حياته دون خوف، أما الثانية فهي من النوع الرديء لا تحتوي على أية ضمانات صحية أو مقومات السلامة الدولية، رغم خطورتها -يقول- إلا أنها تعرف إقبالا كبيرا بسبب انخفاض أسعارها . من جهتها حذرت الأخصائية في طب الجلد سكينة بن كشيدة الأولياء من خطورة الاقتناء العشوائي للعب الأطفال، التي يعرضها باعة الأرصفة، مشيرة في نفس السياق إلى أن هذه المعروضات تعرف اقبالا كبيرا من قبل المواطنين، لكن دون أن يتبادر إلى أذهانهم قط أن تحمل هذه اللعب كل المخاطر والأمراض الجلدية نتيجة عدم إخضاعها للمقاييس والمعايير الصحية المعمول بها دوليا، حيث تعرض الأطفال إلى الإصابة بأمراض متعددة كالربو، الحساسية الجلدية، خاصة مع انتشار اللعب المصنوعة من القماش، التي هي أكثر قابلية لحمل الجراثيم والمكروبات وأوضحت محدثتنا أن الأطفال حين يختارون لعبة ما لا يدركون مدى خطورتها، إذ تجذبهم الألوان والأشكال ويستهويهم تقليد أصدقائهم، رغم أن معظمها رديئة الصنع وتخلو من مقومات السلامة الدولية المتعارف عليها. وفي سياق ذي صلة أشارت الدكتورة بن كشيدة إلى أنه يوجد في الأسواق لعب أطفال تتمثل في علب تحوي عينات مختلفة من مستحضرات التجميل للأطفال مثل أقلام كحل، » بودرة«، كريمات ملونة و ملون للوجه والعينين والرموش والأهداب ليتسلى بها الأطفال مع بعضهم وأقرانهم، لكنها خطيرة ويدخل في تركيبها العديد من المواد الضارة على غرار الرصاص، وهي مادة سامة خطيرة تتسبب في الإصابة بعدة أمراض أقلها التهابات جلدية على مستوى اليدين والوجه وأخطرها تلك التي تصيب العينين . ما من شك أن المسؤولية تقع على عاتق الأولياء الذين بإمكانهم منع هذه الكوارث من خلال الامتناع عن شراء هذه اللعب الخطيرة التي تعج بها المحلات والأرصفة، لكنه يبقى غير كافي، لأن الأطفال بحاجة إلى لعب بديلة غير متوفرة بأسعارمعقولة في السوق، وهو ما يؤكد على ضرورة وجود هيئة وطنية لمراقبة وتحديد نوعية الألعاب التي يسمح بها لأن تدخل وتباع في السوق الوطنية.