منظمة حقوقية صحراوية تستنكر بأشد العبارات اعتقال وتعذيب نشطاء حقوقيين صحراويين في مدينة الداخلة المحتلة    ثلوج مرتقبة على المرتفعات الغربية بداية من ظهيرة اليوم السبت    اتحاد الصحفيين العرب انزلق في "الدعاية المضلّلة"    أسواق الجملة: اعادة بعث شركة "ماقرو" وتطوير نشاطاتها خلال السنة الجارية    التقلبات الجوية: تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة خلال 24 ساعة الأخيرة    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    هطول أمطار رعدية غزيرة في 25 ولاية    الجيش الصحراوي يستهدف مقرا لقيادة جيش الاحتلال المغربي بقطاع المحبس    المغرب: لوبيات الفساد تحكم قبضتها على مفاصل الدولة    دخول مركب "كتامة أغريفود" مرحلة الإنتاج قريبا    تجارة: انطلاق ورشات العمل تحضيرا للقاء الوطني لإطارات القطاع    التنفيذ الشامل لاتفاق السلام لتحقيق المصالحة الوطنية في جنوب السودان    الجزائر تدعو روسيا وأوكرانيا إلى وضع حدٍ للحرب    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية.. سايحي يستقبل ببرايا من قبل رئيس جمهورية الرأس الأخضر    مجلس الأمن الدولي: الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بشعار "لا استسلام للخضر" في مباراة الحظ الأخير    مسابقة لاختيار أحسن لباس تقليدي    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    توقيف 3 أشخاص بحوزتهم 692 قرص مهلوس    مولودية الجزائر تحتاج للتعادل وشباب بلوزداد لحفظ ماء الوجه    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    السيدة منصوري تشارك بجوبا في أشغال اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول جنوب السودان    نشرية جوية خاصة: قيادة الدرك الوطني تدعو المواطنين إلى الحذر واحترام قواعد السلامة المرورية    رابطة أبطال إفريقيا: مولودية الجزائر على بعد نقطة من ربع النهائي و شباب بلوزداد من أجل الخروج المشرف    أولاد جلال : المجاهد عمر ترفاس المدعو عامر في ذمة الله    قافلة تكوينية للفرص الاستثمارية والمقاولاتية لفائدة شباب ولايات جنوب الوطن    قانون المالية 2025 يخصص تدابير جبائية لفائدة الصناعة السينماتوغرافية    تنصيب لجنة محلية لإحصاء المنتوج الوطني في ولاية إن قزام    الطارف… انطلاق أشغال اليوم الدراسي حول منصة "تكوين" الرقمية (فيدو)    سفير بريطانيا: سنلبي رغبة الجزائريين في تعزيز استخدام الإنجليزية في التعليم    قطر… سعادة السفير صالح عطية يشارك رمزيًا في ماراثون الدوحة 2025 العالمي    الأرصاد الجوية: أمطار وثلوج وبرد شديد في المناطق الشمالية اليوم الجمعة    بلعريبي… وزارة السكن تطلق حملة لمكافحة التغييرات العشوائية في السكنات    وزير العدل يشرف على تخرج الدفعة ال27 من الطلبة القضاة في القليعة    طاقة: ربط أكثر من 70 ألف محيط فلاحي بالشبكة الكهربائية عبر التراب الوطني    الجزائر والسنغال تعملان على تعزيز العلاقات الثنائية    كرة اليد/مونديال-2025/ المجموعة 2 -الجولة 2 : انهزام المنتخب الجزائري أمام إيطاليا (23-32)    الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين يدين خرق الشرعية الدولية ويدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"    تجريم الاستعمار الفرنسي محور ندوة تاريخية    المجلس الشعبي الوطني يطلق مسابقة لأحسن الاعمال المدرسية حول موضوع "الجزائر والقضايا العادلة"    معرض ومؤتمر الحج الرابع بالسعودية: الجزائر تتوج بالمرتبة الأولى لجائزة تكريم الجهود الإعلامية    فرنسا تتخبط في وضع اقتصادي ومالي خطير    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    بلمهدي يزور بالبقاع المقدسة المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء الذين أكرمهم رئيس الجمهورية برحلة لأداء مناسك العمرة    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    وزير الثقافة يُعاينُ ترميم القصور التاريخية    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواد التجميل .. سلعة " بيريمي " يحمل فيها التاجر شعار " سلعة روما بنص سومة "
نشر في الجزائر الجديدة يوم 27 - 03 - 2012


ماركات عالمية بأسعار خيالية في أسواق فوضوية
بين حيرة الزبون في اقتناء كريمة الحماية الصحية والسعر المناسب ، ارتأينا أن نقف عند معاناته من خلال زيارتنا لمحلات وطاولات بيع مواد التجميل الموجودة على مستوى الأسواق الفوضوية التي تعرض نفس المنتوج وبأسعار خيالية تستقطب الزبائن ومن مختلف المناطق .
كانت وجهتنا الأولى لبلدية برج منايل الواقعة شرق ولاية بومرداس وبالضبط عند محلات بيع مواد التجميل ، اقتربنا منها لنستفسر عن مدى إقبال الناس على شراء كريمة الحماية من أشعة الشمس وعلى أي أساس يتم الاختيار فإذا بنا نجد طوابير من النسوة منهن من كانت تحمل الكريمة ومنهن من كانت تستفسر عن مدة جودتها ، ومنها من كانت تسأل عن سعرها لمعرفة مدى إمكانية شرائها ، وبين كل هذه التساؤلات التي تشغل بال الزبونات ، اقتربنا من البعض منهن لمعرفة أهميتها ومدى إقبالهن عليها وكانت إجابتهن أن وضع كريم حماية البشرة يعد أمرا ضروريا غير أن معرفة مدى نوعية موادها يبقى الأهم والأصح .
في حين اعتمدت بعض النساء اللواتي وجدناها في المحل المحاذي له أن الأسعار الأهم عند شراء الكريمة وذلك نظرا لتعارض أسعارها مع محدودية إمكانياتهم التي تعذّر عليهن في بعض الأحيان اقتنائها ، خاصة وأن العبوة الواحدة لا تلبي الغرض ما يفرض عليهن اقتناء أخرى ، الأمر الذي يجبرهن أحيانا على التوجه إلى طاولات بيع مواد التجميل التي تعرض الكريمات بنصف سعر المحلات وبفارق يمكّنهن من اقتناء عبوتين بدل الواحدة .
وللتأكد من صحة أقوالهن اتجهنا لطاولات بيع مواد التجميل الموجودة على مستوى سوق مدينة بومرداس ، حيث كان لنا حديث مع بعض تجارها حول كريمة حماية البشرة والماركات التي تعرض بها والأسعار التي تباع بها، حيث أكد التجار إنها في متناول الجميع لأن السعر يحدد على حساب الماركات باعتبارها المتحكم الأول والأخير في السعر وعن مدى صحة الكريمات التي تعرض على الطاولات فقد أكدن أن أول نقطة يتم اعتمادها هو تاريخ الصلاحية ومن ثمّ يتم شراءها.
كريمات حماية صحية بأسعار أصلية هو شعار وجدناه على لافتة موضوعة في مدخل أحد محلات بيع مواد التجميل الموجود على مستوى بعض بلديات الولاية اقتربنا من صاحب محل بوسط مدينة بومرداس لنسأله عن كريمات حماية البشرة ومدى إقبال الزبائن عليها، فإذا به يحضر لنا مختلف أنواع الكريمات ومن ماركات عالمية، ما يعني أنها صحية مئة بالمئة والمكونات الموضوعة خارج العبوة توضح ذلك. أما عن السعر فقد أكد أن جميع الكريمات الموجودة بالمحلات المعتمدة صحية لأن التاجر يحرص على ذلك، أما عن السعر فيحدد على حسب نوعية المنتوج. غير أن الشيء الأساسي والمؤكد عند محل بيع مواد التجميل هو شراء كريمة صحية بأسعار أصلية لا زيادة مبالغ فيها ولا تخفيض يدفع للتساؤل والشك في آن واحد. وقال أحد التجار الموجودين إن الكريمات الصحية موجودة عندهم ولا يمكن أن تضر بالزبون غير أن أسعارها تحددها نوعية المنتوج.
وقفنا عند بعض الأسواق الفوضوية ببومرداس وبالضبط عند طاولات بيع مواد التجميل، وجدنا صعوبة في الاقتراب منهم نظرا للعدد الهائل من الزبونات المقبلات عليها لشراء مختلف مواد التجميل، غير أن تسليط الضوء على طاولات وسط المدينة كان منصبا على كريمات حماية البشرة التي لقيت استقطابا كبيرا من طرف الزبونات اللواتي استحسن الأمر لأنه يتناسب وإمكانياتهن المادية، لا سيما وأن الوضع سمح لهن بشراء كريمات حماية البشرة ذات ماركات عالمية التي تكلفهن مبالغ باهظة في حال ما اقتنينها من المحلات، غير أن شراءها من الطاولات لا يكلفهن الكثير خاصة وأنهن يضطررن إلى اقتناء عبوتين إلى ثلاث عبوات طيلة فصل الصيف. وعن مدى صحتها، فقد قالت البعض منهن إن المهم عند شراء كريمة حماية البشرة هو وجود تاريخ الصلاحية ، أما عن الغش في المواد المصنوعة منها فلا يمكن حدوث هذا لأن العبوة تباع مغلقة ولا يمكن الغش فيها.
وبين اختلاف الآراء حول ضرورة اقتناء كريمة حماية البشرة الصحية من المحلات المرخصة وضرورة مراعاة السعر المطلوب لشرائها من طاولات الأسواق الفوضوية يبقى الزبون في حيرة كبيرة تجبره أحيانا على التخلي عن استعماله نظرا لمحدودية إمكاناته من جهة والحفاظ على صحته من جهة أخرى.
نساء يقبلن على مواد تجميل منتهية الصلاحية لأثمانها البخسة
أغرق تجار السوق السوداء هذه الأيام أسواق بومرداس بمواد تجميل منتهية الصلاحية تحمل تسمية ماركات عالمية مغشوشة ، وقد اختفت منها الملصقات التي تشير إلى صلاحيتها ، ورغم ذلك دأبت الزبونات المتعطشات للماركة تحت أي ظروف على اقتناءها رغم كل ما يسمعنه من صيحات التحذير التي يطلقها أخصائيو الجلد والعيون في كل مرة نظرا لأخطار استخدام مواد منتهية الصلاحية على صحة المرأة .
هوس تلوين الوجه والظهور بشكل جميل فطرة جبلت عليها بنات حواء ، لكنها هذه الأيام باتت تهدد صحتهن وجمالهن في آن .فالجزائريات لا يتمتعن على ما يبدو بالوعي الكافي الذي يمنعهن من اقتراف جريمة في حق أنفسهن كالتي يقترفنها هذه الأيام. ويكفي أن تستطلع أحد أسواق بومرداس حتى تدرك أن كل ما يهم أغلبية الزبونات هو الأسعار بغض النظر عن تاريخ الصلاحية أو ظروف البيع. فالسلع تعرض لمدة طويلة للشمس رغم أن العام والخاص يدرك أن الشمس هي أهم عامل يتسبب في إتلاف مستحضرات التجميل التي يؤكد الأخصائيون على ضرورة حفظها في الظل .
وجهتنا الأولى سوق بومرداس الذي يعرف إقبالا منقطع النظير للزبونات على مدار الأسبوع وهو مصنف من بين الأسواق الشعبية لعرضه منتوجات مختلفة و متنوعة بأسعار زهيدة ،لهذا يعرف هذا الأخير اكتظاظا و انتشارا لهذا النوع من التجارة التي يتفنن أصحابها في عرضها ، حتى تكون ظاهرة وجذابة تجذب العين إليها ، حيث تجد مختلف أنواع المستحضرات من أحمر الشفاه من ''بورجوا '' كريمات للوجه ''دوڤ '' عطور '' نينا اريتشي ''، طلاء الأظافر وغيرها من المواد التي تجذب المرأة ، اقتربنا من بعضهن واخترنا أولئك الملتصقات بالطاولات من اللواتي كانت رؤوسهن منغرسة في السلع فأجبن بأن الأسعار مغرية ولا يمكن مقاومتها . أما عن السبب فأغلبيتهن رجحن بأن أصحاب المجلات يبالغون في أسعارهم لأنهم يدفعون الضرائب أما في السوق السوداء فبالإمكان الحصول على نفس السلع بأسعار قليلة .وأكدت أغلبيتهن أنهن من الزبونات الوفيات لهذه الطاولات ولم يحدث أن أصبن بأي ضرر يذكر. وفي هذا الصدد ذكرت لنا أخصائية الأمراض الجلدية بأن تأثير المستحضرات التجميلية على البشرة لا يظهر في حينه إلا بالنسبة لذوات البشرة الحساسة . أو في حال إذا كان صلاحيته قد انتهت من مدة طويلة أو أن مكونات مستحضر التجميل رديئة ومضرة بالبشرة . لكنها أكدت أن التأثير يظهر على المدى الطويل ويساهم في ظهور بقع الحساسية والتجاعيد المبكرة أيضا . ونصحت بتجنب كل المستحضرات المشكوك فيها والتي لا تطابق المعايير العالمية من حيث المكونات والصلاحية وظروف البيع أيضا كأن تعرض لمدة طويلة في الشمس .
تجار شعارهن ''سلعة روما بنصف سوما ''
هي عبارة يرددها الباعة لجلب الزبونات اللواتي يصدقن كلما يلقى على مسامعهن ، ليتجهن صوبا نحو كل سلعة تباع بأثمان رخيصة و يباشرن في اختيار ما يلزمهن من تلوين للجفون أخضر ، فوشيا ، بنفسجي و أصفر وهي الألوان التي تلقى رواجا كبيرا ، كونها تتماشى مع الموضة لهذه السنة ، وبذلك يزيد الطلب عليها ويسجل نفاذ الكمية في وقت قياسي، الأمر الذي يجعل النساء يقبلن عليها تطبيقا لمقولة '' الآخر ما يلحقش ''، لأن مثل هذه المواد باتت ضرورة عصرية في نظر البعض يتهافتون عليها رغم التناقض الصارخ الذي نلحظه ، فالماركات فرنسية وإيطالية أما البلد المصنع فهو في الغالب اليابان أو الصين .
سوق بودواو يعرف هو الآخر إقبالا كبيرا من طرف النساء على هذا النوع من مواد التجميل ، وهي الفرصة التي لا يضيعها هؤلاء الباعة لتسريب سلعهم في زمن قياسي و تحقيق الربح السريع بعدما اتبعوا مقولة ''الله يكثر الغافلين باش يعيشوا الفاطنين'' ، وهو ما استنتجاه من تعليق أحد الباعة الذي يدرك جيدا أن سلعته فات موعد انتهاء صلاحيتها منذ مدة وعند طرحنا السؤال عليه أجابنا '' دائما تقع على رأس الفقير لأن المرأة المثقفة والعاقلة والتي تخاف على بشرتها من الهلاك لا تفكر أبدا في شراء هذه السلعة ، بل لا تقترب من الطاولة حتى من أجل إلقاء النضرة عليها ، وهذا واقع نعيشه ونلاحظه منذ عرضنا لهذه السلعة ، أما عن العبارة التي يستعملونها ، فهي فكرة من إبداع مجموعة من الباعة توحي في مضمونها أن السلعة جديدة محملة من الميناء مباشرة إلى السوق ، وهذا من أجل إدخال نوع من الثقة في نفوس الزبائن ، أما عن سبب انخفاض السعر فالتبرير كان من أجل أن تباع كل الكميات في وقت قياسي ، وبدلا من تسجيل الخسارة فإنها تعود عليهم بالربح. و نحن نواصل جولتنا لفت انتباهنا التفاف عدد من النسوة حول طاولة لبيع مثل هذه المستحضرات وهن منهمكات في اختيار لون أحمر الشفاه المعروض بسعر خيالي يقدر ب 20 دج ، و هي الفرصة التي لا تفوتها العديد من النسوة إذ عبرت إحداهن قائلة أن تواجدها اليوم بالسوق ضربة حظ لا تعوض ، تركنا الطاولة والبائع منشغل بالنظر يمينا وشمالا في محاولته للسيطرة على الوضع حتى لا يقع ضحية سرقة من طرف نساء احترفن مثل هذه المهمات في الأسواق الموازية .
''..هو تبذير لا غير''
على رغم الإقبال الذي تعرفه هذه التجارة ، هناك من النساء من ترفض بصورة قطعية اقتنائها، وتعتبر ذلك تبذيرا للأموال وتهديد ا للصحة باعتبار أنها مواد تعرض للشمس طوال اليوم ، و لا تعرض في ظروف مناسبة تمنعها من التلف السريع ، وهي الإجابة التي سمعناها من سيدة كانت مارة على مقربة من تلك الطاولات لتوصل كلامها : '' تصيبني الحيرة وأنا أرى هذا الكم الهائل من النساء يقبلن على مثل هذه السلعة و يتهافتن على اقتنائها بدلا من توفير أموالهن . وضربت لنا مثلا بما أصاب قريبة لها ظهرت على كامل وجهها بثور استدعت ذهابها إلى طبيب الجلد لاستعمالها لكريمة لتفتيح البشرة اشترتها ، من مثل هذه الطاولات لتدعم كلامها أخرى مضيفة أن ابنتها اشترت ماسكارا رديئة سببت لها حساسية ، واستلزم الأمر تدخل طبيب عيون ليخلصن في الأخير إلى أن شراء ماكياج باهظ الثمن ، أحسن من إنفاق المال لشراء الدواء خاصة و أنها مواد تستعمل مباشرة على الجلد لا يجب التلاعب بها .
مواد التجميل التايوانية تستهوي ذوات الدخل الضعيف
تشهد أسواق ومحلات التجميل عبر مختلف بلديات ولاية بومرداس في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا ، مما فتح الباب لظهور موجة من التجار المتطفلين الذين يسابقون الزمن و يسعون وراء الربح السريع، و لو كان ذلك على حساب صحة المرأة وسلامة بشرتها، حيث تسوق اليوم منتجات جديدة ومتنوعة تحمل علامات أجنبية وأخرى محلية الأصل أضرارها أقل، لأنها معلومة المصدر وتاريخ الصلاحية على الأقل ، حتى ولو لم تكن ذات جودة عالية، لكن المتجول في أسواق الولاية يلاحظ أن مواد التجميل على أنواعها ورغم كل ما يقال عنها تلقى رواجا كبيرا من طرف النساء ، خاصة ذوات الدخل الضعيف بغض النظر عن آثارها السلبية ، من أجل الوقوف على أسباب الظاهرة قمنا بجولة استطلاعية، قادتنا إلى بعض محلات مواد التجميل ، وهي التي تبيع منتجات محلية وأخرى متخصصة في ''ماركات عالمية ذات شنة ورنة في مجال التجميل ،
الأسواق تعج بهؤلاء الباعة الذين يوهمون النساء بأن سلعهم تحمل علامات وماركات أجنبية و صحية، على رأسها كريم أساس للوجه وآخر لليدين ، سعرها لا يتجاوز المائتي دينار، وغيرها من أدوات التجميل والزينة، فأقل سعر لهذه المواد بعشرة دنانير ، وأغلى سعر لا يتجاوز أربعمائة دينار، وقادنا الفضول للاستفسار من عند أحد الباعة عن مصدر هذه السلع ، فأجابنا الأخ ''محمد''، كل ما نعرفه أن هذه السلع مستوردة اغلبها من بلد تركيا والصين ،كما أننا نعلم انه يتم عرضها على مخابر الجودة والنوعية من قبل مسؤولي التجارة قبل توزيعها على التجار ، فنحن نشتريها من عند كبار أصحاب الجملة بكمية كبيرة، وبالتالي فلا ندري إن كانت مدة صلاحيتها قد انتهت أم لا ، على سبيل المثال أقلام تزيين العين لا تكتب عليها مدة انتهاء الصلاحية .
تأكيد جماعي على أن هذه السلع صحية و خضعت للتفتيش
أوضح السيد'' رمضان '' صاحب محل مواد التزيين والعطور المتواجد بوسط مدينة بومرداس أن مواد التجميل والتزيين التي يبيعها بمحله كلها منتوجات محلية الأصل وخاضعة للتجارب المخبرية ، أي أن منتجيها يأتون بالمستحضرات الأصلية ويصنعون مثلها بنفس التركيبة، وكأنها جنيسة أي مطابقة للمواصفات الأصلية ، وبعدها تعرض على أخصائيي ومخابر الجودة والنوعية لتباع بالأسواق، مثل الغسول ''فينيس''وبلسم ''ليس ''وغيرها، مؤكدا بخصوص المنتوجات المنتشرة بكثرة في الأسواق، أن غالبيتها من الصين غير خاضعة للمقاييس والمعايير الصحية، نفس الرأي وجدناه عند''سامية '' متخصصة في بيع مواد التجميل ومستورد لها من مصنع '' أوكنسيل'' العالمي ، حيث أكدت أنها تحرص كل الحرص على جلب مواد تجميل ذات جودة عالمية وصحية ، وعليه فكل المواد التي يحويها محلها تحمل ماركة أصلية ويتم جلبها من فرنسا، وتعرض على مخابر خاصة بذلك وتعمل بالتنسيق مع أطباء مختصين في طب الجلد والعيون ، وبخصوص تسعيرة تلك المواد قالت سامية :''باعتبار أن محلها لا يبيع إلا المواد الأصلية فيتراوح سعرها ما بين 150 دينار و 1200 دينار، كما هو الحال بأنواع الكريمات التي توضع على الوجه، هذا وأشارت إلى أنها ومن أجل ربط جسور الثقة بينها وبين زبائنها فقد خصصت جزءا من بضاعتها في يد الزبائن، قصد تجريبها داخل المحل ، مثل ما هو الحال مع كريمات الأساس وكريمات الماسكارا للرموش .

تحقيق أجرته مديرية التجارة يكشف : نصف مستحضرات التجميل المسوقة في الجزائر ''غير صالحة''
بعد تسجيل حالات التهابات العين وأخرى جلدية دعا الأطباء إلى اقتناء الماركات الأصلية من المتاجر المعتمدة عن الآثار الجانبية والحالات التي سجلت جراء استعمال هذه المواد التي تباع في الأسواق الشعبية ، و كشف تحقيق أجرته مديرية التجارة لولاية بومرداس خلال السنة المنصرمة أنّ نصف مستحضرات التجميل المسوقة في الجزائر ''غير صالحة'' ، فنتائج التحقيق المخبرية أثبتت عدم مطابقة المواد المذكورة ل ''المقاييس'' المعمول بها، رغم الرواج الكبير الذي تحظى به هذه المستحضرات .
وحسب ما أفادنا به مصدر مسؤول للجودة وقمع الغش بمديرية التجارة لولاية بومرداس ، أن مصالحهم قامت خلال السنة المنصرمة 2011 بحجز 100 كيلوغرام من مواد ومستحضرات التجميل مستوردة غير مطابقة للمقاييس، تحمل علامات وماركات تجارية مقلدة الأصل، فهذه الأخيرة مضروبة وغالبيتها من دول أسيا ، لا سيما دولة الصين وتركيا، مشيرا أن قيمة المحجوزات قدرت ب 3400 دينار ، كما تم تسجيل 142 تدخل و 22 محضرا .
هذا وأضاف مسؤول مصالح الجودة وقمع الغش استنادا إلى التحقيق ذاته أن تداول مواد تجميل ''مغشوشة'' استفحل في الجزائر خلال العام الماضي وهذه السنة، ونظرا للرقابة الشديدة والمكثفة تم القضاء على المستحضرات مجهولة المصدر تنتج وتسوق مثل هذه المواد بالجزائر، فكل منتج محلي الأصل أو مستورد محصى عندنا ، حيث يقدر مستوردو مواد التجميل والتزيين حوالي 300 مستورد، وحوالي 120 منتج محلي موضحا أن مصالحهم تعتزم تكثيف ميكانيزمات التأطير والرقابة في مجال صناعة وتوريد مواد التجميل و التنظيف ، وذلك بمضاعفة أخصائيين وأعداد من أعوان الرقابة، لأن عدد هؤلاء ضئيل جدا ولا يمكن متابعة آلاف التجار هنا وهناك ، بعدما أضحى هذا القطاع أكثر استقطابا لليد العاملة في قطاع التجارة الجوارية و السوداء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.