يشنّ غدا الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين إضرابا وطنيا شاملا، وسينظّم في نفس الوقت تجمعا وطنيا حاشدا أمام مقر وزارة التربية الوطنية برويسو في العاصمة، تشارك فيه كافة الشرائح العمالية العاملة في قطاع التربية، في الوقت الذي يتواصل فيه إضراب عمال التربية بولايات الجنوب لليوم الثالث على التوالي، والإضراب الوطني الآخر الذي تُشرف عليه نقابة »كناباست«، ويتواصل هو الآخر لليوم الثاني على التوالي نهار اليوم وسط أجواء التهديد بالاستمرار فيه، ومقاطعة امتحاني شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط. بشكل مُواز مع هذه الإضرابات الجارية، واستعدادا لإضراب الغد، والتجمع الوطني الذي سينظمه الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أمام مقر وزارة التربية الوطنية في رويسو بالعاصمة، نشط أمس الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بالمقر الوطني في العاصمة ندوة صحفية، قال فيها: »إنه بالرغم من دخول إضراب ولايات الجنوب أسبوعه الثاني ، والتحاق مديري ونظار الثانويات والمقتصدين ومستشاري التربية ، والاستعداد للإضراب الوطني الثاني المصحوب بالوقفة الاحتجاجية الوطنية، فإن التعاطي السلبي للحكومة هو السيد، بالرغم من تصريحات وزير التربية الشفهية التي أوضح فيها أن الوزير الأول للحكومة هو بصدد تسوية ملف منح المناطق، والتعويض النوعي على المنصب الامتياز - والتجاهل التام لبقية الملفات المطروحة .« وأمام الصحافيين تساءل رئيس الاتحاد، وقال: »إلى متى والحكومة صامتة دون إطلالة لطمأنة النفوس، أو رد رسمي رغم إضراب موظفي قطاع التربية،الذي تعدى إلى قطاع الوظيفة العمومية ، في حين أن التقاليد السائدة سابقا تُملي على الأقل فتح قنوات الحوار مع النقابات المضربة ، مما يؤكد بأن الحكومة تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام التي لاتجدي نفعا، في ظل إصرار موظفي وعمال التربية لافتكاك مطالبهم الممشروعة«. وجدد الصادق دزيري تمسك الاتحاد بأرضية المطالب المرفوعة، التي حددها ما هو مستعجل منها في: فتح ملف القانون الخاص لتعديل اختلالات النمرسوم 08 315 المعدل والمتمم بالمرسوم 12 240 لرفع الغبن الذي طال أسلاك التربية عامة وما اصطلح عليه ظلما الرتب الآيلة للزوال وخاصة هيئات التدريس، الاستجابة الفورية للمطالب المشروعة لموظفي الجنوب، والهضاب العليا، والأوراس، وتمكينهم من حقهم المغتصب، وفقا لقوانين الجمهورية السارية المفعول، الرفض القاطع للزيادة الهزيلة في أجور الأسلاك المشتركة و العمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية، والتمسك بتجسيد جميع مطالبهم المشروعة، مع التأكيد على إعادة النظر في قوانينهم الخاصة، وأنظمتهم التعويضية، وإلغاء المادة 87 مكرر من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، وأخيرا، الالتزام والوفاء بما تم الاتفاق عليه في المحاضر المشتركة بين النقابة ووزارة التربية الوطنية، بخصوص الامتحانات المهنية ، المناصب المكيفة ، السكن ، تنصيب اللجنة الحكومية الخاصة بجرد ممتلكات الخدمات الاجتماعية وضبط حسابات المرحلة السابقة. وقال دزيري: إضراب ولايات الجنوب يبقى متواصلا، مع تواصل إضراب مديري ونظار الثانويات، والمقتصدين ومستشاري التربية، وكل هذا يأتي عقب رفض الترخيص للمسيرة الوطنية السلمية التي اعتزم اتحاد عمال التربية والتكوين تنظيمها في ولايتي البليدة وتيبازة، نظرا لعدم السماح بها في العاصمة بمقتضى التحجج بحالة الطوارئ. وفيما يخص إضراب ولايات الجنوب، أوضح التصريح الصادر أمس عن الاتحاد أن معدل الاستجابة وطنيا بلغ 72 بالمائة، فيما تفاوت على مستوى الولايات بين نسبة 30,53 بالمائة في أدرار، و 80 بالمائة في بسكرة. بينما بلغت نسبة الاستجابة وطنيا لدى مديري ونُظار الثانويات 05,73 بالمائة، وولائيا كانت أعلى استجابة في الأغواط ، وبجاية، ب 100 بالمائة، وأقلها في قسنطينة ب 25,31 بالمائة. وموازاة مع ما يجري من احتجاجات تحت لواء اتحاد عمال التربية والتكوين، نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي المستقل )كناباست( هي الأخرى ومن معها من الأساتذة في إضراب وطني أمس واليوم ، وقد أعلنت أنها حققت استجابة واسعة، وفي حال عدم الاستجابة للمطالب المرفوعة، ستذهب إلى تصعيد وتيرة الإضراب والاحتجاج، وبما فيها عزمها مقاطعة امتحاني شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط.