نوه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالخصال والمواقف الوطنية التي كان يتحلى بها الفقيد المجاهد علي كافي من أجل تحرير الجزائر وقيادتها بعد الاستقلال والذي وافته المنية، أمس، عن عمر ناهز 85 سنة. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة التي بعث بها إلى كافة أفراد أسرة المرحوم علي كافي »تفقد الجزائر اليوم برحيل الصديق المجاهد رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق المرحوم علي كافي أحد رجالاتها الذين احتلوا الصفوف الأولى في ثورتها وقادوا مسيرتها بعد الاستقلال ووسموا عهودهم بمآثر من البطولات والفخار ستبقى منقوشة في أذهان الجزائريين ما بقيت الحياة وجزءا من تاريخهم ناصعا وخالدا ما خلد الزمان« و قال أيضا »نسأل الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم مآبه ويجزل ثوابه وأن يسبل عليه ثوبا قشيبا من غفرانه ورضوانه ويسقيه غدقا من رحماته ويلحقه بالشهداء والصديقين في جنات الخلد والنعيم وحسن أولئك رفيقا«، مضيفا »لقد قلب الزمن برحيل الفقيد صفحة من تاريخ الجزائر الزاخر بالأحداث فيها من الشدائد والأتراح ما فيها من السعادة والأفراح قلبت الصفحة بعد أن أدى واجبه وأتم رسالته في خدمة وطنه على أكثر من صعيد في الداخل والخارج وسارع إلى تلبية نداء الوطن فآزر رفاقه في المجلس الأعلى للدولة متوليا رسالته ومسهما بكل ما أوتي من جهد وإخلاص«. كما خاطب الرئيس بوتفليقة أسرة المرحوم علي كافي قائلا »وإذ أشاطركم الأسى والألم على فراق الراحل معربا لكم عن خالص تعازي وصادق مواساتي وأدعو الله عز وجل أن ينزل السكينة والطمأنينة في قلوبكم وفي قلوب جميع أفراد أهله وذويه وأسرة المجاهدين رفاق الدرب يعوضكم فيه خيرا كثيرا ويجزيكم على صبركم أجرا عظيما إنه سميع مجيب«. حجار يعزي عائلة الفقيد على كافي مثال للشهامة والوطنية وعزة النفس لقد تلقينا ببالغ الأسى والتأثير نبأ وفاة العزيز والقائد التاريخي الكبير المرحوم سي علي كافي الذي غادرنا في هذا الظرف الذي تحتاج فيه الجزائر لذوي الرأي والمشورة لاجتياز المفاوز الوعرة التي تمر بها المنطقة، ولكن رحيل الكبار من أمثاله على ما يترك في النفس من الألم والتحسر يعطي أبناء الجزائر المثل والقدوة في نموذج الروح الوطنية والنضال المتسامي من أجل الوطن أرضا وشعبا. لقد أعطى فقيدنا زهرة شبابه نضالا قبل الثورة من أجل التوعية والإعداد وقدم عنفوان عمره جهادا مسلحا وقائدا مرموقا تاريخيا خلال الثورة في جحيم الحرب وأوّراها المستعر ، وقدم خدماته الجلى لبلاده المستقلة سفيرا متنقلا بين عواصم شتى إلى أن أصبح أمينا عاما للمجاهدين ورئيسا للمجلس الأعلى للدولة وكان الفقيد في مختلف مراحل نضاله مثلا للشهامة والوطنية وعزة النفس وظل على تلك المناقب إلى أن وافته المنية اليوم هو يتحلى بذلك الشموخ والأنفة. ولا يسعنا أمام تجرع المنون ولوعة الفراق إلا أن نتوجه إلى العلي القدير بالدعاء والرجاء أن يسكن المغفور له فسيح جنانه في رفقة الصديقين المجاهدين والشهداء والصالحين وأن يرزق أهله وذويه ورفاقه من المجاهدين الصبر والسلوان بن صالح يشيد بالمواقف الوطنية للفقيد ''كافي قامة من زمرة المجاهدين الأبطال وصفوة الوطنيين الكبار'' أشاد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بالمواقف الوطنية النادرة التي كان يتحلى بها الفقيد علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق الذي وافته المنية ، أمس، عن عمر يناهز ال85 سنة. واعتبر بن صالح في برقية تعزية إلى عائلة المجاهد الرئيس المرحوم علي كافي أن وفاة هذا الأخير »فاجعة ومصاب أليم«، مضيفا أن الجزائر فقدت »فيه قامة من زمرة المجاهدين الأبطال وصفوة الوطنيين الكبار«، قائلا أنه برحيل المجاهد الرئيس المرحوم علي كافي »تخسر الجزائر أحد أبنائها الذين ما توانوا منذ اللحظة الأولى التي تنادي لها بعزيمة الثوار الأحرار أولئك الأمجاد الأوائل الذين قادوا طلائع ثورة التحرير المباركة فكان بينهم قائدا مقداما...إلى أن حمل باستحقاق أعلى الرتب العسكرية إبان الكفاح المسلح«. وأوضح رئيس مجلس الأمة أن »الحزن الذي ألم بنا في هذه اللحظات الكئيبة يعبر عن المكانة الخاصة التي يحظى بها الفقيد بين رفاقه المجاهدين ولدى الجزائريين الذين عرفوه مجاهدا وطنيا غيورا على الجزائر في فترة عصيبة تولي فيها بإخلاص وتفان رئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد أن كان قد تقلد مسؤوليات ومهام وطنية رفيعة« وتقدم بن صالح إلى عائلة المرحوم علي كافي بخالص التعازي وأصدق مشاعر التعاطف والمواساة، داعيا المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر والسلوان ويلحق الفقيد بالشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه«. رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة يعزي: كافي شب على حب الوطن وأسهم في الذود عنه اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي ''فاجعة'' على كافة أفراد الشعب الجزائري الذين يحيون الذكرى الخمسين لاستعادة الاستقلال الوطني، ونوه ولد خليفة في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد بمناقب علي كافي ذاك الرجل الذي شب منذ نعومة أظافره على حب الوطن و التضحية من أجله وأسهم في الذود عنه و الكفاح من أجل استرجاع استقلاله مجاهدا ثم قائدا للولاية الثانية التاريخية مؤكدا أنه كان أحد صناع الاستقلال. كما ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بالمسار النضالي للفقيد إبان ثورة التحرير موضحا في ذات الشأن أنه كان مع إخوانه وأخواته من ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والجود بالنفس والنفيس في سبيل وطننا المفدى مضيفا أنه بعد الاستقلال واصل نضاله في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها. وأضاف ولد خليفة أن المناصب التي تقلدها علي كافي قد توجت بترؤسه المجلس الأعلى للدولة في ظروف يشهد العدو قبل الصديق بصعوبتها مشيرا أنه أدى الأمانة على أكمل وجه. المجاهد مرتضى كافي شقيق الفقيد كان دائما يوصينا بحسن الخلق والحفاظ على العائلة'' يقول المجاهد مرتضى ككافي شقيق المرحوم عن خصاله أنه إبان الفترة التي حكم فيها الجزائر في منتصف التسعينات و التي كانت من أصعب المراحل التي مر بها الجزائريون، فرغم ثقل المسؤولية التي أوكلت له إلا أنه كان دائما على اتصال بكل فرد من أفراد العائلة الكبيرة، حيث كان يوصينا بالمضي على حسن السيرة والخلق ويقول لنا عند القيام بأي عمل عليكم التفكير في العائلة قبل كل شيء، عندما كنت أقوم بزيارته في قصر الرئاسة كان دائما يكلمني في هاته الأمور، حدثني منذ يومين فقط كان يضحك وبروحه المرحة المعتادة أوصاني بالمحافظة على العائلة وعلى السمعة الطيبة وعدم نسيان الأهل سواء من قريب أو بعيد والحفاظ على الأرض...هذه آخر كلماته معي وعندما تلقيت خبر نقله إلى المستشفى ثم خبر وفاته كانت الصدمة والفاجعة الكبرى. المجاهد محمد بودلاعة أحد رفقاء الفقيد'' سير البلاد بتفان ومسؤولية'' يعتبر المجاهد محمد بودلاعة أحد رفقاء الراحل علي كافي إبان الثورة التحريرية أن الفقيد من أحد المهندسين الأكفاء والتي سيرت البلاد في أحلك الظروف والصعاب في وقت كانت فيه الجزائر تتخبط في عدة مشاكل هذا الأخير كان الرجل الفذ الذي ما فتئ إلا أن يلبي نداء بلده، وزيادة على أنه كان من القادة الأوائل للولاية الثانية التاريخية و كان نائبا مع المجاهدين زيغود يوسف و بن طوبال إلى جانب رابح بلوصيف والعربي الميلي، ثم استخلف بن طوبال ليعين قائدا للولاية الثانية...عندما تلقيت الخبر تأثرت كثيرا و تذكرت الأيام التي قضيناها هنا في أعالي القل و حجر مفروش... خسارة كبيرة بفقدان علي كافي لأنه يعتبر أحد قادة الثورة التحريرية بصفة عامة ورجلا من رجالات الولاية الثانية التاريخية فرحم الله الفقيد وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.