انتقل صبيحة أمس الثلاثاء، الرئيس السادس للجزائر المستقلة على كافي، في جنيف بسويسرا، عن عمر ناهز 85 سنة، حسب ما ذكره بعض المقربين منه، وقد تم نقله أول أمس الاثنين إلى المستشفى جراء نوبة صحية حادة. وكان علي كافي من الوجوه السياسية البارزة التي ظلت تنشط على المسرح السياسي والدبلوماسي في الجزائر، كان عضوا في حزب الشعب كما ساهم بالعمل في الثورة التحريرية،وبعد الاستقلال عين سفيرا للجزائر في تونس ومصر وبعدها سوريا و لبنان والعراق وإيطاليا، في يناير 1992 عين عضوا في المجلس الأعلى للدولة ليصبح رئيسا له في 2 جويلية خلفا لمحمد بوضياف بعد اغتياله. هذا هو علي كافي ولد علي كافي بالحروش بولاية سكيكدة، بدأ دراسته بالمدرسة الكتانية في قسنطينة وكان معه بالمدرسة هواري بومدين، كان عضوا في حزب الشعب وساهم بالنضال فيه حتى أصبح مسؤول خلية ومن بعدها مسئول مجموعة بعام 1953 عين مدرسا من طرف حزبه في مدرسة حرة بسكيكدة، ساهم بالثورة الجزائرية منذ اتصالة بديدوش مراد في نوفمبر 1954وكانت بداية مشاركته على مستوى مدينة سكيكدة وبعدها إلتحق بجبال الشمال القسنطيني وشارك في معارك أوت 1955 تحت قيادة زيغود يوسف، وفي أوت 1956 شارك في مؤتمر الصومام حيث كان عضوا مندوبا عن المنطقة الثانية. وقام بقيادة المنطقة الثانية بين أعوام 1957 و1959، ليلتحق في ماي 1959 بتونس حيث دخل في عداد الشخصيات العشر التي قامت بتنظيم الهيئتين المسيرتين للثورة (الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والمجلس الوطني للثورة الجزائرية. بعد الاستقلال عين سفيرا للجزائر في تونس ثم مصر وبعدها سوريا و لبنان و العراق و إيطاليا، ليشغل في جانفي 1992 منصب عضوا في المجلس الأعلى للدولة ثم رئيسا له في 2 جويلية من نفس العام وذلك بعد إغتيال محمد بوضياف. أنهيت مهام علي كافي الديبلوماسية في عهد الشاذلي بن جديد، حيث جرى تعيينه أمينا عاما لمنظمة المجاهدين، ولم يلعب علي كافي أي دور في المرحلة الشاذلية، وبرز اسمه عندما أطيح بالشاذلي بن جديد وعند تشكيل المجلس الأعلى للدولة، حيث أصبح علي كافي ضمن تشكيلة هذا المجلس الذي كان يضم محمد بوضياف رئيسا، وخالد نزار، تيجاني هدّام وعلي هارون كأعضاء. بوصول علي كافي إلى رئاسة المجلس الأعلى للدولة كانت المواجهات الحالة الأمنية للبلاد قد اتسعّت رقعتها وبرزت إلى الوجود الجماعة الإسلامية المسلحة التي أعلنت عن نفسها كجماعة إسلامية مسلحة مستقلة عن الجبهة الإسلامية للانقاذ، وقد أتخذّ المجلس الأعلى للدولة مواقف متشددة تجاه هذه الجماعات، وكان خطاب علي كافي يتسم بالتصعيد والمواجهة والحرب التي لا هوادة فيها مع الجماعات الإسلامية المسلحة، كما أنّ علي كافي صادق على تشكيل المحاكم الخاصة الاستثنائية التي تنظر في قضايا العنف السياسي وقد أصدرت هذه المحاكم عشرات الأحكام بالإعدام. كما وضع المجلس الأعلى للدولة في عهد علي كافي قوانين مكافحة الإرهاب التي جاءت مكمّلة للأحكام العرفية وقوانين حالة الطوارئ. بوتفليقة يعزي الجزائر في فقيدها نوّه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالخصال والمواقف الوطنية التي كان يتحلى بها الفقيد المجاهد علي كافي من أجل تحرير الجزائر وقيادتها بعد الاستقلال والذي وافته المنية أمس. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة التي بعث بها الى كافة أفراد أسرة المرحوم علي كافي "تفقد الجزائر اليوم برحيل الصديق المجاهد رئيس المجلس الاعلى للدولة السابق المرحوم علي كافي أحد رجالاتها الذين أحتلوا الصفوف الاولى في ثورتها وقادوا مسيرتها بعد الاستقلال ووسموا عهودهم بمآثر من البطولات والفخار ستبقى منقوشة في أذهان الجزائريين ما بقيت الحياة وجزءا من تاريخهم ناصعا وخالدا ما خلد الزمان". و قال أيضا "نسأل الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يكرم مآبه ويجزل ثوابه وأن يسبل عليه ثوبا قشيبا من غفرانه ورضوانه ويسقيه غدقا من رحماته ويلحقه بالشهداء والصديقين في جنات الخلد والنعيم وحسن أولئك رفيقا". وأضاف رئيس الدولة "لقد قلب الزمن برحيل الفقيد صفحة من تاريخ الجزائر الزاخر بالأحداث فيها من الشدائد والأتراح ما فيها من السعادة والأفراح قلبت الصفحة بعد أن أدى واجبه وأتم رسالته في خدمة وطنه على أكثر من صعيد في الداخل والخارج وسارع الى تلبية نداء الوطن فآزر رفاقه في المجلس الاعلى للدولة متوليا رسالته ومسهما بكل ما أوتي من جهد وإخلاص". كما خاطب الرئيس بوتفليقة أسرة المرحوم علي كافي قائلا "وإذ أشاطركم الاسى والألم على فراق الراحل معربا لكم عن خالص تعازي وصادق مواساتي وأدعو الله عز وجل أن ينزل السكينة والطمأنينة في قلوبكم وفي قلوب جميع أفراد أهله وذويه وأسرة المجاهدين رفاق الدرب يعوضكم فيه خيرا كثيرا ويجزيكم على صبركم أجرا عظيما إنه سميع مجيب". الحداد ثمانية أيام وأصدرت رئاسة الجمهورية أمس، بيانا جاء فيه، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعلن الحداد الوطني لثمانية أيام، كما قرر تمكين الجزائريين من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد علي كافي بقصر الشعب اليوم ابتدءا من الساعة التاسعة صباحا، وسيوارى الثرى في نفس اليوم بعد صلاة الظهر بمربع الشهداء بمقبرة العالية. شخصيات وطنية تعزي الجزائر في فقدانها أحد رموزها وفاة علي كافي تعد "فاجعة" على كافة أفراد الشعب الجزائري (ولد خليفة) إعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي "فاجعة" على كافة أفراد الشعب الجزائري الذين يحيون الذكرى الخمسين لإستعادة الإستقلال الوطني. و نوه ولد خليفة في برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد بمناقب علي كافي ذاك الرجل الذي "شب منذ نعومة أظافره على حب الوطن و التضحية من أجله و أسهم في الذود عنه و الكفاح من أجل إسترجاع إستقلاله مجاهدا ثم قائدا للولاية الثانية التاريخية" مؤكدا أنه كان أحد صناع الإستقلال. كما ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بالمسار النضالي للفقيد إبان ثورة التحرير موضحا في ذات الشأن أنه "كان مع إخوانه و اخواته من ضربوا أروع الأمثلة في الفداء و الجود بالنفس والنفيس في سبيل وطننا المفدى" مضيفا أنه "بعد الإستقلال واصل نضاله في مختلف مواقع المسؤولية التي تقلدها". وأضاف ولد خليفة أن المناصب التي تقلدها علي كافي قد توجت بترؤسه المجلس الأعلى للدولة في ظروف "يشهد العدو قبل الصديق بصعوبتها" مشيرا أنه "أدى الأمانة على أكمل وجه". ومن جهته، نوه وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله ب "خصال ومبادئ المجاهد الراحل علي كافي رئيس المجلس الأعلى للدولة السابق (جويلية 1992 - جوان 1994) الذي وافته المنية صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 85 سنة. وقال الوزير في كلمة ألقاها في ندوة علمية نظمت بمناسبة الاحتفال بيوم العلم المصادف لذكرى وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس (16 افريل 1940) أن "المجاهد الراحل علي كافي كان مناضلا ومجاهدا كبيرا عزيمته الأساسية هي تحرير الوطن من الإحتلال واسترجاع الحرية والسيادة الوطنية". وأعرب غلام الله على اثر هذا المصاب الجلل عن "تعازيه الخالصة الى أسرة الفقيد والأسرة الثورية والشعب الجزائري" مشيرا في ذات الوقت الى أن "المجاهد الراحل علي كافي "ساهم أيضا بشجاعة في الحفاظ على وحدة الأمة والتصدي لظاهرة الارهاب خلال العشرية السوداء حيث قام المرحوم و في وقت صعب —يقول الوزير—"بتقلد منصب رئيس المجلس الأعلى للدولة رغم الأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها الجزائرانذاك". وأكد أحمد عاشور، رئيس اللجنة الوطنية لتحضير مؤتمر التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أن فقدان الجزائر للرئيس الجزائري الأسبق علي كافي، خسارة كبيرة فهو شخصية وطنية ضحت من أجل الوطن، معتبرا أن الفقيد رمز من رموز الجزائر، وأحد أهم القياديين الذين ناضلوا من أجل استقلال الجزائر، موضحا في اتصال هاتفي ل "الجزائرالجديدة"، أنه التقى مع المرحوم في المنظمة الوطنية للمجاهدين، وهو رجل ذو مواقف صلبة، فهو رجل الثورة والتضحية، مؤكدا أن الجزائر فقدت رجلا آخر من رجالاتها. وفي تصريح ل "الجزائرالجديدة"، قال عبد الحفيظ لحول، المنسق العام للمنظمة الوطنية لتواصل الأجيال، أنه طلب من المرحوم علي كافي في أحد أيام العيد يوم كان رئيسا للمجلس الأعلى للدولة بأن يصلي بهم في المجلس، فقال "لم أصلي طيلة حياتي، فكيف لي أن أصلي يوم العيد"، في إشارة منه أن المرحوم كان متواضعا ولا يحب الشهرة، وخير دليل ما كتبه عنه بن طوبال والمرحوم بوحارة، مضيفا أن الجزائر فقدت رمزا وثقلا ووزنا في الساحة الوطنية، متمنيا أن يأخذ الجميع من صفاته لتتمتع الأجيال بما تمتع به من صفات، ولكي نصون الأمانة كما فعل دائما. من جهته أعرب المجاهد الطاهر بن عيشة، في اتصال هاتفي ل "الجزائرالجديدة" عن حزنه الذي وصفه ب "العميق"، مشيرا أن المرحوم كان رجلا طيبا وقبل كل شيء رجل دولة، وهو بالتالي خسارة كبيرة للجزائر، مؤكدا أن الأمر يدعو للألم عندما تفقد الجزائر هذه النوعية من الرجال، مشيرا أن المرحوم مات في عزلة سياسية، ويشهد التاريخ عنه، فقد كان يتألم من المحتلين ثقافيا سواء من لغتهم أو حياتهم، مضيفا بالقول "علي كافي من الرجال الكبار الذين ينبغي أن نكون مخلصين لآرائهم"، آملا أن يعود الشباب إلى التاريخ لمعرفة الشخصيات التي صنعت الوطن. أحزاب سياسية تؤكد أن المرحوم كان رجل حوار واعتبرت حركة النهضة وفاة الرئيس الأسبق علي كافي خسارة لرمز وطني مخلص قدم لبلده ولشعبه ما يستحق من جهد وتضحيات، بالإضافة إلى كونه أحد أبطال ثورة التحرير وواحدا من صناع نصره، موضحة بأنه تقلد عدة مناصب حيث تولى قيادة البلاد في ظروف المحنة واستطاع بما لديه من وطنية اكتسبها أيام ثورة التحرير المباركة رفقة أبطال الجزائر وعظمائها، أن يساهم في إخراج البلاد من مرحلة الفوضى والاضطرابات والاقتتال إلى مرحلة الاستقرار وحقن دماء الجزائريين، موضحا بأنه لم يبخل بجهد أو بتقديم نصائح لأمته إلى مماته، حيث أوضح نائب حركة النهضة، محمد حديبي، في تصريح له ل "الجزائرالجديدة"، أن علي كافي من أبرز الشخصيات، مشيرا إلى أنه رجلا ترك بصماته على سير الدولة الجزائرية ليبقى مخلّدا في الذاكرة الثورية عبر الكتب التي كان يكتبها حول الثورة الجزائرية، مشيرا إلى أن مذكرات الرئيس الأسبق تركت نقاشا قويا، موضحا في ذات الوقت أن مرحلة حكم علي كافي كانت مرحلة إنتقالية حيث تميزت بمشاركة الطبقات السياسية في الحوار وكذا شخصيات وطنية من أجل إيجاد حلول للازمة الامنية التي كانت تعاني منها الدولة آنذاك. وأكد رئيس مجلس الشورى لحركة الإصلاح الوطني، عكوشي حملاوي، بأنه حضر لعدة جلسات مع الرئيس الأسبق علي كافي، قائلا أنه : "من العقداء السبعة بحيث لم يبخل على الجزائر بشيء كما أنه تحمل المسؤولية بحذافيرها، ولكن الأزمة كانت أكبر من الجميع"، مشيرا في ذات الوقت أن كافي م الرجال القلائل في بلدنا ذي وزن وأهمية وشأن، موضحا بأن الجزائر فقدت رجلا وطنيا مخلصا رغم الاختلافات في الآراء آنذاك، مضيفا بأن علي كافي عمل على بناء حوار واسع مع مختلف الأحزاب السياسية بعد وفاة بوضياف، مشيرا إلى أن الأزمة الأمنية في التسعينيات كانت جد خطيرة. ومن جهته قال لخضر بن خلاف الناطق الرسمي لجبهة العدالة والتنمية، بأن الجزائر فقدت رجلا بأتم معنى الكلمة، مشيرا إلى أن علي كافي بدأ نضاله قبل وحتى بعد الإستقلال، إذ كان رئيسا للدولة في أخطر فتراتها والمتمثلة في فترة التسعينيات. وأشار بن خلاف إلى أن المرحلة التي مرت بها الجزائر في تلك الفترة من أصعب الفترات، وأثبت فيها وجوده وتحمله للمسؤولية، مشيرا إلى أن تلك المرحلة شكلت فارقا مميزا إذ ضم الرئيس الأسبق مختلف الطبقات و الأحزاب السياسية بالإضافة إلى الجمعيات من أجل المشاركة في إخراج البلاد من الأزمة الأمنية والخروج بها إلى الاستقرار والشرعية. كما أشار ذات المتحدث إلى الفترة التي عاشتها الجزائر في التسعينيات والتجربة الصعبة التي خرجت منها البلاد بسلام، مؤكدا على ضرورة الاستعانة بها في حالة تعرض الجزائر حاليا أو مستقبلا لمظاهر الأزمة التي مرت بها الجزائر في تلك الفترة. تأجيل حفل منح الوسام الاولمبي الدولي للعداء توفيق مخلوفي أجل إلى وقت لاحق حفل تقليد وسام اللجنة الاولمبية الدولية للبطل الاولمبي الجزائري لسباق 1500 متر في أولمبياد لندن 2012 توفيق مخلوفي الذي كان مقررا أمس، بإقامة الميثاق، بعد الاعلان عن الحداد الوطني لمدة ثمانية (8) أيام إثر وفاة الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي, حسب ما علم من اللجنة الاولمبية الجزائرية. زينب.ب/ صليحة مطوي/ نسرين صاولي