في ظل ما تشهده ولايات الجنوب من حراك اجتماعي ، قرر من جديد عمال التربية الوطنية بولايات الجنوب، ومعهم شرائح عمالية أخرى من قطاعات الصحة والإدارة والتعليم العالي الاستمرار في الإضراب المتجدد لثلاثة أيام من الأسبوع الداخل: الاثنين، الثلاثاء والأربعاء، مع تنظيم وقفات احتجاجية في اليوم الأخير منه أمام مقرات مديريات التربية عبر الولايات، ويتواصل هذا الإضراب بالتنسيق مع نقابات أخرى بقطاع الوظيفة العمومية. يتواصل إضراب عمال التربية بولايات الجنوب، لمدة ثلاثة أيام أخرى: الاثنين، الثلاثاء والأربعاء، ومعهم شرائح عمالية أخرى من عمال الصحة ومستخدمي الإدارة العمومية، ويتزامن هذا الإضراب في كامل أيامه الثلاثة مع الإضراب الوطني المقرر شنّهُ من قبل الأطباء العامين والأخصائيين والصيادلة وجراحي الأسنان، ووفق ما هو مقرر من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، فإن إضراب الجنوب سترافقه وقفات احتجاجية في اليوم الأخير منهُ أمام مقرات مديريات التربية عبر الولايات. نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أعلنت عن هذا القرار في البيان رقم ,10 الذي أصدرته نهاية الأسبوع، وثمنت فيه التنسيق الحاصل بينها وبين نقابات الوظيفة العمومية الأخرى، التي شاركتها الإضرابات السابقة، وهي نقابة مستخدمي الإدارة العمومية، والنقابة الجزائرية للشبه طبي، ونقابة أساتذة التعليم شبه الطبي، والنقابة الوطنية للصحة العمومية، والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ونقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم العالي، وحتى هذه اللحظة نقابة اتحاد عمال التربية والتكوين تحرص أشد الحرص على التنسيق الكامل مع النقابات المذكورة من أجل تجميع قوة الضغط على السلطات العمومية، لتحقيق المطالب المرفوعة. وهذا ما أكدت عليه نقابة اتحاد عمال التربية والتكوين في اجتماعها الأخير المنعقد مباشرة زوال الوقفة الوطنية الاحتجاجية المنظمة أمام مقر الوزارة بالعاصمة يوم الأربعاء الماضي، إلى جانب أنها طالبت الحكومة من حالة الصمت التي هي عليه، والذي وصفته ب »الصمت المطبق والممنهج والقفز على النقابات، حيال ملف ولايات الجنوب والهضاب العليا والسهوب والأوراس، المتعلق بمنح المناطق والتعويض النوعي على المنصب )الامتياز («. وقالت نقابة الاتحاد: »في الوقت الذي كنا فيه ننتظر من الحكومة إجراءات عملية ملموسة، ها هي الحكومة تطل علينا بقرار رفع الحضر عن الشيفون )الخردة( دون أن تبذل أدنى اهتمام بآلاف الموظفين والعمال، والملايين من أبنائنا التلاميذ المقبلين على مختلف الامتحانات الرسمية لجميع الأطوار«. والمفارقة العجيبة وفق ما تُضيف أن منظومة الأجور في المناطق المعنية تعتمد في كشوف رواتب موظفيها على ثلاثة أجور قاعدية: 1989 ، 2001 و 2007 بدل الأجر القاعدي الواحد والوحيد، بناء على المرسوم 07 304 ، المتعلق بالشبكة الاستدلالية للأجور، وهذا ما يُفترض العمل به«. ومن أجل ضمان التنسيق الكامل بين كل نقابات الوظيفة العمومية بالجنوب، دعت نقابة اتحاد عمال التربية إلى »عقد لقاءات تنسيقية مع باقي النقابات الأخرى، المهتمة بمطالب المنطقة وعمالها، والدفاع عنهم يوم الأربعاء المقبل بغرداية لدراسة مستقبل الحركة الاحتجاجية وآفاقها«. ومثلما سبقت الإشارة، فإن اليوم الأخير من الإضراب المنتهي تزامن مع الوقفة الاحتجاجية الوطنية، التي أسموها »وقفة الكرامة«، وكانت مناسبة لبعض الشرائح العمالية العاملة بولايات الجنوب من المشاركة فيها، والتعبير عن مطالبهم الخاصة، ضمن الإطار المطلبي الموحد لاتحاد عمال التربية والتكوين، وقد حظيت الرسالة التي وجهها الاتحاد إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمطالب عمال التربية بالجنوب، مثلما هي بالشمال. وحتى الآن فإن جميع عمال التربية بالجنوب وبالشمال أيضا يطالبون بإعادة النظر في المرسوم التنفيذي 08 315 المعدل والمتمم، المتضمن القانون الأساسي لمستخدمي التربية الوطنية، والبث في ملف الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية، مع البث في ملف الجنوب والهضاب والسهوب والأوراس.