ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم سيشوان الصيني إلى أكثر من 200 شخص كما أصيب 5700 آخرين، وشرد آلاف آخرون وفق آخر حصيلة أوردتها وكالة شينخوا الصينية للأنباء. وقد توجه رئيس الوزراء الصيني لي كيغ يانغ إلى الإقليم المنكوب للإشراف بنفسه على جهود فرق الإنقاذ. وقعت كارثة أمس في سفح هضبة التيبت في إقليم سيشوان، وهي المنطقة التي تشهد نشاطا زلزاليا كبيرا، والتي ضربتها هزة أرضية قوية في 2008 مخلفة آلاف القتلى. ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغإلى حشد الجهود لتوفير العون للمنكوبين في المنطقة، في حين توجه إليها رئيس الوزراء لي كيغ يانغ للإشراف مباشرة على أعمال الإنقاذ. وأظهرت اللقطات الأولى أبنية صغيرة مدمرة، وأكواما من الدمار في الشوارع. كما أظهرت صور التقطت من الجو مناطق ريفية سويت منازل فيها بالأرض، وأخرى تبدو عليها الأضرار بوضوح. وكانت حصيلة أولية لوكالة أنباء الصين الجديدة »شينخوا« -نقلا عن مكتب الزلازل في سيشوان- قد أشارت إلى مقتل 113 شخص، بينما أشارت الحكومة المحلية في مدينة يؤان -التي تدير منطقة لوشان في بيان- إلى أن 2600 شخص جرحوا، بينهم 330 في حالة حرجة، و تهدم نحو عشرة آلاف منزل. وقد انقطعت المياه والكهرباء عن منطقة ليشان حيث مركز الزلزال، وقد انهارت معظم المباني في المنطقة الحضرية القديمة، وأقفلت الانزلاقات الأرضية الطرق في كثير من أرجاء المنطقة. إلى ذلك نشرت السلطات الصينية ما يزيد عن 6 آلاف جندي، وعددا من الطائرات في سيشوان للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة. وطلب الرئيس الصيني شي جينبينغ بذل أقصى الجهود لمساعدة الضحايا، بينما قال رئيس الوزراء لي كه تشيانغ إنه سيتوجه إلى المنطقة المنكوبة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن قوة الزلزال بلغت سبع درجات، بينما قدر المعهد الأميركي للجيوفيزياء شدته ب 6,6 درجات. وذكر التلفزيون الحكومي أن انهيارات التربة تعرقل وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الكارثة. وقال أحد سكان شينغدو -في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة- إنه شعر بالهزة الأرضية لحوالي عشرين ثانية في شقته الواقعة في الطابق الثالث عشر. يذكر أن يقيم في مدينة يؤان نحو 5,1 مليون شخص، وهي تعتبر الحاضرة الرئيسية لثقافة الشاي الصينية، ومركز الحفاظ على حيوان الباندا المهدد بالانقراض، والذي أشارت الأنباء إلى أنه لم يصب بالضرر. وكان زلزال قوي ضرب في 2008 إقليم سيشوان الذي يعد واحدا من أكثر الأقاليم اكتظاظا بالسكان، مما أدى إلى سقوط حوالي سبعين ألف قتيل، وفقدان 18 ألفا آخرين. وتشهد الصين باستمرار زلازل، وكان أعنفها زلزال يعد واحدا من الأقوى في التاريخ، ضرب منطقة تانغشان شمال شرق في 1976 وأدى إلى سقوط 242 ألف قتيل رسميا و700 ألف حسب مصادر أخرى.