وضع الوزير الأول عبد المالك سلال قطار التنمية بولاية بجاية في السكة بعدما عرفت هذه الولاية تأخرا في مسار التنمية نتيجة للعراقيل التي أكد سلال بأنه سيتم إزاحتها، ووقف الوزير الأول شخصيا على المشاريع الحيوية التي أعطى إشارة انطلاقها بعد فترة جمود، كما جلب مشاريع جديدة سيستفيد من سكان بجاية الذي أعربوا عن استعدادهم للعمل مع الحكومة للنهوض بولايتهم، حيث عادت زيارة سلال إلى بجاية »بالخير« على أبنائها خاصة وأنه شدد على إطلاق المشاريع والإسراع في تجسيدها ميدانيا وتقديم إعانات للبلديات ذات الدخل الضعيف. تميزت الزيارة الميدانية التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال والوفد الوزاري إلى ولاية بجاية أول أمس بإطلاق عدد من المشاريع ذات أهمية بالغة في القطاع الاقتصادي والاجتماعي والتي ستمكن من وضع قطار التنمية بالولاية في سكته، وبالرغم من وجود مشاريع تنموية بهذه الولاية إلا أنها عرفت تأخرا في الإنجاز والبعض منها لم تنطلق إلى غاية نزول سلال ببجاية، حيث أبدى الوزير الأول عزمه على إزاحة العراقيل التي كانت تعيق إنجاز هذه المشاريع من بينها مشكل العقار والبيروقراطية، كما أعاب على أبناء المنطقة ودعاهم إلى توحيد الجهود والعمل رفقة الحكومة والابتعاد عن »ثقافة الحقد«. ورافق الوزير الأول في زيارته كما قال »أكبر الوزراء« من أجل معاينة ما ينجز في بجاية ومعالجة النقائص التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، حيث أشار إلى أن رئيس الجمهورية أصر شخصيا على انطلاق أهم مشروع بالولاية وهو الطريق الرابط بين ميناء بجاية بالطريق السيار. ربط ميناء بجاية بالطريق السيار بكلفة 110 مليار دج وقد اهتم الوزير الأول بمشروع ربط ميناء بجاية بالطريق السيار على مسافة 100 كلم، حيث أشرف شخصيا على إعطاء إشارة انطلاق المشروع بعدما شهد تأخرا نتيجة لتسوية ملفات أصحاب الأراضي التي يمر عبرها المشروع، وشدد الوزير على تعويض هؤلاء في الآجال القريبة كما دعاهم إلى مساعدة القائمين على المشروع من أجل استكماله قبل آجاله التي حددت ب36 شهرا، وطالب سلال من المجمع الجزائري الصيني بتقليص مدة الإنجاز إلى 30 شهرا ليمكن هذا المنفذ من بعث الاقتصاد بالولاية. هياكل قاعدية وبنية تحتية أخرى تفقدها الوزير الأول وأعطى إشارة انطلاقها من بينها الطريق المزدوج لخط السكة الحديدية الرابط بين بجاية وبني منصور والذي سيساهم في تحريك الاقتصاد خاصة وأن به خط واحد فقط، كما انطلقت الأشغال لإنجاز المحطة البحرية القادرة على استقبال في صيف 2015 أكثر من 100 ألف مسافر، بالإضافة على عصرنة الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين مدينة ملبو وجيجل، حيث طالب الوزير الأول بتسليم المشروع قبل نهاية جوان المقبل. سلال يأمر السلطات المحلية بمساعدة الشباب كما وجه الوزير الأول تعليمات إلى السلطات الولائية والمحلية بمساعدة الشباب لإنشاء مؤسسات ومقاولات وفتح فرص عمل للشباب البطال، مؤكدا أنه رغم التركيز على إنجاز منشآت قاعدية والبنى التحتية إلا أنه يجب تكثيف الجهود من أجل استحداث مؤسسات التي باستطاعتها خلق الثروة وامتصاص البطالة، حيث تعهد بمساعدة الراغبين في إنشاء المقاولات ومحاربة البيروقراطية والفساد. وقال الوزير الأول أمام ممثلي المجتمع المدني بأنه بإمكان بجاية أن تكون رائدة في عدد من الميادين خاصة الصناعات الغذائية، مؤكدا بأن رئيس الجمهورية وجه تعليمة من أجل النهوض بالتنمية بولاية بجاية. الوزير الأول يدعو للتخلي عن »ثقافة الحقد« ولم يكتف الوزير الأول بإطلاق المشاريع والوقوف على سير الأشغال بها وإنما تضمنت رسائل غير مشفرة وإنما واقعية ومباشرة، حيث دعا الجزائريين عموما وعلى وجه الخصوص أبناء بجاية إلى التضامن والتآزر والابتعاد عن »ثقافة الحقد«، معلقا آمالا كبيرة على مستقبل الولاية والجزائر التي تمتلك كما قال إمكانيات كبيرة ورجال وصوتها مسموع وأن المستقبل يبنيه الجميع. سلال يترحم على روح الشيخ بلحداد كما ترحم سلال رفقة الوفد الوزاري المرافق له على روح الشيخ أحداد المتواجد ضريحه بمنطقة صدوق أوفلة الواقعة 60 كلم جنوببجاية، ووضع الوزير الأول خلال وقوفه على ضريح القائد الروحي للطريقة الرحمانية والذي يعد رمزا من رموز الانتفاضة ضد الاستعمار سنة 1871 بمنطقة القبائل إكليلا من الورود على ضريحه وقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة ليقوم بعدها بزيارة ضريحه الذي يضم كذلك قبر ولديه عزيز ومحند اللذان شاركا معه في الانتفاضة. وأبدى سلال درايته بالعمق الثقافي و التاريخي لبجاية قائلا »إنها تزخر بموروث ثقافي كبير ولها ماضي عريق« مذكرا أنها احتضنت أكبر العلماء كإبن خلدون و ابن العربي وبن بطوطة والإدريسي، مضيفا بأنها منطقة ثورية احتضنت مؤتمر الصومام ومعروفة أيضا بعدة رموز من المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي مثل الشيخ أحداد. اهتمام الدولة بالتعليم العالي وفي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، تفقد سلال والوفد الوزاري مشاريع عديدة تخص القطاع خاصة القطب الجامعي الذي يسع ل6 آلاف مقعد بيداغوجي وإقامة جامعية ب5 آلاف سرير الموجهة لاستقبال كلية العلوم القانونية، حيث يندرج هذا المشروع ضمن مخطط توسيع جامعة بجاية التي ستصبح في المستقبل جامعتين مستقلتين وهي تارغا أوزمور وعبوداو اللتين سيتم ربط قطبي أميزور والقصر بهما وهما على التوالي مختصتين في العلوم القانونية والعلوم الاقتصادية. انطلاق مشاريع سكنية وبرامج جديدة في الأفق وخلال ذات الزيارة أشرف سلال بوادي غير على إطلاق أشغال إنجاز برنامج بأكثر من 700 وحدة سكنية منها 392 وحدة مسجلة في إطار امتصاص السكن الهش و 350 وحدة أخرى في إطار برنامج السكن العمومي الإيجاري، كما يوجد برنامج سكني كبير لإنجاز حوالي 5 آلاف، حيث ذكر الوزير الأول بأن مشكل السكن لا يكمن في تسجيل البرامج، مشيرا إلى أن 19 ألف سكن مسجل لفائدة ولاية بجاية لكن المشكل يكمن في إطلاق المشاريع نتيجة لعدم وجود الأرضية لتجسيد هذه المشاريع، وفي هذا الصدد دعا سكان الولاية إلى مساعدة السلطات في إيجاد الوعاء العقاري لاحتضان هذه المشاريع.