ال زعيم حزب الإصلاح والتنمية في تونس محمد القوماني، إن مواجهة الإرهاب لا يجب أن تكون على حساب أجندة الإصلاح السياسي ودعم الحريات والتنمية، مؤكدا أهمية المضي قدما في دعم حقوق الإنسان والحريات، وقيم التضامن للتصدي للإرهاب. جاءت تصريحات القوماني ردا على ما صرح به رئيس الحكومة على العريض الذي قال إن مكافحة الإرهاب تتطلب إعادة ترتيب الأولويات، وأضاف القومانى في تصريح لقناة »الجزيرة« الفضائية أمس، أنه تلقى تصريح العريض بنوع من الخشية على أن تتغير الأولويات الوطنية بسبب تزايد مخاطر الإرهاب، مشيرا إلى أن النزاع المسلح بين القوات التونسية والجماعات المسلحة أصبح وشيكا خصوصا بعد وقوع اشتباكات في مناطق متعددة على غرار منطقة الروحية في سبتمبر2011 وبئر على بن خليفة فى فيفري 2012 ومنطقة فريانة في ديسمبر .2012 وحذّر القومانى من خطر تزايد المواجهات واختراق الجماعات المتشددة الحدود التونسية البرية، التي تمتد 900 كلم مع الجزائر و450 كلم مع ليبيا، في ظل استمرار الانقسامات السياسية وغياب لحمة وطنية قادرة على مواجهة هذه المخاطر. من جهة أخرى، قالت تقارير إعلامية في تونس أمس، إن قوات الأمن أوقفت ثلاثة عناصر تنتمي إلى التيار السلفي المتشدد كانوا أقاموا الحد على محافظ شرطة والتنكيل بجثته بينما كانوا يقومون بدورية ضمن ما يعرف بالشرطة السلفية. وتم اكتشاف جثة محافظ شرطة تعرض للذبح والتنكيل فى منطقة جبل الجلود وهو حي شعبي يقع بالمدخل الجنوبي للعاصمة منذ يوم الأربعاء، وأدت تحريات الشرطة فى البداية إلى إيقاف شخصين في محافظة مدنين بالجنوب التونسي بينما تم أمس الأول السبت إيقاف المتهم الثالث. وقالت صحيفة »الصباح« التونسية في عددها الصادر أمس، إن المتهمين ينتمون للتيار السلفي المتشدد وكانوا ليلة الجريمة يقومون بدورية للشرطة السلفية في جبل الجلود، عندما لاحظوا الضحية بصدد قضاء حاجة على الطريق. وأفادت الصحيفة بأن المتهمين ظنوا أن محافظ الشرطة في حالة سكر ما دفعهما لإقامة الحد عليه بذبحه وتسديد طعنات قاتلة فى عدة مواقع بجسمه والتنكيل بجثته. يشار إلى أنه وبعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية ومن بينها التيار السلفي المتشدد في المساجد والشوارع، وأدى الفراغ الأمني وغياب سلطة الدولة في عدة مناطق بالبلاد إلى ظهور جماعات متشددة تقوم بدوريات في الأحياء الشعبية في حين تعرضت العديد من المسارح الفنية والنزل والمرافق السياحية إلى عمليات مداهمة وتخريب.