تواصلت أمس المواجهات التي اندلعت في مدينة جندوبة الواقعة على بعد نحو 250 كيلومتر شمال غرب تونس العاصمة، بين قوات الأمن التونسية وعناصر سلفية ليلة الأربعاء إلى الخميس، ويعكس الجو السائد في تونس النتائج العكسية لأولى الثورات العربية حيث ظهرت دعوات للجهاد والتخطيط لإقامة إمارة للقاعدة في تونس. ووفقا لما أفادت به وكالة الأنباء التونسية الرسمية أمس نقلا عن مصدر أمني، فإن العناصر السلفية عمدت ليلة الخميس إلى الجمعة إلى إحراق مركز الأمن بحي الزهوة في جندوبة الشمالية، وأعادت الكرّة صباح أمس الجمعة بالاعتداء على مركز الأمن بجندوبة، كما حاولت الهجوم على منطقة الشرطة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأفادت بأن الجماعات التي تسمي نفسها »السلفيين« تسلحت بالسكاكين والهراوات والزجاجات الحارقة في مواجهتها لقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بمحاولة لتفريقهم، ولجأت للاحتماء داخل الجوامع والمساجد حيث قامت ببث تسجيلات تلاوة القرآن، إلى جانب الدعوة عبر مضخمات الصوت إلى الجهاد من دون انقطاع على طول الليل والنهار، وذلك قبل أن تعيد في كل مرة هجومها على المقرات الأمنية، وذكرت يونايتد برس أنترناشونال نقلا عن شهود عيان« إن الوضع الآن في مدينة جندوبة متوتر جدا، حيث لوحظ توافد أعداد كبيرة من أفراد قوات مكافحة الإرهاب، وطلائع الحرس (الدرك) الذين انتشروا وسط المدينة في أوضاع قتالية«، حيث حلقت مروحيات الجيش التونسي دون انقطاع في سماء المدينة، فيما تصاعد دخان القنابل المسيلة للدموع من عدة أحياء منها حي الزهوة حيث يحتشد عدد كبير من العناصر السلفية، وقالت الصحيفة أن المواجهات اندلعت عندما اعتقلت قوات الأمن 8 عناصر سلفية أثناء اعتصامهم داخل جامع بلال بن رباح وسط مدينة جندوبة، فسارع عدد آخر من العناصر السلفية إلى اللجوء إلى نفس الجامع قبل شن هجمات على المقرات الأمنية، يشار إلى أن المواجهات بين قوات الأمن والعناصر السلفية التي توصف ب »الجهادية«، تزايدت خلال الأسابيع الماضية في تونس، علما أن أخطر المواجهات تم تسجيلها في بلدة بئر علي بن خليفة من محافظة صفاقس، حيث أسفرت عن مقتل مسلحين اثنين واعتقال ثالث، إضافة إلى إصابة 3 جنود وعنصر من الحرس الوطني (الدرك) بجروح متفاوتة الخطورة، وكانت بلدة بئر علي بن خليفة في محافظة صفاقس الواقعة على بعد نحو 275 كلم جنوبتونس العاصمة، شهدت في الأول من الشهر الجاري اشتباكات مسلحة بين مجموعة تنتمي إلى التيار السلفي المتشدد مسلحة ببنادق رشاشة من نوع كلاشينكوف ووحدات من الجيش والأمن التونسيين.