غاب حسين أيت احمد الزعيم التاريخي لحزب جبهة القوى الاشتراكية عن المؤتمر الخامس لحزبه الذي ينعقد على مدار ثلاثة أيام بالعاصمة، وذلك بسبب تدهور وضعه الصحي الذي حال دون حضوره مراسيم افتتاح هذا الحدث الذي يعتبره الرجل الأول في الأفافاس بالمميز والتاريخي، فيما دعا المناضلين إلى الوحدة الوطنية التي تضمن السيادة ودولة القانون والعمل على بناء بديل ديمقراطي حقيقي على مستوى الساحة السياسية بالجزائر. بالصوت والصورة فضل الدا الحسين أن يخاطب مناضلي حزبه وهو يردد، أنا متأسف لأنني لست معكم الآن بسبب وضعي الصحي الذي لا يسمح بذلك، لكنني معكم بالفكر وبكل قلبي وأتابع كل مجريات المؤتمر الذي أتمنى له النجاح، يحيا الأفافاس ويحيا المغرب الديمقراطي...ليأتي الدور على الرسالة التي وجهها زعيم الجبهة إلى المؤتمرين وسلمها إياهم ابنه يوغرطة. وقد أشار أيت أحمد في مستهل رسالته إلى الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر الخامس للحزب، حيث أكد أنها لحظات استثنائية ومميزة للأفافاس والجزائر والمنطقة ككل، وأضاف قائلا، نحن مرة أخرى أمام خياراتنا ومسؤولياتنا المستعجلة وعواقبها على المدى البعيد..واستطرد، إن مثل هذه اللحظة مهمة ومصيرية بالنسبة لكل شخص، كل واحد مدعو ليتجاوز نفسه والالتحام مع من هو قادم، البعض يستجيب لدعوة التاريخ ويتجاوزون ساباتهم ليكونوا في مستوى هذه اللحظة، أما البعض الآخر فإنهم يركنون لما هو سهل، إلى أوهام الحاضر، وهنا تكمن القوة الحقيقة لتاريخ للشعوب في مواجهة تاريخ الأنظمة. وأضاف أيت أحمد في رسالته، عندما أسسنا هذا الحزب من أجل تحقيق الديمقراطية بعد الاستقلال، لم نكن نتخيل أنه بعد 50 سنة سنجد أنفسنا في موقع للدفاع عن الحق في الوجود، وإذا كان نضال الأفافاس لمدة 50 سنة مرتبطا بنفس المدة التي تحصلت فيها الجزائر على استقلالها فهذا ليس بالصدفة، الأفافاس ولد من رحم الحركة الوطنية من اجل التحرير الوطني، جذوره السياسية تضرب في قناعات مضادة للاستعمار، وبالنسبة للأفافاس، فإن الوطنية والديمقراطية كلمتان لصيقتان لا يمكن فصلهما وقد نضال الحزب من اجل أن لا يداس على الوطنية باسم الديمقراطية ولا على الديمقراطية باسم الوطنية. وأعاب أيت أحمد إفرازات النظام الدولي الذي يفرض على الشعوب العيش في الحروب والتي يفرض عليها العيش في وحدة لكن تحت مظلة الديكتاتورية وبعيدا عن الديمقراطية أو الحرية، هذا الفكر الاستعماري يتلاءم مع تصورات البعض. وأضاف المتحدث، أن كفاح الأفافاس من أجل الديمقراطية هو صراع من أجل تكريس الحرية وسيادة الجزائر في كل جزائري وجزائرية عن طريق مؤسسات شرعية ودولة قانون تضمن الاحترام والعمل الجيد والديمومة، وهذا ليس بالأمر الهين بل هو بيت القصيد، وبالتالي علينا أن نتوحد حول هذا من أجل أن نختلف ديمقراطيا في باقي المواضيع والقضايا.وختم الدا الحسين رسالته بتوجيه تحية خالصة لمناضلي الحزب على إصرارهم والتزامهم على جعل الأفافاس بيت نضال نشيط وفعال ويقظ من أجل بناء بديل ديمقراطي يكون بمثابة امتداد لبيان أول نوفمبر وأرضية الصومام.