الدا الحسين لن يلقي خطبة الوداع والتنحي في مؤتمر ''دورة الحياة'' يغيب الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، عن المؤتمر الخامس للحزب الذي يبدأ غدا الخميس بالجزائر العاصمة، ولن يلقي آيت أحمد إذن خطبة الوداع في مؤتمر قرر منذ ستة أشهر إعلان تنحيه من منصبه كرئيس للحزب، لتقدمه في السن واستجابة لما وصفها ب''دورة الحياة''. كشف رئيس لجنة تحضير المؤتمر الخامس للأفافاس، محند أمقران شريفي، أن الزعيم التاريخي للحزب، حسين آيت أحمد، لن يحضر المؤتمر لأسباب صحية. وقال شريفي، في ندوة صحفية عقدها رفقة السكرتير الأول للحزب، علي العسكري، إن ''آيت أحمد سافر إلى المغرب قبل أسبوع لحضور جنازة شقيقته زهور آيت أحمد (السيدة براكة)، وقريبه صالح محفوظ، اللذين توفيا هناك، وبعد عودته إلى سويسرا قبل يومين أصيب بحالة إعياء شديدة، ونصحه طبيبه الخاص بالركون إلى الراحة وعدم السفر في هذه الفترة''. وعلق السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، على عدم تمكن آيت أحمد من المشاركة في المؤتمر بأن ''الخبر كان له وقع الزلزال على قيادة ومناضلي الحزب، لأن حضور آيت أحمد إلى المؤتمر كان يعني لنا الكثير وكان سيعطي للمؤتمر أهميته البالغة''. وقال ''أبلغنا آيت أحمد بهذه الظروف وبعدم مجيئه، وطلب منا الاستمرار في عقد المؤتمر''، على أن يبعث رسالة إلى المؤتمرين تقرأ في حفل افتتاح المؤتمر. وفي السياق، أبدى السكرتير الأول للأفافاس انزعاجه الكبير من صحف جزائرية نشرت، قبل يومين، معلومات تشير إلى أن آيت أحمد وصل الجزائر عبر مطار بوفاريك العسكري. وينعقد المؤتمر الخامس للحزب تحت شعار ''من أجل انسجام وطني''، بحضور أكثر من ألف مندوب يمثلون مختلف الفدراليات الولائية والجالية في الخارج، لكن اللافت للنظر وبخلاف مؤتمرات الأحزاب السياسية الأخرى، فإن الحزب قرر استبعاد الأحزاب السياسية من الدعوة لحضور حفل افتتاح المؤتمر، ووصف العسكري قرار عدم دعوة قيادات الأحزاب الجزائرية ب''القرار السيادي للحزب''، مشيرا إلى أن الأفافاس قرر دعوة النقابات وقيادات المجتمع المدني من أحباب الحزب، والشخصيات الوطنية والفاعلين السياسيين الذين يشاطرون الحزب مواقفه، كما سيحضر المؤتمر أحزاب عضوة في الأممية الاشتراكية وأحزاب من المغرب. وسيناقش المؤتمر، الذي سبقته المؤتمرات الولائية في 17 و18 ماي، القوانين الداخلية المنظمة للحزب، بما فيها مسألة استحداث هيئة رئاسة تدير الحزب في مرحلة انتقالية لخلافة الزعيم حسين آيت أحمد. وقال العسكري إن ''لا أحد يمكنه استخلاف آيت أحمد الذي يمثل 70 سنة من النضال و50 سنة من قيادة الحزب، ولم يكن ممكنا إلا هذا الخيار''، مشيرا إلى أنه تقرر ''الإبقاء على هيئة السكرتير الأول للحزب لإدارة الجانب التنفيذي في الحزب''، إضافة إلى مناقشة اللوائح السياسية المرتبطة بمستقبل الحزب السياسية وملفات التنمية الاقتصادية والتطور الاجتماعي. ورد العسكري على سؤال حول إمكانية عودة الكوادر المنشقة عن الأفافاس إلى الحزب خلال هذا المؤتمر قائلا: ''قوانين الحزب الداخلية صارمة في هذا المجال، وكل من يريد العودة إلى الحزب عليه أن يعود من القاعدة''. ونفى العسكري وجود أي اتصالات مع أي حزب سياسي أو شخصية وطنية بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال إن القرار المرتبط بهكذا استحقاق السياسي يقرر فيه المؤتمر أو المجلس الوطني المقبل وليس قبل ذلك تماما، موضحا: ''إذا كانت لنا اتصالات مع حمروش فلأن المشاورات بيننا وبين حمروش كصديق للحزب لم تنقطع أبدا''. وأوضح أن تعديل الدستور بالطريقة الحالية لا تتيح الذهاب إلى الجمهورية الثانية.